ما هو الفرق بين الإبداع والإبتكار والإختراع والتفكير الخلّاق؟

يكثر الحديث عن الإبداع والإبتكار والإختراع والتفكير الخلَّاق أو الإبتكاري،  فما هو الفرق بينها يا ترىجميع هذه المصطلحات تدور في فلك التغيير والتجديد وتمتلك قدرا من التجديد والاستحداث Novelty. إلا أن كلا منها يختص في مرحلة من تلك المراحل ويكمن تأثيره في نطاق محدد. فهي سلسلة تبدأ بالفكرة الخلّاقة أو الإبتكارية Creative Idea التي يمكن اعتبارها الشرارة الأولى أو المفتاح، مرورا بالإختراع الذي يعطي للفكرة قيمة النفعية والاستخدام Usefulness، وانتهاءا بالتبني والانتشار وامتلاك القيمة Value and Adoption لتصل الفكرة التي بدأت في المهد في عقل صاحبها إلى أن تمتلك قيمة كبيرة Value تتجاوز فكرة النفعية بتبني مجتمعات بأسرها لهذه الفكرة في ختام المرحلة الإبداعية Innovation Adoption

الإبداع من ولادة الفكرة إلى التبني

ولا يعني وجود فكرة إبداعية أو خلاقة Creative أنها سينتهي بها المطاف لتصبح إبداعا ذو قيمة، فقد تنتهي في مهدها بمرحلة الفكرة، أو في مرحلة الإختراع المحدود الذي يكتفي بتحقيق النفعية في إطار زمني أو جغرافي محدد فقط. وقد تنتقل الفكرة الإبداعية من عالم الأفكار إلى عالم الإختراعات وتستقر سنوات طويلة بدون حدوث تبني لها لتصبح منتجاً إبداعياً أو ابتكاريا ذو قيمة، حيث يكون المجتمع غير جاهزاً لتقبل هذا الإختراع سواء من حيث الوعي أو البنى التحتية أو حتى من حيث تكلفة الإنتاج التي لا تناسب تكلفة استخدام الموارد المتاحة أو قدرات الناس تبنيها في وقت ظهور الإختراع. لذلك تجد بعض الإختراعات الكامنة محدودة الاستخدام لعقود ما تلبث أن تنتشر فجأة ويتم تبنيها بعد التوصل لما يوفر في تصنيعها أو إنتاجها أو تستجد الحاجة لها فتدخل مرحلة التبني المجتمعي.

من ناحية أخرى يصنف التفكير الإبداعي أو الإبتكاري على أنه مسألة موضوعية ووجهة نظر Subjective، فهو في مرحلة الأفكار وبالتالي فهي غير قابلة للقياس، فما قد يكون إبداعيا في نظر أحدهم قد لا يكون إبداعيا في نظر الآخرين. ولكن بمجرد انتقال الفكرة من عالم التفكير الإبداعي إلى عالم الإختراع والأشياء، فهي تتحول إلى منتج ذو معالم واضحة قابل للقياس والتقييم.

وتجدر الإشارة إلى أن توصيف عملية إبداعية بالإبتكار تحمل في طياتها معنى نسبة التجديد الكبيرة. أما الإبداع فليس بالضرورة أن يكون استحداثا أو تغييرا جذريا. فكل ابتكار هو إبداع ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل إبداع عملا ابتكاريا. فالإبداع هو إتيان بجديد قلّ أو كثر سواء بتغيير في أصله أو بدمج أمرين من عالمين مختلفين لإيجاد منتج أو فكرة جديدة.

وإذا جاز لنا أن نمثل دورة حياة الإبداع بخط زمني، فيمكن القول بأن الإبداع يبدأ بفكرة مفعمة بالحداثة ولكنها قليلة الفاعلية ولا يوجد من يتنباها في مرحلة الـ Creativity، وينتهي بأقصى درجات الفاعلية وأقلها حداثة مع تحقيق التبني والإنتشار في مرحلة الـ innovation

ودمتم بخير،


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد