“ترك قصر جده من أجل الفن وتميز بأدوار الشر وعاش وحيداً مع كلبه وخادمه 30 عاماً ومات ولم يحس به أحد ولم يحضر جنازته أحد”.. مواقف في حياة الراحل زكى رستم

مر ما يقرب من 50 عاماً على رحيله، ولا زالت أعماله خالده في اذهان الجمهور ومحبى زمن الفن الجميل، والذى إعترض على حياة الباشوات وكره الحياة الأرستقراطية، ليصبح بعد ذلك واحداً من عمالقة الفن في ذلك الوقت، إنه الفنان الراحل زكى رستم.

ولد الفنان “محمد زكى محرم محمود رستم” والذى عُرف بـ “زكى رستم” في 5 من شهر مارس لعام 1903، وعاش  في قصر جده في حى الحلمية، ولم يكن يعلم بأنه سيتجه إلى العمل بالفن حيث أنه كان عيب كبير في ذلك الوقت وخصوصاً أن أباه كان عضواً مهماً في الحزب الوطنى وكان صديق شخصى لـ مصطفى كامل ومحمد فريد، وكان حلم أبيه في أن يصبح محامى لكن زكى رفض فعقب حصوله على البكالوريا إتجه إلى العمل بالفن ولم يدخل الجامعة.

زكى رستم

كانت بداية الفنان في عام 1930 بالسينما الصامتة حيث شارك في فيلم “زينب”، وفى عام 1933 قدم أول فيلم ناطق “الوردة البيضاء”، وبعدها قدم العديد من الأفلام السينمائية حتى بداية الستينيات من القرن الماضى.

زكى رستم

قدم الفنان خلال تلك الفترة نحو 240 فيلماً، ولم يخرج منها إلى الشمس إلا 55 فيلماً، ظهر خلالها الفنان بأدوار متعددة منها الأب الحنون والباشا والزوج الشديد والمحامى والموظف، وعلى الرغم من ذلك فقد إشتهر زكى رستم بتقديمه لأدوار الشر والتى بقيت خالدة في أذهان الجمهور، حيث أن الفنان نجح في تقديم أدوار الشر في العديد من الأفلام مع محمود المليجى وفريد شوقى.

زكى رستم وفريد شوقى ومحمود المليجى

كما نجح زكى رستم في القدرة على تقمص الدور الذى يقدمه لدرجة أنه كان يذوب في الشخصية التى يقدمها، حيث أن الراحلة فاتن حمامة عندما وقفت أمامه في فيلم “نهر الحب” قالت عنه:ـ “يتقمص الدور بطريقة رائعة لدرجة إنه كان لما بيزقنى بحس إنى طايرة في الجو”.

زكى رستم وفاتن حمامة

ومن المعروف عن زكى أنه كان مقتصر وغير إجتماعى، حيث أنه لا يهوى الخروج والحفلات والسهر، وكان يعيش وحده في شقة بعمارة يعقوبيان في وسط القاهرة ولا يعيش معه أحد سوى خادم عجوز عاش معه ما يقرب من 30 عاماً وكلب يتجول معه في الصباح.

زكى رستم

كما عُرف عن الفنان بأن علاقته بالفن تنقطع بمجرد خروجه من أماكن التصوير، ولم يكن له الكثير من الأصدقاء سوى سليمان نجيب والذى كان معروفاً وقتها بإبن الباشا، كما أن الفنان يحب بشدة الفنان عبدالوارث عسر، وقد عاش حياته أعزب ولم يتزوج، ولم يفكر في شيءبخلاف العمل.

زكى رستم

وفى عام 1962 حصل زكى خلال مشواره الفنى على وسام الفنون والعلوم والأدب من الرئيس الراحل عبد الناصر، ووصفته مجلة “بارى ماتش” الفرنسية بأنه واحداً من أحسن 10 ممثلين على مستوى العالم.

جمال عبدالناصر

وفى بداية الستينيات من القرن الماضى شعُر الفنان بضعف في السمع والذى ظل يزداد يوماً بعد يوم، فقرر زكى الإبتعاد عن العيون وإعتزال الكل وكان يقضى الكثير من الوقت في القراءة، وفى ليلة 15 من شهر فبراير لعام 1972 مات الفنان بعد أن أُصيب بأزمة قلبية حادة، حيث تم نقله إلى مستشفى دار الشفاء، وتوفى ولم يحس به أحد ولم يحضر جنازته أحد.

زكى رستم


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد