صمويل جونسون Samuel Johnson الأديب الإنجليزي الفذ الذي عاش بعين وأذن واحدة وآراء غريبة وحياة مختلفة

كعادة محرك البحث جوجل يقوم بالإحتفال بكل كل فترة بإحدى المناسبات أو الشخصيات الفذة، وشخصية اليوم هو الأديب الإنجليزي صمويل جونسون Samuel Johnson ذلك الرجل الذي تعدى كل رفقائه بجميع المراحل بعمله وقدراته العقلية رغم الضعف الشديد في قدراته الجسدية، تفوق على كل الأدباء والشعراء الإنجليز على مر العصور وصنعت منه المعاناة موهبة فذة من الصعب تكرارها، ولأنه رأى الكثير من البؤس والألم في حياته فكان يرى أن العقاب البدني القوي والذي يصل إلى الجلد بالسوط هو أفضل طريقة للتعليم، وكان ينتقد الرفق بالطلبة في التعليم في وقته برغم أن في تلك العصور كان العقاب الجسدي من ضمن الوسائل المعتمدة بشكل رسمي في التربية والتعليم.

صمويل جونسون

ميلاد وحياة صمويل جونسون Samuel Johnson

ولد الأديب الفذ صمويل جونسون في شهر سبتمبر وبالتحديد في الثامن عشر منه وذلك عام 1709 ميلادية لأب وأم من فقراء بريطانيا، وكان مولده في إحدى القرى التي تبعد عن لندن ما يقرب من 118 ميل وهو في عمر العامين ونصف، أُصيب بداء الخنازيري وكانت المعتقدات الإنجليزية القديمة تقول أن أي شخص يُصاب بهذا الداء يحتاج أن يلمسه الملك أو الملكة، وبالفعل أخذته والدته وصارت به كل تلك المسافة برغم أنها كانت حامل في طفلها الثاني، وذهبت به للملكة والتي قامت بالفعل بلمسه وعاش جونسون ولكن بعين واحدة وأذن واحدة وجسد هزيل وضعيف.

كان والده بائع للكتب وكانت تلك فرصة كبيرة له للقراءة والإطلاع وإعداد نفسه جيداً كأديب، وقد تلقى تعليمه في مدرسة  ليكفيلد الابتدائية واستمر حتى وصل إلى جامعة إكسفورد إلا أنه لم يستطع إكمال دراسته فيها، وذلك لأن المال الذي كان والده ووالدته يدخرانه له لتعليمه قد نفذ، عاش صمويل جونسون بعد ذلك في لندن وإكتسب سمعة طيبة بين مجالس المثقفين والأدباء، وقد تم تكليفه من الملكة في ذلك الوقت بتجميع قاموس للغة الإنجليزية واستمر عمله في هذا العمل الكبير لمدة 8 سنوات حتى أنهاه بنجاح.

وقد حصل الأديب الإنجليزي على مبلغ جيد في ذلك الوقت إلا أنه أنفقه كله لدرجة أنه وصل من الفقر بعد ذلك أنه اقترض مبلغ صغير من المال ولم يستطع رده، فتم حبسه إلى أن دفع أحد أصدقاؤه ذلك المبلغ للدائن وتم الإفراج عنه، لم يرى والدته قبل وفاتها لمدة 22 عام وتوفت والدته عن عمر يناهز التسعون دون أن يراها مع أنه كان دائم لإرسال المال لها.

تزوج من سيدة عام 1736 تسمى إليزابيث بوتر حيث كان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 27 عام، تُوفي الأديب الإنجليزي صمويل جونسون عن عمر يناهز الخامسة والسبعون وذلك في 13 ديسمبر عام 1784 وتم دفنه في مدينة لندن، وقد ترك ورائه العديد من المؤلفات في الأدب الإنجليزي والشعر تلك الكتب التي استفاد منها كل ما جاء خلفه من الأدباء ليس فقط في بريطانيا ولكن على مستوى العالم.

رواية أمير الحبشة هي أشهر روايات صمويل جونسون والتي ظهر من خلالها اهتمامه الكبير بالأماكن الغريبة والأفكار الأغرب وقد تم ترجمتها لعدة لغات نظراً لشهرتها الكبيرة وقد كان جونسون يميل بشكل كبير للنظرة الفلسفية والتي ظهرت بوجه واضح في عدد كبير من كتاباته ولعل النشأة التي نشأها صمويل كان لها أكبر الأثر في هذا الشأن.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد