تعرف سر كراهية عبدالحليم حافظ لـ«العسلية»

العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.. مطرب مصري اسمه في حد ذاته علامة مميزة في تاريخ الفن المصري، قد لا يخفي على أحد نشأة العندليب الصعبة، والتي شهدت منذ اللحظة الأولى لمولده مآسي، حيث ولد في قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعلية.

 
توفيت والدة “العندليب” بعد ولادته بأيام، وقبل أن يتم “عبدالحليم” عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل، وعاش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة، وكان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمر حياته.

 
وقال “العندليب” مرة: “أنا ابن القدر”، وقد أجرى خلال حياته واحد وستين عملية جراحية، ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الآناشيد في مدرسته.

 
واليوم سنسرد جزء من أسرار كتبها “العندليب” بنفسه، ونشرتها مجلة “صباح الخير” في إبريل 1977 بعد وفاته، ويقول عبدالحليم: “كنت طفلًا صغيرًا في بنطلون قصير، والبنطلون كان واسعًا جدًا، والشهر أكتوبر والزقازيق تتمتع ببرودة مبكرة، وهذا هو اليوم الأول في الملجأ، ذهبت إلى الملجأ بناء على أوامر عم محمود حنفي، مدرس الموسيقى في مدرستي الابتدائية”.

 
واشتبك “عبدالحليم” في اليوم الأول له في الملجأ مع أحد الأطفال، والذي خطف منه “صباع عسلية” كان اشتراه بمليم واحد، وظل يتتبعه ليوسعه ضربًا، لكنه فشل، وأثناء عدوه خلف الطفل لاحظ الأمر أحد موظفي الملجأ: “كان يشرف على اليتامى أو أبناء الفقراء في الملجأ، وكانت له كلمة خالدة لا أنساها أبدًا: “الضرب في ولاد الـ… له ثواب كبير عند الله”، حسب وصف حليم.
وفي إحدى المرات التي كان فيها «حليم» يتناول وجبته في الملجأ، فوجئ بوجود هذا الموظف على الباب ويقف بجانبه الطفل الذي سبق أن خطف منه العسلية: “كان الولد يعمل بعد الظهر في محل بقالة يمتلكه شقيق الموظف”.

 
فإذا بالطفل يهجم على عبدالحليم” فما كان من “العندليب” إلا أن ضربه بشدة: “في هذه اللحظة ضربت الولد بكل القوة الموجودة في جسدي، وألقيته أرضًا، وفوجئت بتدخل الموظف الذي جذبني من قميصي الواسع وصفعني على وجهي بسرعة، حتى إن رأسي كاد يُطرح بين يديه من شدة الضربات قبل أن يركلني في قصبة ساقي”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد