إذا كنت قد مللت من السعادة والراحة في حياتك، وأصبحت تبحث عن الشقاء والتعاسة فهذه المقالة لك، إذا كنت تعيساً فعلاً وتريد أن تتقن هذا الأمر بكفاءة أكثر، فإليك الدليل العملي كي تكون تعيساً، أما إذا كنت تريد السعادة فأيضاً هذه المقالة لك كي تقوم بخلاف كل ما سيذكر فيه، أتقن التفكير السلبي فالإتقان أمر مهم لأي شيء تريد الإبداع فيه، وإذا كنت تريد التعاسة فيجب أن تؤمن بأن كل ما مضى كان خطأ والأسوأ قادمٌ حتماً، أنظر حولك فهناك أشخاص كثر يكرهونك، أنت تعيش في دولة تحكمها قوانين تظلمك، إن كنت طالباً فكل من يعلمك يكرهك، وإن كنت موظفاً فأنت تعمل مع مدير يسحق موظفيه، وإذا كنت مديراً فإن موظفيك لا يرضيهم أي شيء.
فكر في كل هذه الأمور التي لا تمثل لك شيءاً في حياتك أو تلك التي يدعمها خيالك حتى لو لم تحدث من الأساس، لذلك فإن التركيز على الأفكار السلبية والتقليل من الأفكار الإيجابية قدر الإمكان والتركيز على العيوب سر أساسي من أسرار التعاسة، عليك بتغيير أي شيء لا يناسب قناعاتك فهناك الكثير من الأمور التي تمر أمامك وتريد تغييرها، فإذا كان أحد أصدقائك يمتلك صفةً لا تعجبك فسعى لتغييرها فوراً، واظب على مناقشة القضايا السياسية مع من يخالفونك في الرأي ودافع عن رأيك بقوة بل واسعى لتغيير رأيهم وقناعاتهم.
حاول تغيير كل الأمور الخارجة عن سيطرتك والتي تستهلك من طاقتك الكثير، ركز على المشكلة فهناك فرق كبير جداً بين المشكلة والحل، فالتركيز على المشكلة يعقّدها أكثر ويستهلك وقت أكبر ويستنزف طاقة أعلى، لذلك عندما تصادف مشكلة فلا تبادر بحلها بل أبحث عن سببها وأصلها وحقق مع الأطراف المتسببين فيها واقضي وقتك في استخدام فرضيات عدم حدوث المشكلة مع المتسببين فيها، وإن لم تجد المتسبب فيها أو كنت أنت سببها الوحيد فعليك أن تجد شخصاً آخر تعلّق عليه كل مسببات المشكلة وتحمّله مسؤولية حدوثها.
امتنع عن الحمد، الحمد هو أن تقول الحمد لله على كل شيء، الحمد يمنعك من مقارنة نفسك بالآخرين ويدفعك للتركيز على النعم التي تمتلكها، لذلك إن أردت أن تكون تعيساً فلا تقل الحمد لله، وانظر للآخرين وإنجازاتهم واحقد عليهم، أحلم بالنجاح السهل والمفاجئ أحلم بالنجاح الذي يأتي مرة واحده كأن تجد رزمةً من الأموال على رصيف حيّ رافي أو تكتب الأرقام ذاتها في كل ورقة قمار كل يوم باحثاً ومؤمناً بحظك، اشترك بمسابقات الهاتف والتلفاز فكلها تدعم حلم النجاح الذي يأتي فجأة وتخاطب التعساء حقاً.
ابحث عن الحلول السريعة فهنا مبدأ رئيسي في دولنا العربية “المهم أن يمر اليوم بسلام” ولا يفكر أحداً بالغد إطلاقاً، ابحث عن الحل السريع الذي يجعلك تعيش اليوم فقط والغد لم يخلق بعد لا نفكر فيه، واعلم أن الإحباطات وخيبات الأمل تأتي مع التركيز على النتائج الفورية والأهداف قصيرة المدى، الإنسان التعيس يعيش في عالم من الإشباع الفوري حيث الوجبات السريعة والقهوة سريعة الذوبان وعندما يكسب بعض المال لا يستثمره أو على الأقل يدّخره بل يصرفه على شهواته في الحين، فالنتائج السريعة ما هي إلا مكاسب قصيرة الأجل.
كل ما سبق يؤدي إلى التعاسة بلا شك، فإذا كان فيك شيء من هذا فأنت تسير على هذا الطريق بكل ثبات، أما إذا كنت تريد تغيير التعاسة للسعادة فما عليك سوى عمل خلاف كل ما ذكر.