طفلك مفرط الحساسية؟ إذًا كيف تتعامل معه وتخلق فيه القوة النفسية حتى لا يتحول إلى مريض نفسي؟ إليك الخطوات..

إذا كنت أب أو مربي، فإنك بالتأكيد تدرك أهمية الحفاظ على سلامة الطفل النفسية، وكيف أنها من أرقى وأهم ثمار التربية السليمة، وأنها أهم ما يجب تسليط الضوء عليه، فلا ينبغي التركيز على صحة الأطفال الجسمانية والجسدية فقط، والتركيز على ارتفاع أطوالهم وزيادة أوزانهم.

كيف أتعامل مع الطفل الحساس

ولتحقيق السلامة النفسية والتربية السليمة، ينبغي فهم طبيعة أطفالنا بشكلٍ سليم، وفهم أوجه الاختلاف في كل طفل عن غيره من الأطفال، وفهم واستيعاب نقاط الضعف والقوة في كل طفل وكل نمط مختلف من الشخصيات، ومن ثم تقوية نقاط القوة وتقليل نقاط الضعف.

الأطفال الحسّاسون أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق

وعندما نتحدث عن الأطفال الحسَّاسين أو مفرطي الحساسية، وعن العناية بصحتهم النفسية، فنحنُ هنا لا نتحدث عن ظاهرة نادرة الحدوث، حيث أنه وفقا للإحصاءات فهناك حوالي 15-20% من الأطفال يعانون من درجةٍ ما من الحساسية النفسية والعاطفية، وتبين من الدراسات أن الأطفال الذين يتميزون بالحساسية الزائدة هم للأسف أكثر عُرضةً للإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية، وخصوصا اضطرابات الاكتئاب والقلق، مقارنةً بزملائهم.

ويُلاحَظُ وجودُ اختلاف كبير جداً بين الآباء والمربِّين عند تعاملهم مع الأطفال مفرطي الحساسية، فالكثير منهم يغفلون عن كون أحد أطفالهم فائق الحساسية، فيتعامَلون مع الطفل الحساس بقسوة وحدة لا تتناسب أبداً مع طبيعة شخصية الطفل، وذلك بسبب سوء الفهم لطبيعة الطفل، كما نشاهدُ في بعض الأحيان من التسرع في وصف الطفلٍ بأنه مفرط الحساسية بدون وجود الأدلةٍ الكافية، ومن ثم التعامل معه بتحفظ أكثر، مما يؤدي إلى نتائج عكسية.

ولهذا، فقبلَ التحدث عن الطريقة الأمثل للتعامل مع الطفل مفرط الحساسية، فيجب أولاً أن نتعرف على أهم سمات الأطفال الحسَّاسين.

والجدير بالذكر أنَّه لا يٌشتَرَط أن تجتمع جميع هذه الصفات التي سوف نذكرها لكم الآن في نفس الطفل، لكن كلما زاد عدد الصفات، فهو إشارة إلى مدى حساسيته.

الهشاشة النفسية
الهشاشة النفسية

أهم صفات الطفل مفرط الحساسية

من أهم ما يتصف به هؤلاء الأطفال مفرطي الحساسية أنهم يتفاعلون مع كافة الجوانب المختلفة في حياتهم سواء السلبية أو الإيجابية بطريقة أعمق بكثير مقارنة بزملائهم.

حيث أنهم يحزنون بشدة، ويفرحون بشدة، كفرحة شخص لم يعرف الحزن يومًا ما، حيث أنهم يطلقون صرخات السعادة بهستيرية بالغة، ويعبرون عن أفكارهم ومشاعرهم في أغلب الأوقات بكلمات وجمل وتعابير مختلفة، تبدو للسامعين لهم أنها أكبر بكثير من سنهم، وأنها تحمل الكثير والكثير من المبالغة.

لذا يتعرض هؤلاء الأطفال في الغالب لسوء الفهم من قبل المعارف والكبار، بسبب تقلباتهم النفسية الكثيرة والمزاجية الحادة، حيث أن الكثير يعتبرونهم أشخاص مضطربي المشاعر ومزعجين كذلك، ومُبالغين جداً في ردود أفعالهم، وهذا الشيء يضغط كثيرا على مشاعرهم الجياشة والمرهفة الحس كثيرًا، ويجعل من هشاشتهم وضعفهم النفسي يتزايد.

ومن أكثر الأشياء الشائعة عند الأطفال فائقي الحساسية، هي التعاطف الملموس مع الآخرين، خصوصا مع الأهل والأصدقاء المقربون لهم، والتألم بشدة وصدق لآلامهم، والبكاء لبكائهم، وكذلك الفرح الهستيري لفرحهم.

الطفل الحساس يهتم بأدق التفاصيل

كما أن الطفل مفرط الحساسية يهتم كثيرا بجميع تفاصيل ملابسه، وبأدق أدق التفاصيل في أشياءه ومتعلقاته الشخصية وألعابه كذلك، ولا يستطيع أبدا أن يتحمل حتى ولو للحظات قليلة وجود بعض البلل في ملابسه حتى لو كان البلل بسيطا.

الخوف من الصوت العالي والانتقاد

كما يخاف الطفل الحساس كثيرا من الصوت العالي، وخصوصا تلك الصرخات التي يطلقها الوالدان عند انتقاد الطفل وتأنيبه، ويختزن بداخله جميع الكلمات الحادة والناقدة على مر السنين، ويعطي الكثير من ردود الأفعال العدوانية في نفسه بشكل أكثر من أقرانه كثيرًا، مما يجعل منه طفلا أقرب بكثير للإصابة بالعقد النفسية عن غيره من الأطفال، في حالة إذا كان دائم التفاعل الدائم معها.

كما تؤدي الحساسية المفرطة إلى وجود نشاطٍ ذهني زائد في المخ طوال اليوم، مما يُسبب صعوبة شديدة في الدخول في النوم، وبذلك يحتاج الطفل الحسّاس إلى عدة ساعات من النوم العميق حتى يستطيع استقبال يومه الجديد بفاعلية.

عدم القدرة على تحمل الألم

كما لا يستطيع الطفل الحسّاس أن يتحمل الألم حتى لو كان بسيطًا، فحواسه الفائقة تجعل من شعوره بالآلام مضاعفا، كما أن الطفل الحساس يخاف كثيرًا من تناول الأدوية.

والطفل الحسّاس مدرك لأدق التفاصيل، ولذا فهو يشعر بأقل التغييرات التي تحدث حوله، سواءً كان التغيير ماديًا في الحرارة أو الألوان، أو كان التغيير معنويًا مثل التغيير في مشاعر الآخرين نحوه، وانفعالاتهم.

وبذلك فإن تربية الطفل الذي يكون مفرط الحساسية هو نعمة كبيرة من الله للوالديْن، لكن مع بذل ثمنٍ نفسي وذهني غالي، وذلك لأن الطفل الحسّاس يحتاج إلى معاملة خاصة في التعامل مع كافة تفاصيل حياته، لأنه لا يستطيع التكيف بسهولة مع جميع المواقف الطارئة، والقواعد الجديدة.

كيف أجعل طفلي مفرط الحساسية أكثر صلابة ضد الاضطرابات النفسية؟

بعد معرفتك لصفات الطفل الحساس، وتأكدك من أن طفلك منهم، إذا فالسؤال الذي يجول في خاطرك، هو كيف أحصن طفلي مفرط الحساسية ضد الأمراض النفسية؟ إليك الخطوات..

واعلم أنه كلما بدأت في تطبيق هذه النقاط بفاعلية، في وقتٍ مبكر من نمو الطفل، وأثناء تشكيل شخصيته وأفكاره وتفاعلاته مع العالم، كلما كان تحصين الطفل ضد الاضطرابات النفسية أكثر نجاحا، والجدير بالذكر أنه يجب أن تتكاتف جهود الآباء في المنزل، مع جهود المعلمين والمربين في جميع المؤسسات التعليمية المختلفة التي سوف يحتك بها الطفل بكثرة لتطبيق هذه الخطوات.

١-النظر بطريقة إيجابية لحساسية الطفل المفرطة.

