“فرانكنشتاين”

هي رواية الرعب الشهيرة التي ألَّفَتها الكاتبة الإنجليزية “ماري شيلي” عام 1818، تلك الرواية التي أصبحت علامة بارزة في عالم الخيال العلمي كما ألهمت الكثير من المخرجين وصُنَّاع الأفلام السينيمائية لإنتاج أكثر من 100 فيلم يحمل اسم “فرانكنشتاين”، وقد ارتبط هذا الاسم لدى الكثير من الأشخاص بالمسخ أو الوحش المخيف إلا أن هذا ليس صحيحاً فاسم فرانكنشتاين يعود إلى صانع الوحش، وقد زعمت ماري شيلي أنها استوحت فكرة الرواية من حلم راودها أثناء نومها، فبينما كانت تفكر في قصة مرعبة لتكتبها شاهدت في منامها طبيباً يجري اختبارات على مسخ مخيف فإذا بالحياة تدب في جسد ذلك المسخ ويصبح كائناً حياً وعاقلاً تماماً مثل البشر.
“ماري شيلي”
تدور أحداث القصة حول شاب ذكي يدعى “فيكتور فرانكنشتاين” كان يدرس الطب في جامعة ركسنبورك بألمانيا ثم بدأت دراسته تتحول إلى شغف كبير لهذا العلم فأخذ يبحث ويقرأ أكثر في علم التشريح ويجري العديد من التجارب على الكائنات المختلفة، حتى توصل إلى طريقة لبعث الحياة في الكائنات بعد موتها بواسطة مصدر للطاقة الكهربائية وقرر تجربة هذه الطريقة لإحياء كائن بشري، فقام بجمع أجزائه من جثث المقابر ثم خيطها مع بعضها حتى أصبحت تشبه الإنسان وبدأ بتمرير تيار كهربي خلال جسد الجثة فبدأت الجثة تتحرك وفتحت عيناها فجأة، ولكن فرانكنشتاين وبالرغم من نجاح تجربته فقد انتابه الفزع والخوف الشديد حينما أدرك أنه صنع وحشاً بشعاً ذو وجه شاحب تملؤه الغرز بتعبيرات وملامح مرعبة.
ومن شِدَّة خوفه فرَّ هارباً وترك المسخ بفرده، وعندما عاد إلى مختبره في تلك الليلة كان المسخ قد رحل، بعدها أصيب فرانكنشتاين بحُمَّى شديدة جرَّاء الصدمة التي تعَرَّض لها.في أثناء ذلك عاش المسخ وحيداً ومنبوذاً وكان يختبئ دائماً من الناس الذين ينفرون منه ويضطهدونه بسبب شكله المخيف مع أنه كان طيب القلب، فلم يُطِق المسخ شعور الوحدة واستاء من معاملة الناس له فعزم على أن يذهب إلى فرانكنشتاين ويطلب منه أن يصنع له أنثى تشبهه حتى لا يشعر بالوحدة، فوافق فرانكنشتاين بعد أن وعده المسخ بأنه سيختفي تماماً ولن يؤذي أحداً، ولكنه وقبل أن ينهي الخطوة الأخيرة لبعث الحياة في جسد تلك الأنثى تذكر ما حدث معه في المرة السابقة وأحس أنه سيكرر نفس الخطأ الفظيع للمرة الثانية فرفض أن يكمل ما بدأه، فتوَعَّده المسخ بإيذاء عائلته وأصدقائه لينتقم منه، وبالفعل قضى المسخ على أفراد عائلته وأصدقائه المقربين واحداً تلو الآخر حتى أصبح فرانكنشتاين وحيداً مثل المسخ الذي صنعه، فقرر أن يطارد المسخ ويقتله حتى يصحح الخطأ الذي ارتكبه، ولكنه مات في النهاية قبل أن يحقق مراده، فشعر المسخ حينها بالحزن على صانعه فهو لم يقصد أن تؤول الأمور إلى هذا الحال.
في النهاية نجد أن العبرة المستخلصة من هذه القصة هو أنه كما ينقلب السحر على الساحر كذلك العلم ينقلب على العالم، فما حدث مع فرانكنشتاين فيه إشارة إلى أن الإنسان عندما يحاول أن يجاري قدرة الخالق ويعبث بنواميس الكون فستكون نهايته مأساوية.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد