الحسد وأعراضه وطرق علاجه

الحسد فكرة لطالما كانت عصية على الفهم. فالإنسان منذ بداية وجوده على هذه الأرض يحاول المعرفة ويسعى إليها بشتى الطرق. ولم يكن يُوفق في البداية لمعرفة تفسيرات بعض الأشياء التي كانت عصية على فهمه حين ذلك، فشرع يُلقي بهذا الأمر على كاهل الكائنات الخارقة مرة أو الكائنات غير المرئية مرات أخرى.

ومن تلك الأفكار التي سيطرت عليه منذ زمن بعيد فكرة سوء الحظ الذي كان ينتابه في العديد من مواقف حياته، حتى ظهرت فكرة الحسد إلى الوجود. ومن بعدها ظهر تأثير العين الحاسدة.
في هذا المقال نستعرض فكرة الحسد تاريخه وأعراضه وعلاجه.

الحسد وأعراضه وطرق علاجه
صورة رمزية لما يفعله الحسد

نبذة تاريخية عن الحسد

دخلت فكرة العين الحاسدة في كثير من الثقافات والأديان حول العالم، كما يؤمن الكثير بأن نظرة من العين الحاسدة يمكن أن تُسبب الأذى أو تجلب الحظ السيء، وفي بعض الأحيان من الممكن للنظرة أن تُصيب الشخص دون أن يعلم بذلك.

هذا الاعتقاد الغريب جعل الناس في الكثير من الحضارات والثقافات يتحصنون بإجراءات تقيهم من شر هذه العيون الحاسدة، كما ظهرت الكثير من التعاويذ وبعض الأشياء الرمزية الأخرى التي يُقال أنها تحمي من شر هذه العيون، ومن أمثال هذه الأشياء العين الزرقاء، ويد الخمسة، والصليب.

لم يتوقف الاعتقاد بشر العين على جلب الحظ السيء فحسب، بل هناك بعض نظرات الحسد التي من الممكن أن تسبب المرض أو الهزال أو حتى الوفاة، وقد اكتشف العديد من الباحثين أشياء كثيرة في حضارات اليونان، وبعض الحضارات القديمة حول العالم مثل الآشوريين وحضارات أمريكا اللاتينية، وفي الشرق الأوسط كذلك هذه الأشياء تدل على إيمان الناس بهذه الأمور منذ قديم العصور.

الحسد في الأديان

الأمر لم يكن في الحضارات أو الثقافات القديمة فقط، بل امتد ليشمل الأديان، فالكثير من الأديان تحذر من هذا الأمر أيضاً، فنجد في الديانة الهندوسية مثلاً هناك ما يُسمى العين الحسودة ” نزار بوري”، وذُكرت كذلك العين الحسودة في كتابات الأحبار اليهود، وفي التوراة كما يقول سفر الأمثال ” لا تحسد الظالم ولا تختر شيئاً من طرقه، لأن الملتوي رجس عند الرب، أما سره فعند المستقيمين”…( سفر الأمثال 3، 31،32 )
وفي المسيحية كذلك، يقول الكتاب المقدس ” فاطرحوا كل خبث، وكل مكر والرياء الحسد، وكل مذمة..” (بطرس 1، 1،2)
وفي الإسلام نجد قول الله تعالى في قرآنه الكريم في سورة الفلق ” ومن شر حاسد إذا حسد”، وفي جميع هذه الأديان يأخذ الحسد قدر كبير من الأهمية.

الحسد وأعراضه وطرق علاجه
العين الحاسدة

الحسد في الغرب

أما في الدول الغربية التي لا يؤمن أغلبية أفرادها بدين معين فتنتشر ثقافة الحذر من العين الحسودة أيضا، ففي الولايات المتحدة مثلا نشر الساحر الأمريكي ” هنري قاماش ” كتاباً يسمى ” أهوال العين الحسودة انكشفت”.

وعلى الرغم من انتشار هذه الثقافة في العالم الإسلامي، واستخدام التعاويذ والأشياء الرمزية للحماية من العين إلا أن الدين الاسلامي يعتبر كل هذه خرافات، وأن الله هو الحامي، وأن كل مجسم يحمي من شر العين يعتبر من الأوثان لذا فإن اللجوء لهذه الأمور يعتبر شرك بالله.

 

أعراض الحسد

تتنوع أعراض الحسد وعلاماته في الشخص المحسود، وهذا الكلام على لسان العديد من مشايخ الإسلام، هذه الأعراض تشتمل على الآتي

  • اضطرابات سلوكية للشخص المحسود.
  • الشحوب والذبول في الجسم والوجه.
  • كثرة النسيان.
  • فقدان الثقة بالنفس.
  • الإحساس الدائم بالخوف والقلق.
  • الأحلام المزعجة والمخيفة في كثير من الأحيان.

ونكتفي بهذا القدر من الأعراض، وكما نرى أن كل هذه الأعراض هي أعراض أمراض نفسية باقتدار، ولعلاج هذه الأمراض لابد من استشارة طبيباً للأمراض النفسية، وليس اللجوء إلى بعض الشيوخ ورجال الدين.

الحسد وأعراضه وطرق علاجه
الرقية الشرعية

الرقية الشرعية

تعني الرقية الشرعية تلاوة بعض آيات القرآن على الشخص المُصاب بالحسد، وكذلك على موضع الآلام التي يعاني منها الشخص، والكثير من المسلمين يمارسون هذا الأمر، ولا ضرر من قراءة القرآن في أي وضع كان، فالله يقول في كتابه الكريم ” ونُنزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين” (سورة الإسراء الآية 82).

لكن بعض المحتالين يستغلون إيمان الناس بالحسد والسحر ليحتالوا عليهم كي يحصلوا على أموالهم، واستغلال حاجتهم لهذا الأمر، وهذا ما نرفضه تماماً، فإذا أراد أحد أن يقرأ القرآن فليقرأه بنفسه، أو ليأتي بأحد ما كي يقرأه له إذا كان لا يُجيد القراءة. ولكن لا تدفع أموالك لشخص دجال يحتال عليك تحت مسمى الشيخ الفلاني.

وفي النهاية لابد أن نُشير إلى أن الحسد موجود بالفعل، لكن ما هو إلا نوعاً من أنواع الأمراض النفسية التي لا يتطلب علاجها سوى الذهاب إلى الطبيب النفسي.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد