تقريبا أي خطأ يمكن أن يغفره الزوجان لبعضهما البعض ويمكن نسيانه مع مرور الوقت، إلاّ الخيانة، فهي رصاصة مسمومة تحطم القلوب وتدمر البيوت، وبالنسبة للرجل فغالباً خيانة الزوجة له تعني نهاية العلاقة حتى ولو كان الفراق سيكلفه حياته أو يجعله أسير الحزن، نفس الشيء بالنسبة للمرأة فخيانة زوجها لها مع امرأة أخرى إهانة لها وجرح لمشاعرها، إلاّ أنها غالباً لا تلجأ إلى الطلاق وتصبر حفاظاً على بيتها ولأنها تعرف مدى قسوة نظرة المجتمع للمرأة المطلقة.
فما هي الخيانة الزوجية؟ وما أسبابها؟ وما هي النتائج المترتبة عنها؟ وما الحلول لتجنب حدوث الخيانة الزوجية؟
تعريف الخيانة الزوجية
الخيانة الزوجية هي أن يقيم أحد الزوجين أو كليهما علاقة محرمة مع طرف آخر، ويمكن تقسيم الخيانة إلى درجات حسب خطورتها، فهناك الخيانة التي تكون عن طريق تبادل الرسائل الغرامية بمختلف الطرق دون حدوث لقاء، وهناك الخيانة التي تتم عن طريق المواعدة واللقاء دون حدوث زنا، وهناك الخيانة الكبرى وهي الزنا بحيث يمارس أحد الطرفين الزنا مع شخص آخر.
أسباب الخيانة الزوجية
قبل أن أبدأ أريد أن أوضح شيءا، وهو أنه لا يوجد أي شيء يبرر الخيانة، وليس هناك أي عذر يجيز لأحد الطرفين أن يخون، ولكن أنا فقط سأتكلم عن بعض الأسباب التي تجعل أحد الزوجين يفكر في الخيانة وغدر شريك حياته، وارتكاب ذنب عظيم عند الله، ومن بين أبرز هذه الأسباب:
– البعد عن الدين: يعتبر الإبتعاد عن الدين وعدم الخوف من الله السبب الرئيسي للخيانة الزوجية، ولو كان هناك تشبت بالدين وخوف من الله، فلن يكون هناك تأثير لباقي أسباب الخيانة التي سأذكرها بالأسفل.
– الإستمرار مع الشريك السابق الذي كان قبل الزواج: كم من شخص تكون له علاقة مع شريك آخر قبل الزواج، ولسبب أو لآخر فهذا الشخص يتزوج بطرف آخر غير الذي كان معه قبل الزواج، وهكذا فهو قد يجد صعوبة في نسيان شريكه السابق ويستمر في مواعدته، رغم أنه أصبحت لديه حياة أخرى وشريك آخر.
– الإهمال وغياب الإهتمام: عندما يَحْرِم الزوج زوجته من الإهتمام والتعبير عن محبته لها بمختلف الطرق واحتوائها، فهنا ستعاني الزوجة من الفراغ العاطفي ونقص الحنان، مما قد يدفعها إلى التفكير في ملئ هذا الفراغ في مكان آخر ومع رجل آخر، ونفس الشيء بالنسبة للرجل، فعندما تحرمه زوجته من اهتمامها وتنشغل عنه بأمور أخرى وتهمله، ولا تمنحه المتعة والإحتياجات العاطفية، فهنا قد يذهب للبحث عن الإهتمام والمتعة بين أحضان امرأة أخرى.
– غياب الرجل عن زوجته لمدة طويلة: قد يضطر الرجل للغياب عن زوجته لمدة طويلة بسبب ظروف العمل أو لأسباب أخرى، وأثناء هذا الغياب فقد تعاني المرأة الفراغ العاطفي وتضعف أمام رغباتها وتستسلم للخيانة.
– الرغبة في الإنتقام: عندما يقوم الزوج بخيانة زوجته وتكتشف أمره، فمن المحتمل أن تختار الزوجة القرار الخطأ بحيث تقرر الإنتقام منه بنفس الطريقة.
