“المقاطعة” سلاح الشعوب الفتاك

المقاطعة هي الإمتناع الإختياري والمتعمد عن الاستخدام أو الشراء أو التعامل مع شخص أو منظمة أو بلد كتعبير عن الاحتجاج عادة ما تكون لأسباب اخلاقية أو اجتماعية أو سياسية أو بيئية أو دينية أو حتى الاقتصادية.

ترجع تاريخ أقدم مقاطعة اقتصادية سجلت في العصر الحديث إلى العام 1897 حينما قاطع الدينماركيين البضائع الألمانية احتجاجا على قرارات الحكومة الألمانية للحد من استعمال اللغة الدينماركية في أحد الولايات.

كما قاطعت أيضاً الشعب الصيني البضائع الأمريكية في العام 1906 البضائع الأمريكية احتجاجا على وضع قيود من الحكومة الأمريكية للحد من هجرة الصينيين وتوطينهم.

وتكررت المقاطعة الصينية للبضائع اليابانية تسع مرات خلال الأعوام 1908 – 1932 لأسباب سياسية وجغرافية مختلفة منها احتلال اليابان لجزر صينية وإجبار الصين على التخلي عن كوريا. ولحقهم في هذه الفترة الأتراك حينما قاطعوا البضائع النمساوية احتجاجا على ضمهم مقاطعة بوسنية.

وكان للهند نصيبا كبيرا في المقاطعة الاقتصادية ففي عام 1920م خلال مقاومتها الاحتلال البريطاني قاموا بمقاطعة بضائعة ووصم كل من يتعامل معهم بالعار. ويذكر للزعيم الهندي  غاندي قوله “كلوا مما تنتجوا، والبسوا مما تصنعوا، وقاطعوا بضائع العدو”.

كما لحقهم المصرييون أيضاً بعدها بعام، حيث اعتقل الأحتلال البريطاني في مصر الزعيم سعد زغلول عام 1921، فهبت مقاطعة شعبية واسعة للبضائع والمنتجات الانجليزية، وحتى التعامل مع السفن البريطانية التي كانت تنقل بضائع المصريين المصدره الى الخارج.

وفي بداية القرن الواحد والعشرين ومع الإساءة المكررة من صحف الدينمارك للنبي صلى الله عليه وسلم في العام 2006م قامت معظم البلدان الاسلامية لمقاطعة المنتجات الدينماركية والهولاندية، الامر الذي ضر كثيرا بمنتجي الألبان والأجبان في هذه البلدان وأدى بهم إلى خسائر مهولة، أجبرت هذه المقاطعة رئيس الوزراء الدينماركي على الإعتذار.

يذكر أن السعوديين قاموا بمقاطعة لمنتجات البان شركة المراعي السعودية احجاجا على ارتفاع أسعار الالبان الغير مبرر، والذي ادى الى خسائر كبيرة للشركة وهبوط حاد لسعر اسهمها.

فيما أطلق المصرييون حملة “خليها تصدي” احتجاجا على رفع وكلاء شركات السيارات في مصر أسعارها، الأمر الذي أدى إلى تراجع كبير في نسبة مبيعات سوق السيارات المصري والذي بدوره اجبر كثيرا من الشركات والوكلاء الى تخفيض بعض اسعارهم.

في ابريل 2018 قامت حركة مقاطعة شعبية في المغرب لبعض منتجات الشركات المحتكرة للاسواق، ويتعلق الأمر بشركة “بسيدي علي” للمياه وشركة “أفريقيا غاز” للكازوال وشركة “سنطرال” للألبان، وكانت هذه الأخيرة هي من تكبدت الحصة الكبيرة من الخسائر واضطرت إلى فتح عروض في شهر رمضان لكنها لم تعرف أي إقبال.

أدت المقاطعة المقاطعة في المغرب إلى تكبد خسائر اقتصادية خاصة كبيرة شركة “سنطرال”حيث خسرت أكثر من 20% من قيمة اسهمها وأدى إلى تسريح 500 عامل.

يذكر انه بعد تصريح الرئيس الفرنسي”ايمانيول ماكرون ” بعدم الامتناع عن الاساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، انتشر وسم على مواقع التواصل الاجتماعي في البلدان الاسلامية يدعوا لمقاطعة المنتجات الفرنسية وكذلك مقدم الخدمات من الشركات التي تحمل علامات لشركات فرنسية .


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد