لم تكن الليلة عادية… كان هناك شيء مختلف، شيء لم أستطع تفسيره، جلستُ في زاوية الغرفة أُحدّق في فانوسي الكبير، يتوهجُ وسط الظلام وكأنه يحملُ سرًّا يريد البوح به، تأملتُ انعكاس ضوئه على الجدران، وشعرتُ بسؤالٍ يقتحم تفكيري بلا استئذان: “كيف يكون رمضاني لهذا العام؟”
كان السؤال بسيطًا، لكنه هزّني من الداخل، رمضان ليس مجرّد صيامٍ وإفطار، ليس مجرّد صلاةٍ وتراويح… إنه شيء أعمق، سرٌّ قد يغيّر حياتك بالكامل، إن أدركته في الوقت المناسب.
كل شيء بدأ بسؤال بسيط:
هل جربتَ يومًا أن تدعو الله وكأنك تغرق، وكأنك لا تملك شيئًا إلا هذا الدعاء؟
قبل سنوات، سمعتُ شيخًا يقول: “حدد لنفسك أربع أو خمس دعوات، وكررها طوال رمضان، وسترى كيف ستُستجاب قبل رمضان القادم.” أعترف أنني لم آخذ كلامه بجدية حينها، لكنني قررتُ التجربة، كتبتُ دعواتي في ورقة، وبدأتُ أرددها كل ليلة بإلحاح دون ملل، لم يكن في ذهني سوى فكرة واحدة: “ماذا لو كان هذا صحيحًا؟”
والمفاجأة؟
مع نهاية العام وجدتُ أن كل ما دعوتُ به قد تحقق، كل شيء… وكأن الله كان يسمعني طوال الوقت، لكنه أراد أن يراني أطرق بابه بإصرار، منذ ذلك اليوم عرفتُ أن الدعاء ليس مجرد كلمات نرددها، بل هو وعدٌ من الله بأنه قريب… قريبٌ جدًا لمن يدعوه بقلبه قبل لسانه.
والآن، أريدك أن تفعل شيئًا واحدًا:
خذ ورقةً وقلمًا، واكتب دعواتك، لا تتركها مبعثرة في ذهنك، اجعلها واضحةً أمامك، ثم اختر طريقة تناسبك:
- إما أن تدعو بها جميعًا في كل صلاة، خاصة عند الإفطار.
- أو أن تركز على دعوة واحدة يوميًا، وتلحّ فيها وكأنها كل ما تملك.
لكن الأهم من ذلك، أن تدعو بقلبٍ حاضر، أن تستشعر أنك أمام ملك الملوك، أن ترفع يديك قبل أذان المغرب بدقائق وتقول: “يا رب… أنا ماليش غيرك…” ثم تبكي، وتلحّ، وتدعو وكأنك ترى الإجابة أمام عينيك.
وإذا أردتَ أن ترى المعجزات، فلا تترك قيام الليل، حتى لو بركعتين فقط، اجعلها لحظةً بينك وبين الله، وراقب كيف ستتغير حياتك.
في النهاية، تذكّر:
الله لا يردُّ من يطرق بابه، لكنه يريد أن يراك مصرًا، موقنًا، متيقنًا أن الاستجابة قادمة، فلا تدع رمضان يمر دون أن تجعل منه نقطة تحوّل في حياتك.🌙✨
الله ❤️💫