رفعت السعيد.. صاحب لقب أصغر معتقل في مصر وموقفه من النظام الحالي في سطور
بالأمس رحل عن عالمنا رفعت السعيد المناضل صاحب لقب أصغر معتقل سياسي في اربعينات القرن الماضي، السعيد كان أول رئيس لحزب التجمع اليساري يجلس على كرسي الحزب بأصوات حقيقية بعد انتخابات نزيهة، والذي رحل مساء أمس الخميس عن عُمر يناهز الـ 85 عام.
أشتهر السعيد بكونه مُعارض قوي للإسلاميين، وعرف عنه مهادنته لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن قبله نظام الرئيس السابق حسني مبارك.
كان السعيد من الأسماء البارزة في الحركة الشيوعية في فترة السبعينات، حصل على لقب أصغر معتقل سياسي في مصر حينما اعتقل في الاربعينات وهو على اعتاب عامه الـ 16 وكان مولعا بحركة حدتو، وتم اعتقاله للمرة الثانية سنة 1978، بعد نشر مقاله “يا زوجات رؤساء الجمهورية اتحدن” الذي وجه فيه الانتقاد لجيهان السادات، وكان معارضا للسادات يرفض الانفتاح وكذلك يرفض اتفاقية السلام مع اسرائيل، كما ساند انتفاضة الخبز التي جرت في يناير من العام 1977.
ثم شهد موقفه التحول حتى وصف بمهادنة مبارك، خاصة بعد حصوله على مقعد بالشورى، وهو ما جعل اليساريين ينشقون عن الحزب مؤسسين حزب التحالف الشعبي الاشتراكي.
وبالرغم من تأييد السعيد لثورة يناير إلا أنه كان يهادن قيادات المجلس العسكري وتوالت بينه وبينهم الاجتماعات بعد تنحي مبارك عن المشهد السياسي حتى بداية صعود الاخوان لحكم مصر.
ظل السعيد على موقفه المنتقد لأداء جماعة الاخوان الذين كان يراهم ارهابيين، فكان أحد الذين دعو لإسقاط محمد مرسي، ودعم التمرد الشعبي، معللا موقفه بخوفه من انتهاء التدأول السلمي للسلطة لو استمر الاخوان بالحكم، وحمد تدخل الجيش في المشهد السياسي بقوة بعد سقوط الاخوان، وساند الرئيس عبدالفتاح السيسي ووصفه بأنه أنقذ رقبته في ثورة 30 يونيو.
انشغل السعيد بالعمل السياسي لكن ذلك لم يؤثر على ولعه بالتاريخ فصنف مؤلفات عن الاحداث التي مرت بها مصر في عصور عدة أبرزها ثورة يوليو 1919 كذلك ألف كتب “تاريخ الحركة الاشتراكية في مصر” و”مجرد ذكريات” وكتاب “الصحافة اليسارية في مصر” و”عمائم ليبرالية في ساحة العقل والحرية” و” تأملات في الناصرية” وعبر عن رأيه في التيارات السياسية في مصر عبر مؤلفه “التيارات السياسية في مصر.. رؤية نقدية”.