انتخابات الرئاسة المصرية 2018 | صيحة شعب قال للطُغيان العالمي ” لا “

  • كتب رئيس التحرير | محمد هلال.

انزل شارك دافع، كلماتٍ ثلاث تفرض على شعب مصر واجبٌ مُقدس لا يمكن النظر إليه من محمل الرفاهية أو حتى من زاوية الإختيار، فانتخابات الرئاسية المصرية 2018 ليست مُجرد آلية شرعية لكي يتخطى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المؤكد بحكم الواقع السياسي نجاحه أربع سنوات أخرى يحكم فيها مصر ويرأس مسيرتها الصعبة والشاقة، بل إن انتخابات 2018 هي صيحة شعب لابد وأن يسمعها هذا العالم الظالم المتجبر الطاغي والذي لم يعد يحكمه شرعية دولية ولا أخلاق إنسانية.. بل إن الحكم فيه لواقع القوة والتكبر، والقصة هنا لا يجب النظر إليها من منطلق العاطفة أو الحب أو الكره أو حتى التأييد أو الرفض لشخص السيسي كرئيساً لمصر، لأن العاطفة عندما تتحكم في مصائر الشعوب تحل حمائم الموت بسوادها على مصائر الأُمم، فرغم أن السيسي يتمتع بقبول لا يمكن تجاهله لدى القطاع الأكبر من الشعب المصري، إلا أن الواجب هنا يحتم المشاركة في الانتخابات الرياسية 2018 وبكثافة حتى من هؤلاء المُعترضين أو المُعارضين أو حتى أصحاب الموقف السلبي من كل شيء، ولكن السؤال هنا والذي يجب الإجابة عليه في السطور التالية.. ولماذا على أن أشارك بانتخابات 2018.

المشاركة في انتخابات الرئاسة 2018 واجب مقدس فلماذا

وهنا لن أُبحر كثيراً في تنظيراتٍ سياسية أو شعاراتٍ انتخابية، بل إن الحديث سيكون حديث العقل للعقل لنناقش معاً أهمية بل وحتمية المشاركة وبقوة في انتخابات الرئاسة 2018 بل والدفاع المُستميت عن نجاح تلك التجربة حتى وإن كنت مُعترضٌ عليها…

  • بداية علينا أن نُدرك أن القصة بدأت وبشكل كبير من رؤية أمريكية للمنطقة العربية خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ونجاح تجربة الثورات الملونة بالشرق الأوروبي في تحقيق الهدف الامريكى من السيطرة الكلية على العالم، وهنا نظر السياسي الأمريكي وصانع القرار الشره للتحكم في مُقدرات الكون للمنطقة العربية كبئر نفط تزداد أهميته يوماً بعد يوم خاصة للتنين الصيني هذا العدو التجاري اللدود لواشنطن، وصار العالم العربي بحدوده الحالية عبء حقيقي لمشروع صهيوني وجد نفسه يصطدم بعد سنوات طوال من العمل مع دول قوية حتى وان كانت مُتشعبة الرغبات والتوجهات وأيضاً وجدت الولايات المتحدة نفسها أمام عالم عربي يمثل سوقً واعدة للصين وأيضاً متمرداً وقت الجد بنفطه ومصادر طاقته وأيضاً خطوط تجارته فلم تنسى واشنطن موقف العرب من حظر تصدير البترول للغرب الداعم لتل أبيب في معركة النصر بأكتوبر 1973 فبدأت الخطة في ثمانينات القرن الماضي وبدأ تنفيذها بإنهاك العراق في حرب الخليج الأولى ثم إخراجه تماماً من معادلة الصراع في حرب الخليج الثانية ثم الإجهاز على أسد بغداد المُرابط على شرق الأُمة العربية ونفطها الساخن في العام 2003 وهنا بدأت المرحلة الأكثر رُعبا ًمن المخطط فما هي؟
لحظة دخول القوات الأمريكية بغداد 2003.
  • جاء جورج بوش الابن جاء على أنقاض قصة يحوم حولها الشك والريبة.. هي قصة انهيار برج التجارة العالمي بواسطة هؤلاء الشُعث الغُبر القابعين في جبال أفغانستان تحت مسمى تنظيم القاعدة المصنوع أمريكياً من عباءة المُجاهدين الأفغان ضد السوفيت في الثمانينات.. جاء مُتنمرا ًلكي يدخل بغداد حتماً ولو كره العالم، جاء ليٌنهى قصة القوة العربية الرابعة في مربع القوة العربي الذي يضم مصر وسوريا والعراق والسعودية، وكان له ما أراد.. ثم بدأت فصول القصة في نهايتها أمريكياً تتجه صوب القاهرة الذي حاول الأمريكان توريطها في حرب ضد ليبيا بعد حادثة لوكوربى عندما طالبوا من مبارك غزو ليبيا وإسقاط نظام القذافي تحت ذريعة انه نظام مارق ولكن مبارك برؤيته تجنب الفخ والشرك الذي وقع فيه صدام فيما بعد بالكويت.. وهنا كان للقصة أن تأخذ منحى أخر ألا وهو منحى الربيع العربي.
ثورات الربيع العربى التي إندلعت بخمس دول عربية.
  • نعم إن الربيع العربي الذي انطلق بتونس لم يكن أبداً بداية لتغيير شامل أو أفضل لشعوب عربية بقيادة الولايات المتحدة التي لم تحرك ولو مرة واحدة ساكناً لأنين الشعوب المقهورة على مدار تاريخها، بل إن الربيع العربي هو في حقيقة الأمر جني للمحصول الوافر الذي زرعته الولايات المتحدة من ضغوط سياسية كبرى منذ قدوم بوش الابن لإتاحة الفرصة للحريات والتعبير عن الرؤى الذي هو كان في حقيقته تمرير خبيث لتنظيمات سياسية بقيادة تركيا وتمويل قطر لتحقيق هدف وحيد.. ألا وهو هدم الدولة.. نعم الدولة العربية تلك العقبة الكؤود التي إن انهارت.. انهارت معها كل مقاومة للتمدد الاسرائيلى وأيضاً انهارت معها كل مقومات النهضة الصينية عبر عالم عربي متماسك يُصدر النفط لبكين ويستورد منها سلعها ويتيح لها خطوط التجارة عبر العالم.
  • فإياك أيها الحالم، أن تظن أن الشعوب العربية التي لم تحرك ساكناً لمذابح صهيونيو ضد الأبرياء منذ أربعينيات القرن الماضي تحركت عن بكرة أبها ودون مخطط لمجرد إن ” البو عزيزى ” سكب على نفسه بنزينً فأحترق، إن صيحات المُنظرين على قناة الجزيرة أثناء ثورات 2011 كانت تحمل من ورائها خراب القاهرة ودمشق والرياض لكي تحل بعدها الطائفية والإرهاب والحروب الأهلية لتعم عواصم العرب ثم يلتقط الذئب التركي أطراف الأمة بسوريا والعراق ومصر ليصنع دولته التي ستواجه عسكرياً واقتصاديا نيابة عن واشنطن كل من الدب الروسي والتنين الصيني لتصبح بعدها الولايات المتحدة وإسرائيل مُتربعين على عرش عالم أنهكته حرب طاحنة تخللها حرب عصابات بجماعاتٍ مُسلحة تحت شعار الجهاد ضد موسكو وبكين.

  • إن مصر بجيشُها وشعبها وقفت وصمدت وحاربت وجاهدت وقاتلت ضد هؤلاء، إن مصر التي تحركت بشعب قوى الإرادة وجيشٍ واعي مُدرك حجم الخطر في العام 2013 كانت تقول تحت سِتار الصمت والصبر لكل متجبر بالعالم ” لا “.. نعم.. ” لا ” لأُمة ضائعة و” لا ” لدولة مُنهارة و” لا ” لإحتلالٍ تُركي يفعل في عواصم العرب كما تفعل قواته الآن براياتها الحمراء من دماء أهل سوريا بعفرين ما لا يُفعل، قالها الشعب والجيش  ” لا “.. لا بالصبر والجلد والكفاح والبناء ليتخطى سدود الحرمان التي فُرضت على مصر طمعاً في غازها ونيلها وثروتها.. لا.. قالها الشعب بالبناء والتقشف رغم الألم لكنها كانت ضرورة حتمية، كانت ضروروة البقاء.
السيسي وبن سلمان بمحور قناة السويس الجديدة.
  • وهنا نأتي للنقطة الأهم هل تجاهل المشاركة بانتخابات 2018 قد يخلق الفارق ويحقق لكل متربص الأمل الذي يسعى لتحقيقه.. الإجابة نعم.. فالقصة ليست عبد الفتاح السيسي بشخصه بل إن القصة الاختيار بين البقاء والزوال.. فالتنظيمات المعادية للوطن المصري كوطن قائم بذاته مستقل بمقدراته لا تزال قابعة في جحور هذا الوطن الجريح، والأموال القطرية لا تزال تنتظر بالحقائب لتعاود طريقها إلى مطار القاهرة كما فعلتها ب 2011.. والدعم اللوجستى والمخابراتى التركي لكافة التنظيمات الإرهابية غرباً وشرقاً لازال ينتظر إشارة البدء ليعاود الكره بشكل أكثر شراسة.. كل هؤلاء ينتظرون فقط رسالة واحدة.. أن هذا الشعب قد يأس وفقد قدرته على الصمود والمواجهة.. فنظام السيسي لن يكون اقوي من نظام مبارك.. ولا اى نظام يحكم تلك البلاد يستطيع أن يحافظ على بقائها دولة حرة قائمة عزيزة بعيدة عن سيطرة الإرهاب والفوضى على مفاصلها.. دون الشعب.. انزل شارك دافع وقل للعالم الظالم الذي لا يعنيه ألامك ولا تشردك ولا دماء أولادك ولا أعراض نساءك أن تُسفك وتُنتهك وتُستباح من شِرار الخلق على حدود الأوطان.. بل إن كل ما يهم ويعنى هذا النظام الدولي المُتجبر بقاءه ثرياً قوياً مُتخماً بمقدرات الشعوب المقهورة حتى ولو على حساب طفلٌ سوري غريق.. أو عراقيٌ جائع.. أو يمنىٌ مريض أو ليبيٌ مفجوع.

 

السيسي خلال استقباله للمقاتلين الجويين المنفذين للضربة الجوية ضد تنظيمات داعش قاتلى المصريين في ليبيا.
  • أيها المواطن المصري اسمع صوتك في 26 و27 و28 مارس 2018 لهذا العالم كله الصديق قبل العدو.. وقل  ” لا ” عبر مشاركتك ودفاعك عن بقاء وطنك.. لكل ظالم في عالم لا يرحم.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد