حصلت على لقب «أصغر مطلقة بحكم قضائي» وعادت للفن بعد إعتزالها مقابل مليون دولار.. محطات في حياة قيثارة الطرب «نجاة الصغيرة»

صاحبة السكون الصاخب، هكذا وصفها الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، أحب الجمهور صوتها وتغني على نغمات حنجرتها العاشقين، قدمت طوال مسيرتها الفنية الكثير والكثير وجعلت للأغنية المصرية نوعًا خاص، وإبتعدت عن الغناء لمدة 15 عام ولكنها عادت ثانية بعدما بلغت من العمر ما يقارب الـ 80 عام، بأغنية “كل الكلام”، وتركت لها بصمة في الوسط الفني لازالت تذكر حتى يومنا هذا، إنها الفنانة “نجاة الصغير” وأبرز المحطات في حياتها سوف نستعرضها في هذا التقرير.

الموهبة

في اليوم الحادي عشر من شهر أغسطس عام 1938، ولدت “نجاة محمد كمال حسني البابا”، في إحدي مدن محافظة القاهرة، لأب يعمل كخطاط دمشفي عربي، ولأم مصرية الجنسية، وعرف بيت والداها الراحل بـ “بيت الفنانين” لما فيه من مواهبة عدة بخلاف إبنته نجاة، فنجله هو عز الدين حسني الذي كان يعمل كموسيقار، وإبن أخر يعزف على آلة التشيلو ويدعي “سامي حسني”، بالإضافة إلى الفنانة الراحلة سعاد حسني.

في إحدي المقابلات التليفزيونيو التي أجريت مع الفنانة نجاة في منتصف الستينيات مع الإعلامية السورية سلوي حجازي، قالت بأنها لها من الأشقاء ثمانية، وقد بدأت موهبتها منذ نعومة أظافرها، ولاحظ والدها أن لدي إبنته صوت عذب وموهبة فذة فشجعها على ذلك، وبات يتردد حينئذ على الحفلات والمسارح، وفي عام 1944 قدمها لأول مرة بحفل وزارة المعارف وكان حينها لم تتجاوز الـ 6 من عمرها.

في بداية مسيرتها الفنية كانت تقلد المطربين الكبار مثل “أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وفي عام 1949 قدم الأخير بلاغ ضد والدها يتهمه فيه بأنه هذا التقليد هو بمثابة عرقلة لتنمية صوتها، ومن المفترض أن يتركها بمفردها تنمي هذه الموهبة.

على المستوي الشخصي

تزوجت نجاة من أحد أصدقاء شقيقها ويدعي “كمال منسي”، في عام 1955، وكان حينئذ تبلغ من العمر 16 عام، وقد ساعدها كثيرًا في مشوارها الغنائي وعاونها على النجاح، لأنه كان معجب كثيرًا بصوتها ومتآثرًا به، وجاء إليها بأشهر المؤلفين والموسيقيين وقدمت أغنيات عدة لقيت نجاحًا كبيرًا مثل “أوصفولي الحب، أسهر وأنشغل أنا، حقك عليا وسامح”.

أصغر مطلقة

ورزقهما الله بطفل وحيد وهو “وليد”، وبدأت حياتهما الزوجية تتدهور؛ بسبب تدخلات زوجها في حياتها الفنية أكثر من اللازم وطلبت الطلاق منه بشكل ودي بعدما تحولت الحياة إلى جحيم، ولكنه رفض ذلك، فلجأت إلى احات المحاكم، لتحمل لقب أصغر مطلقة بحكم قضائي مقارنة بنجوم الفن في مصر، حيث إنفصلت عنه وهي في سن العشرين من عمرها.

وتزوجت للمرة الثانية من المخرج “حسام الدين مصطفي”، في عام 1967، بعدما أخرج لها فيلم “شاطئ المرح”، ولكن تلك الزيجة لم تدم طويلًا وكان عمرها قصير، ومن ثم أعلنت نجاة بألا تتزوج مرة أخرى وتفرغت لتربية إبنها وفنها.

وفي إحدي اللقاءات الصحفية التي أجرتها مع مجلة “آخر ساعة” بنفس عام زواجها قالت:

«لك أن تتصور إحساسي العصبي عندما يذهب وليد إلى السينما من 2-6، ويتأخر حتى السادسة والربع، ثم لك أن تتصور أيضًا إحساسي عندما يصل في السادسة والربع؟، الأمومة هي أكثر الأشياء التي تربط الإنسان بالأرض لولاها لطرت».

رصيدها الغنائي

قدمت نجاة العديد من الأغنيات ولعلنا نذكر أبرزها “شكل تاني، ساكن قصادي، دوبنا يا حبايبنا، ماذا أقول، أنا بعشق البحر، أما غريبة، عيون القلب، أسألك الرحيل، أيظن، كل شيءراح.

مشوارها التمثيلي

في عام 19497 بدأت تتجه إلى التمثيل وقدمت أول دور لها في فيلم “هدية” ومن ثم توالت عليها الأعمال السينمائية الأخرى مثل “الشموع السوداء، القاهرة في الليل، إبنتي العزيزة، جفت الدموع، سبعة أيام في الجنة.

علاقتها بشقيقتها سعاد

وتداولت الكثير من الآنباء بشأن علاقة نجاة الصغيرة بشقيقتها سعاد حسني، وقال البعض بأنها علاقة غيرة وحقد من الأولي على الثانية؛ لأنها باتت فنانة كبيرة وأصبحت سندريلا السينما العربية، ولكن خرجت نجاة عن صمتها في إحدي الحوارات الصحفية بمجلة “الموعد” في إصدارها بعام 1968 وقالت أن هذه مجرد شائعات وأنهما كان من المفترض أن يشاركا سويًا في فيلم سينمائي واحد.

إعتزالها الغناء

في عام 2003 قررت أن تعتزل الغناء، وبعد مرور أربعة أعوام، تم منحها جائزة “هؤلاء أسعدوا الناس” الشاعر الإماراتي سلطان بن على العويس، والتي أقيمت في دبي، وحصلت على مبلغ مالي وقدره “100.000 دولار بالإضافة إلى فوزها بميدالية ذهبية.

وكان أخر أغانيها هي “إطمن” والتي تم إصدارها في عام 2003 ومن ثم إعتزال الفن، حفاظًا على ما حققته من نجاح في تاريخها الفني الطويل، وقامت بإعادة توزيع أغنية “حلوة يا بلدنا”.

وفي عام 2014 أجرت مكالمة هاتفية في إحدي البرامج التي تذاع على قناة “CBC” الفضائية المصرية، وقالت أنها تتلقي العلاج أنذاك في ألمانيا.

 

عودتها مرة أخرى للغناء

في العام الماضي 2017 قررت أن تعود مرة أخرى إلى ساحة الغناء لتقدم إلى جمهورها أغنية “كلام الكلام” وهي من تأليف “عبد الرحمن الأبنودي”، وألحان الموسيقار “طلال”، ووزعها يحيي الموجي، وذُكر أنها قد إستغرقت عامًا كاملًا لتنفيذها.

وقال الموسيقار حلمي بكر بأن نجاة لن تغني مرة أخري، أنها تقاضت على هذه الأغنية مليون دولار من قبل ملحن الأغنية “طلال”، وتم علاج صوتها الذي بات ضعيفًا نظرًا لكبر سنها بمعدات حديثة في اليونان.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد