أكد الدكتور عبد المسيح سمعان أستاذ التربية البيئية بجامعة عين شمس على أهمية دور المواطن في مواجهة قضية التغيرات المناخية والتقليل من تأثيراتها التي يشعر بها الجميع في كل أنحاء العالم سواء في شمال أو جَنُوب الكرة الأرضية، دول غنية أو فقيرة، مشيرا إلى ضرورة ترشيد استهلاك الغذاء والمياه والطاقة.
جاء ذلك في محاضرة دكتور سمعان رئيس لجنة الجغرافيا والبيئة في المجلس الأعلى للثقافة عن (التغيرات المناخية) التي ألقاها بنقابة الصحفيين ضمن فاعليات ثاني أيام الدورة التدريبية لصحافة المناخ الذي تنظمها لجنة التدريب بنقابة الصحفيين بالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية.
و تحدث سمعان عن استراتيجية 3R التي يجب أن نتبعها في ترشيد استهلاكنا للموارد عمومًا والتي تتمثل في (Reduce، reuse، recycling) بمعنى تخفيض الاستهلاك وإعادة الاستخدام للموارد وإعادة تدويرها، التي تساعد في تقليل الاستهلاك وتحسين الاستفادة منها وفي نفس الوقت تساهم في تحسين الدخل وتقليل التلوث.
دور المواطن
و على سبيل المثال تحدث سمعان عن استهلاكنا للمياه في المنتجات وإلى أي مُدَى بإمكان الفرد أن يقلل استهلاكنا للمياه، فمثلا عندما يستهلك الفرد برتقالة واحدة فكأنه استخدم 50 لتر مياه وهكذا، التفاحة مثلا تستهلك لزراعتها 70 لتر، فنجان القهوة 140 لتر، فنجان الشاي 40 لتر، كيلو اللبن 1000 لتر، وهذا ما يعرف بحساب المياه الافتراضية التي لابد أن يعي كل مواطن في أثناء استهلاكه للغذاء ولأي شي يستهلكه ليعرف قيمته وألّا يهدر أو يسرف في الاستهلاك، أشار أيضا إلى أن اللحوم من أكثر المنتجات التي تساهم في ارتفاع درجات الحرارة بفعل غاز الميثان الذي ينطلق من روث الأبقار والماشية والذي يمثل 14% من الميثان الملوث للمناخ.
وأشار سمعان إلى أهمية التشجير وزراعة الأسطح لتقليل تأثر ارتفاع درجات الحرارة فضلا عن تقليل استخدام السيارات الخاصة واستخدام المواصلات العامة أو مشاركة السيارات لتقيل انبعاثات الغازات الدفيئة من عوادم السيارات.
الصوبة الزراعية
و عن أهم أسباب أزمة التغيرات المناخية أشار سمعان إلى النشاط البشري المتمثل في الصناعة وعوادم السيارات واستخدام الوقود الأحفوري وما ينتج عنه من ثاني أكسيد الكربون فضلا عن قطع الأشجار وحرق الغابات وحرق المخلفات، مما يزيد من معدلات ثاني أكسيد الكربون والتي تعد أهم أسباب الاحتباس الحراري، فقد ساهم النشاط البشري في زيادة معدلات ثاني أكسيد الكربون من في الغلاف الجوي عن معدلاته الطبيعية من 28 جزء من المليون إلى 400 جزء في المليون ومن المتوقع إلى 500 جزء في المليون، فضلا عن ارتفاع درجات حرارة الأرض، فمنذ عام 1960 زادت درجة حرارة الأرض 1،2 درجة، وهو ليس بالأمر البسيط لما له من تأثيرات خطرة على الكائنات الحية والنظم البيئية، ويحتشد العالم حاليا لكي لا تزيد درجة حرارة الأرض عن 1،5 كحد أقصى.
وأشار سمعان إلى دور غاز ثاني أكسيد الكربون في هه الظاهرة التي تعرف بالصوبة الزراعية، حيث يقوم ثاني أكسيد الكربون بحجز أشعة الشمس داخل الغلاف الجوي ويمنع انعكاسها وخروجها من الغلاف الجوي.
مخاطر
و أشار سمعان إلى السيناريوهات المتوقعة للاحتباس الحراري والتي نشهدها حاليا في كوكب الأرض متمثلة في الفيضانات والسيول وحرائق الغابات في دول أوروبا وأمريكا فضلا عن التوقعات لزوبان الكتل الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، وارتفاع مستوي البحر مما يسبب غرق لبعض المناطق الساحلية، وزيادة حدة الأعاصير وتغير في حجم واتجاه الأمطار.
من المتوقع ظهور أزمة في الغذاء نتيجة التغيرات المناخية بسبب تأثير ارتفاع الحرارة علي الإنتاج الزراعي، كما ستتأثر الموائل البيئية ويحدث ما يسمي بظاهرة الانقراض لبعض الكائنات اختلال توازن الطبيعة، مثل المخاوف من ابيضاض الشعاب المرجانية بسبب سخونة مياه البحار، فضلا ع تأثر صحة الإنسان وتفشي الأمراض والأوبئة مثل وباء الملاريا، وضربات الشمس وغيرها.
جهود مصرية
و تحدث سمعان عن الجهود المصرية المبذولة لاستقبال مؤتمر مناخ في نوفمبر القادم، والمتمثلة في وضع الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ2050 واللجنة الوطنية لتغير المناخ والخريطة التفاعلية للمناطق الأكثر تأثرا بتغير المناخ و خاصة المناطق الساحلية، فضلا عن مشروعات الطاقة المتجددة مثل مشروع بنبان بأسوان للطاقة الشمسية ومشروع طاقة الرياح بالزعفران ومشروعات الهيدروجين الأخضر وطاقة الأمونيا الخضراء ومشروعات النقل المستدام وتبطين الترع الزراعية.
اتمنى الفوز يآرب
ان شاءلله احصل جائزة