قصة عامل الأسمنت مع الصيدلي، بعد يوماً شاق على العامل ذهب إلى الصيدلية وقال للصيدلي هل لديك مرهم للأسمنت؟ ضحك الصيدلي ضحكة ساخرة ثم رد عليه نعم لدينا، ولدينا أيضاً مرهم للحجر وللحديد، هل تريد نوعية ممتازة جداً أم نوعاً عادياً مصنوعاً في البلاد.
فقال الرجل: أريد النوعية الممتازة المستوردة، فرد عليه الصيدلي بطريقة ساخرة “إنها غالية” أقول لك ذلك مقدماً وفي ذات الوقت منهمراً من الضحك، في حين رفع العامل يديه أمام الصيدلي وقال له “إني عامل وأضتغل في الأسمنت، وقد علق الأسمنت في يدي ولا أستطيع أن ألمس وجه ابنتي الصغيرة ولكني فقط أداعبها.
فتابع عامل الأسمنت القول: إذا كانت النوعية الممتازة المستوردة المتواجدة في صيدليتك تزيل هذا الأسمنت، فأعطني إياها، وسوف أعمل جاهداً على تدبير ثمنها، بعد ذلك تجمدت الضحكات الساخرة على شفاه الصيدلي حيث رأى نفسه حقيراً صغيراً كما أنه لم يراها من قبل، نظراً لأنه لم يحضن أطفاله منذ زمن ولم يدللهم ولم يحن عليهم أبداً.
في الختام أخذ الصيدلي من ذلك الموقف عبرة وعدم الإستهزاء بالآخرين وعلم بعدها أن الفقر فقر القلوب وليس الجيوب.