حيث يجب التعامل مع الأطفال كثيري الحساسية على أنهم أطفال أصحاء، وأسوياء السلوك، وأن الحساسية ليست حالة مرضية، ولا انحرافٍ سلوكي مطلقا، فهُم كما وضحنا يعانون بشدة من تعرضهم إلى سوء الفهم، وإلى ردود أفعال عدوانية أحيانا بسبب هذا الفهم الخطأ.

ولذا، فيجب التركيز على التعامل الإيجابي والبناء معهم، والتفهُّم لطبيعة شخصيتهم.

وتقدير جميع جوانب التميز، فالأطفال مفرطي الحساسية في العادةً ما يكونون يتميزون بالحنان الفائق والعطف، وميَّالين بشدة للتعاطف مع الآخرين، كما أنهم يتصفون بالإبداع وامتلاك القدرات الابتكارية والمواهب الفنية الفريدة كذلك، فيمكن استغلال هذه المميزات والخصائص لتشجيعهم على تنفيذ أعمال رائعة ومميزة، وعلى تنمية وتطوير مهاراتهم، ورفع مستوى ثقتهم في أنفسهم.

كما ينبغي البعد عن النظر إلى الطفل الحساس على أنه طفلُ ضعيف وهش، فالحساسية الفائقة، عند وجود الاستثمار الإيجابي لها، يمكن أن تكون أهم نقاط قوة الطفل وتميزه في كل مراحله العمرية.

الأطفال الحساسون هم نعمة كبيرة، ولكنهم يحتاجون إلى معاملة معينة حتى ترى أجمل ما فيهم.

٢-تنمية مرونة الطفل النفسية

لا شيءَ على الإطلاق يمكن أن يُحسِّن من مرونة الطفل النفسية مثل تدريبه وتعويده على عدم الاستسلام والمثابرة، ويمكن القيام بتدريب الطفل على هذا الأمر عن طريق الألعاب التي تحتاج إلى التفكير وإلى تكرار التجربة والخطأ حتى الوصول إلى الحل، وهذه الألعاب مثل المكعبات أو ال (puzzle)، والتي تجبرُ وتعود الطفل على تكريس وتسخير حواسه كلها في شيء ما، ومن ثم التعود على التركيز، لإنجاز المهام.

لكن من الوارد عند عمل هذا الأمر أن يشعر الطفلُ فائق الحساسية بالضيقٍ والعجز الشديد عند وجود صعوبة في حل المشكلة التي تواجهه عند اللعب، ومن ثم يبدأ في التشكي إلى الوالديْن وأحيانا الصراخ، فما هو أفضل رد فعل لكي نقوم بتقوية وتحسين مرونة الطفل النفسية.

  • يجب تجنب إظهار الضيق من شكوى الطفل أو توبيخه، أو الاستهانة به والتقليل منه.
  • ومن ثم احتواء الطفل والاستماع له وتهدئة مشاعره في حال إن تحولت الشكوى إلى صراخ هستيري أو وانهيار عصبي، مع تهوين المشكلة، ولكن مع الحرص كل الحرص على عدم الاستهانة به أو بمشاعره إطلاقا، لكي لا يفقد ثقته في نفسه.
  • كما يجب ألّا نقوم بحل مشكلة الطفل على الفور، بل نجعله يحاول مجددا حتى الوصول إلى الحل، لكي لا ننمي الاتكالية والاعتمادية لدى الطفل، ولن يحدث هذا إلا بعدما يتعود الوالدان على الصبر وتحمل نوبات الشكوى هذه وكيفية التعامل معها بشكل اعتيادي.
  • ننصح الطفل بالصبرٍ ونروي له قصص توضح كيف أن الصعوبات هي جزءٌ رئيسي في الحياة، وأن علينا أن لا نستسلم ونحاول مواجهتها، مع تذكير الطفل بمشكلات مشابهة تمكَّن الطفل من حلِّها بمفرده في وقت سابق.
  • مساعدة الطفل على حل المشكلة التي تواجهه بذكاء عن طريق التوجيه والنصح اللطيف، الذي لا يجرح من كرامته، ولا يُشعِرُه بالضعف والعجز.
  • فمثلًا بدلًا من أن نقوم بوضع قطع البازل أو المكعبات الناقصة مباشرة، يمكن أن نساعده في أن يبحث هو عنها اعتمادًا على الألوان الأخرى للقطع المحيطة بها، وبهذا نوجهه بيسر وسهولة إلى كيفية حل مشكلته بنفسه.