– الحاجة المادية: للأسف هذا هو الواقع، فهناك المرأة التي يعميها الطمع ومن السهل إغرائها، فتكون مستعدة لبيع جسدها وخيانة زوجها مقابل المال.
أضرار الخيانة الزوجية
– الصدمة العاطفية: قبل أن تحطم الخيانة عش الزوجية فهي تحطم القلب، تخيل أنك من بين كل هذا العالم اخترت شخصا ما، اخترته لتكمل معه ما تبقى من حياتك، أحببته من قلبك بكل صدق ووضعت فيه ثقتك، كنت دائما إلى جانبه تمسح الدمعة من عينيه وترسم البسمة على قلبه، وكنت دائما تقول له أن ينتبه لنفسه وتخاف عليه، وتتصدى لضربات الحياة حتى تصيبك أنت ولا تصيبه هو، وتحميه من الذئاب التي تملئ هذا العالم، وفي النهاية.. تكتشف أنه يخونك، ومع من؟ مع واحد من الذئاب الذين كنت تحميه منهم، هل يمكنك أن تتخيل ذلك الشعور؟
– الطلاق: عند حدوث الخيانة من طرف الزوجة فغالبا تكون النتيجة هي الطلاق، نظراً لكون الأمر هنا أكثر حساسية في نظر الكثير، إضافة إلى سهولة تزوج الرجل مرة أخرى بعد الطلاق عكس المرأة، ففي حالة كانت الخيانة من طرف الزوج فقليلا ما تلجأ الزوجة إلى الطلاق، وتختار الصبر حفاظا على بيتها، وخوفاً من أن لا تجد من يعينها بعد الطلاق، إضافة إلى نظرة المجتمع القاسية للمرأة المطلقة، وهكذا فالخيانة تدمر الحياة الزوجية وؤدي بها إلى حافة الطلاق.
– مشاكل متوقعة في حالة استمرار الزواج: في حالة قرر الطرف الذي تمت خيانته مسامحة شريك حياته، فمن المحتمل أن يظل شبح الخيانة يطارده طوال حياته، يعذبه، يأخذ منه راحة باله ويحرمه من النوم، يستيقظ في منتصف الليل من النوم فينظر إلى زوجته نائمة بجنبه، فيستحضر في ذهنه أن هذه التي تنام بقربه على نفس السرير خانته مع رجل آخر، لوَّث جسدها رجل آخر، قبّلها رجل آخر، استمتع بجسدها رجل آخر…، فتكاد تصيبه هذه الأفكار بالجنون، وقد تظل تطارده طوال حياته، ونفس المعاناة أيضاً قد تعاني منها المرأة.
نصائح لتجنب حدوث الخيانة الزوجية
لن أتكلم عن علاج الخيانه الزوجيه أو عن ما يجب فعله بعد الخيانة لأن هذا قرار شخصي يخص الشخص الذي تمت خيانته، وهل هو يرغب في الطلاق أو أنه مستعد ليسامح، ولكن سأتكلم عن بعض النصائح لتجنب حدوث الخيانة:
– إختيار الشريك المناسب: إجراءات تجنب الخيانة الزوجية تبدأ قبل الزواج، وذلك عن طريق اختيار الشريك المناسب، بحيث يجب أن يختار الشخص شريك حياته بعناية ويسأل عن سمعته وأخلاقه، ويتأكد من أنه لن يواجه معه مشاكل كبيرة فيما بعد.
– دعوة شريك الحياة إلى التقرب من الله: ما أجمل أن تدعوا شخصا إلى التقرب من الله، وما أجمل أن يكون هذا الشخص هو شريك حياتك، فكلما كان شريكك قريبا من الله كلما ابتعد عن الذنوب والمعاصي.
– إعتناء المرأة بمظهرها: من الجيد أن تعتني المرأة ببيتها وتقوم بالواجبات المنزلية، ولكن لا يجب أن تنسى الإهتمام بمظهرها وتهمل نفسها، بل يجب أن تحاول ما أمكن الإعتناء بمظهرها وإظهار جمالها وأنوتثها وتسحر زوجها بجمالها الفاتن، فما الذي يوجد عند المرأة التي قد يخونها معها زوجها ولا يوجد عندها هي، الفرق هو أنه هناك امرأة تعتني بنفسها وتظهر جمالها وتضع عليها عطراً زكيا، وهناك امرأة تهمل جمالها وتضع عليها عطراً برائحة الثوم والبصل.
– إعتناء الرجل بمظهره: ما الذي ستخسره صديفي لو اهتممت بنفسك قليلا، اهتم بنظافة جسدك وارتدي ملابس نظيفة وأنيقة بعيدا عن ملابس العمل، وإن كنت تدخن فقم بإزالة رائحة السجائر من فمك قبل أن تقترب من زوجتك، ولا تنسى ممارسة الرياضة للتخلص من البطن الزائدة والمحافظة على لياقتك.
– الإهتمام العاطفي: للأسف الكثير من الأزواج ينشغلون بأمور العمل والواجبات المنزلية والعديد من انشغالات الحياة، وينسون الجانب العاطفي فتصبح حياتهم مثل صحراء جافة خالية من اللحظات الغرامية وكلمات الحب وأجواء الرومانسية، مما قد يدفع أحد الطرفين إلى التفكير في أن يروي عطشه من مكان آخر، لذلك على الزوجين أن يُعَبِّرا عن حبهما لبعضهما البعض بمختلف الطرق، كأن تقول لشريك حياتك كلمات حب صادقة نابعة من القلب، وتقدم له هدية صغيرة، وتخبره بأن ينتبه لنفسه وتُحَسِّسَه بأنك تخاف عليه، وغيرها من الطرق والمواقف التي يمكن من خلالها أن تثبت له حبك…
– الحوار الهادئ والتواصل الدائم: (اغسلي الملابس، جهزي العشاء، لقد نفذ الزيت، لقد نفذ السكر، لقد أتت فاتورة الكهرباء.. )، للأسف هذا هو نوع الحوار الوحيد الذي يدور بين الزوجين في الكثير من العلاقات الزوجية، بحيث لا يتكلمان مع بعضهما البعض إلاّ عند طلب القيام بالواجبات المنزلية ودفع المصاريف، وير ذلك فلا يوجد بينهما تواصل، وغياب الحوار أو التواصل يمكن أن يجعل المسافة بينهما كبيرة حتى ولو كانا قريبان من بعضهما البعض جسديا.
أليس جميلا أن تكون مع شريك حياتك في جلسة هادئة وتتبادلان الحديث مع بعضكما، تناقشان مشاكلكما وتحاولا إيجاد حلول لها معا، تبوحان بهمومكما لبعضكما البعض، تتبادلان الأسرار، وتتكلمان في أي شيء، المهم أن تتكلما مع بعضكما، فالحوار والتواصل يكسر الجدار الذي بينكما ويجعلكما أقرب من بعضكما البعض ويؤَلِّف بين قلبيكما.
وفي النهاية.. أختي
قبل أن تخوني زوجك
تذكري أنه من بين كل نساء هذا العالم اختارك أنت
قبل أن تخونيه
تذكري أنه يواجه مصاعب الحياة ويتعب من أجلك أنت
قبل أن تخونيه
تذكري أنه قادر على مواجهة الجميع ليحميك أنت
أخي
قبل أن تخون زوجتك
تذكر أنها تركت أمها وأبوها وإخوتها الذين عاشت معهم لسنوات، وأتت لتعيش معك أنت
قبل أن تخونها
تذكر أنها من بين كل رجال العالم وهبت نفسها لك أنت
قبل أن تخونها
تذكر أنها تستيقظ كل يوم قبلك لتعد لك فطور الصباح، وتنظف لك ثيابك، وتتعب في أمور البيت، من أجل راحتك أنت