نالت دراسات الرأي العام اهتمام العديد من المؤسسات البحثية والإعلامية الدولية والإقليمية والمحلية، بيد أنها أصبحت من المؤشرات الرئيسية التي تساعد كل المهتمين بقياس دوافع ورغبات وميول واتجاهات الرأي العام إزاء مختلف القضايا المختلفة منها القضايا الاقتصادية، والتي تنال اهتماما كبيرا من مديري الشركات للوقوف على اتجاهات ومواقف الجمهور نحوها من أجل رسم السياسات العامة لتلك المؤسسات الاقتصادية بشكل علمي دقيق، أو بناء وتخطيط الحملات التسويقية وفق المؤشرات التي تتحصل عليها تلك المؤسسات من الدراسات التي تجريها على عملاؤها المستفيدين من خدماتها، الأمر الذي يفسر أهمية التعرف على ميول الرأي العام في الاقتصاديات الحديثة التي تؤمن بأهمية الرأي العام في دعمها ومساندتها في اتخاذ القرارات في القضايا الاقتصادية المهمة.
وفي هذا السياق، يُعد الرأي العام مؤشراً حيويًا وفعالاً لقياس مدى رضا عملاء الشركات عن السياسات العامة للمؤسسات الاقتصادية المختلفة، ومن هنا نلحظ اهتمام الاقتصاديين ووسائل الإعلام بتحديد ميول واتجاهات الرأي العام من خلال إجراء الدراسات الميدانية واستطلاعات الرأي والمقابلات المتعمقة لرسم الحملات الإعلانية والتسويقية بصورة دقيقة تتسق مع نتائج هذه الدراسات.
وتتنوع وسائل تكوين الرأي العام وتشكيله ما بين المؤسسات التعليمية والدينية والسياسية والاجتماعية وصولا إلى الثوابت الاجتماعية من العادات والتقاليد والأعراف والقيم، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية والتي تلعب دورًا مؤثرًا في عملية بناء وتشكيل وعي الجماهير بمختلف القضايا الاقتصادية المحلية والدولية. وبالتالي يقاس قوة وصلابة الرأي العام بمدى قوة وصلابة وصحة كل العوامل السابقة التي تمثل بشكل أو بآخر المكون الرئيس للرأي العام، بيد أنها تمتلك المعلومات التي تقدمها لأفراد المجتمع.
وتتبلور أهمية التعرف على الرأي العام في تمكين المؤسسات الاقتصادية من الاطلاع على اتجاهات الرأي العام من المواطنين العاديين والعملاء المستفيدين لخدمات تلك المؤسسات لكي يمكنها من اتخاذ القرارات السليمة في المواقف والقضايا المختلفة، والتعامل مع المشكلات المستجدة، وبالتالي يمثل الرأي العام أهم قنوات ووسائل الاتصال والتواصل بين المؤسسات الاقتصادية والعملاء المستفيدين من خدماتها وأنشطتها المختلفة، حيث يؤثر الرأي العام بشكل فاعل في تحريك عجلة الاقتصاد وتحقيق خطط التنمية والتطور.
ويتأثر الرأي العام بالعوامل الاقتصادية المرتبطة بالأفراد داخل المجتمع، فالدول التي تتعرض لظروف اقتصادية صعبة تسود فيها مظاهر المشاكل الاقتصادية من البطالة والتضخم وانخفاض النمو الاقتصادي ويتأثر فيها الرأي العام تأثيرًا كبيرًا.