٣-الاستماع إلى الطفل باهتمام وإنصات

احتضان الطفل
الإنصات إلى الطفل واستيعاب نوبات البكاء عن طريق الحضن

ملامح الوجه  المتفاعلة والمنبسطة، والأذن الصاغية مع وجود الكلمات والتعابير اللطيفة من أهم ما يحتاج إليه الطفل الحسّاس.

حيث أن الاستماع والإنصات الإيجابي للطفل يقوي ويضاعف من ثقته بنفسه، ويرفع من مستوى قوته النفسية، كما أنه يعزّز العلاقة بينه وبين والديْه والأشخاص المحيطين به.

والاستماع الإيجابي للطفل الحساس يتمثل في أن نعيد على مسامعه ما سرده لنا مثلا، أو نُشعِره في كلماتنا بالتعاطف الكامل معه، ونشعره بتقديرنا الكبير لمشاعره الجيّاشة، ونثني عليه، ليتأكد من اهتمامنا به وبما يقوله وفهمنا واستيعابنا له، مما يُشجع الطفل على الحديث معنا في حال واجهته مشكلة وتحدي، كما يشجعه على التعبير  عن نفسه، دون خوف من الانتقاد أو العقاب.

٤-التدرب وتعويد النفس على السيطرة على انفعالات الطفل الحادة بشكل إيجابي

يجب على الوالديْن العلم بأنه لا يمكن أن يتم المنع التام لنوباتٍ الانهيار التي تحدث من الطفل الحساس، وأنه لا يمكن التخلص من الضجيج العاطفي الحاد للأبد، إنما من الممكن أن نحتويه بشكل جيد حينها.

ونتعامل مع هذه النوبات بإيجابية واتزان، فلا يتم مقابلتها بانفعال كبير يزيد الأمر سوءا، ولا التعامل معها ببرود حاد يجعل الطفل يشعر بأن عاطفته ومشاعره لا أهمية لها، مما يجعله يفقد الثقة في نفسه، كما يجب علينا أن نُظهر التعاطف مع الطفل الحساس، ونتفهم إحباطه ومشاعره، والبعد تماما عن إطلاق الأحكام على الطفل، أو إشعاره بأن أحاسيسه ومشاعره الفياضة والجياشة هي عبءٌ علينا.

طفل في نوبة بكاء
طفل في نوبة بكاء

كما ينبغي تجنب التعليق على أفعال الطفل وتصرفاته وتصحيح أخطاءه أو تقويم سلوكه، أثناء نوبات البكاء الشديد والغضب والانهيار، فعقله ومشاعره الحادة في هذه اللحظات تمنع من تحقيق أي استجابة فعالة، وسوف تجعله يستقبل كل الجمل والكلمات بأسوأ التفاسير، لكن من الممكن فعل هذا بعناية وذكاء بعد استيعاب نوبات الانهيار، وحين يبدأ الطفل في الهدوء، وقتها يمكن معاتبة الطفل برفق ولين، في حال إن صاحب نوبة الانهيار هذه تصرفات لا تليق، مثل التحدث مع الوالدين بشكل غير لائق.

كما يجب شكره لأنه استطاع أن يتغلب على نوبة الانهيار، وعاد إلى حالته الطبيعية، فهذا يساهم بشكل كبير في تقليل النوبات وتقوية الصلابة النفسية لدى الطفل.

٥-ملء فترات الطفولة بذكرياتٍ رائعة ومميزة.

الطفل الحسّاس يحتفظ بأدق أدق التفاصيل والذكريات والتجارب المميزة والممتعة في طفولته، وتترك لديه آثار رائعة ومميزة في نفسه لسنواتٍ عديدة، كما تساهم بشكل إيجابي للغاية في عملية النمو النفسي والعاطفي.

ومن أمثلة هذه التجارب المميزة: السفر والرحلات بصحبة الأسرة والمقربين، أو الاحتفال بالمناسبات المختلفة في ظل وجود أجواءٍ عاطفية وحميمية، وزيارات الأقارب والمعارف اللذين يحبهم الطفل، أو التنزه في أماكن ممتعة وجميلة كالحدائق، وغيره، حيث أن الأماكن الجميلة والمميزة تُرضي حواس الطفل الفائقة، والتي تتميز بالهوس بالتفاصيل الجميلة.

ولكن في حالة التجارب الجديدة، فيجب دمج الطفل الحساس بشكل تدريجي، لأنه يكون حذرا أكثر من قرنائه تجاه التجارب الجديدة، فمثلًا عند احتكاكه لأول مرة بالسباحة في حمام السباحة أو في مياه البحر، ينبغي أن يتم كسر الرهبة من الماء بشكل تدريجي، فلا يقوم الوالد مثلا بإلقائه بشكلٍ مفاجئ في الماء، حتى لو كان بجواره، فهذا قد يخلق لديه عقداً نفسية تجاه السباحة والماء.

٦-التعبير عن الحب مع وجود الحزم بدلًا من إصدار العقوبات البدنية.

ينبغي قدر الإمكان تجنب الحكم على الطفل بالعقوبات البدنية للأطفال كلهم وخصوصا الأطفال فائقي الحساسية، فهي لن تُحقق الأثر التربوي المطلوب على الإطلاق، كما أنها سوف تُسبِّب لهم جروحًا نفسية كبيرة لا تُشفى، وتترك فيهم شروخًا كبيرة وتؤثر بشكل سلبي على العلاقة بينهم وبين الوالديْن، كما تؤثر على ثقتهم بأنفسهم، ولكن مع وجود الحزم الذي يكون مرفقا بالحب والتعاطف، أي بدرجةٍ صوتٍ قوية لكنها ليست مفزعة أو صارخة، فهذا أنفع بكثير من القسوة والشدة، حيث يمكن مثلا حرمان الطفل من نزهةٍ، أو من جزء من المصروف، أو حرمانه من مشاهدة التلفاز، وغيره، مع شرح سبب العقوبة بكل وضوح للطفل، مع التوضيح أن سبب العقاب هو الحرص على جعل الطفل أفضل، وليس الانتقام منه أبدا، وأن العقاب يكون بدافع الحب والخوف على الطفل.

كيف أتعامل مع الطفل الحساس
كيف أتعامل مع الطفل الحساس

٧- جعل النظام الذي يتم فرضه على الطفل الحساس (نظاما مرنا)

نعم نحن نحرص على تعويد الطفل على الانتظام في مواعيد النوم، وفي الدراسة كذلك، وفي التمارين الرياضية وفي الصلوات والعبادات، وهذا الأمر مهم جدا، لكن في حالة أن الطفل يتميز بالحساسية المُفرِطة، فينبغي الحرص على جعل النظام المفروض عليه أكثر مرونة، وإعطائه بعض الوقت للراحة السلبية، أو اللعب بشكلٍ ممتع، وأن يكون غير مضغوطا في الوقت، حتى يستطيع التنفيس عن مشاعره، وأن يفرغ عواطفه الجياشة، حيث يجب تفهُم كيف أن الطفل الحسّاس، يكون في أوقات كثيرة راغبا لوجود مساحات خاصة به، وأوقات يفعل فيها ما يحب من الأنشطة والهوايات بعيدا عن نطاق الدراسة، مثل ممارسة المواهب الفنية أو الرياضية، حيث أنه على الوالديْن والمربين أن يتمتعوا بالصبر في التعامل مع الأطفال مفرطي الحساسية، خصوصا عند تطبيق النظام عليهم، لأن هؤلاء الأطفال في العادةً ما يكونون كثيري التقلب والحركة، ويحتاجون إلى وقت لهم يمارسون فيه ما يحبون بدون ضغوط.

المصدر


قد يهمك:

عن الكاتب:

تليجرام فيسبوك الاتصال بنا من نحن الخصوصية فريق العمل حقوق الملكية EN

جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2025 لشركة نجوم مصرية®،جميع الحقوق محفوظة.