غيَّب الموت اليوم الخميس 9 يناير الإعلامية المصريَّة القديرة ليلى رستم، عن عمر ناهز 87 عامًا، لتطوى بذلك صفحة منيرة في تاريخ الإعلام والتلفزيون المصريّ.
رستم والبداية
دخلت ليلى رستم -الحاصلة على درجة الماجيستير في الصحافة من جامعة نورث ويسترن بالولايات المتحدة الأمريكيَّة- المجال الإعلامي في أوَّل الستينيَّات من القرن الماضي، عندما بدأ التلفزيون المصري إرساله للمرَّة الأولى في التَّاريخ، بدأت رستم حياتها داخل أروقة مبنى ماسبيرو كمذيعة ربط، ثمَّ قارئة لنشرة الأخبار باللُّغة الفرنسية، ثُمَّ بدأت فصل جديد في مرحلة توهجها وسطوع نجمها، بتقديمها للبرنامج الشَّهير «نجمك المفضل»، والذي كان يعده الإعلامي والصُّحافي الرَّاحل مفيد فوزي، واستضافت فيه ليلى رستم العشرات من نجوم الفن والفكر في مصر، مثل عبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، الموسيقار محمَّد عبد الوهاب وفاتن حمامة وطه حسين ويوسف السباعى وإحسان عبد القدوس وعمر الشريف والأخوين مصطفى أمين وعلى أمين ومحمَّد عليّ كلاي وغيرهم، لتُلقب “بصائدة المشاهير” بفضل مقابلاتها البارزة التي رسخت مكانتها الساطعة باعتبارها أحد نجوم الإعلام المصري.
ليلى رستم ابنة الطبقة الأرستقراطية، وابنة شقيق الفنان الكبير زكي رستم؛ رحلت عن مصر برفقة زوجها إلى بيروت، كان ذلك في عام 1967، بعد موجة التأميم القوية، وهنالك مارست ليلى رستم مهنتها التي تحبها أيمَّا حب، فقدَّمت برامج مثل «سهرة مع الماضي» و«بين الحقيقة والخيال»، غير أنَّها لم تلبث وأن عادت أدراجها إلى «ماسبيرو» عام 1980، لتقدم برنامج «قمم» وبمرور الوقت بدأت ليلى رستم في الاختفاء تدريجيًّا عن شاشات التلفزيون.
تركت ليلى رستم إرثًا ومادة إعلامية مهمة، ساهمت في أن يتعرَّف الملايين على ما يدور داخل جعبة العشرات من أعلام ورموز مصر من فكر ورأي، كانت رستم طوال فترة عملها الإعلامي وحتَّى رحيلها مثالًا أو نموذجًا للإعلامي المحترف، الذي يجمع بين المهنية والموضوعية واللباقة والحضور والثَّقافة.