الثورة في سوريا (2): نتابع معا الحوار الحصري مع المواطن السوري محمد خير الحوراني حول سوريا الثورة
ما زال الحوار ممتدا مع المواطن السوري محمد خير الحوراني حول أهم المستجدات على الساعة بعد أحداث الثورة في سوريا حيث نتابع ردود الفعل المختلفة داخليا وخارجيا والتطورات المحتملة.
أنت تعيش في دمشق. هل توضح لنا صورة مقربة للحياة اليومية؟ هل تسير الحياة سيرا طبيعيا؟ هل تواجهون أي صعوبات في الحصول على احتياجاتكم اليومية؟ وماذا عن استمرار العمل بشكلٍ منتظم في الدوائر الحكومية؟
الوضع الذي كان يعيشه المواطن السوري في ظل نظام الأسد كان شديد السوء لدرجة أنَّه من الظلم أن نطالب الإدارة الجديدة -أياً كانت- بإصلاح ما فسد عبر ستة عقود كاملة خلال أيام أو شهور قليلة، والشعب السوري يدرك ذلك جيداً رغم محاولات شبيحة النظام السابق بث الشائعات والتركيز على مطالب تعجيزية عجز أو تقاعس نظام الأسد عن تحقيقها طوال عقود من الزمن.
في سوريا نحن نتكلم عن ثورة شاملة وعن نظام أفقر الشعب وهدم المؤسسات وعاث فيها فساداً، وفي مثل هذه الحالات من الطبيعي أن يتوقف عمل المؤسسات وأن تظهر مجموعة من الصعوبات والأزمات الخانقة بفعل هروب عدد كبير جداً من أرباب ومسؤولي النظام السابق وخوف الموظفين العاديين من العمليات العسكرية، لكن ما حدث في سوريا كان شيئاً مختلفاً تماماً فقد استمرت الأفران والمخابز بالعمل وعاد جزء كبير من الموظفين إلى أعمالهم فور سيطرة الثوار على العاصمة وانتهاء المعارك مع فلول النظام السابق.
* ما هي المخاطر المتوقعة خلال المرحلة الانتقالية من وجهة نظرك؟
لقد سقط بشار الأسد وترك البلاد في حالة من الانهيار التام في جميع المجالات، بينما يتربص بها الكثير من الأعداء، ويشكل الإعلام التابع للنظام السابق وداعميه سيفاً حاداً يبث الشائعات أحياناً ويروج للأكاذيب أحياناً أخرى.
حالياً وبعد أن كشفت الوثائق التي وجدت في المقرات الأمنية خُبث نظام الأسد وإجرامه بحق العالم بأسره، أتمنى أن تعرف جميع الدول الشقيقة والصديقة ومن كان يدعم نظام بشار الأسد أنَّ انتصار الثورة السورية هو خير للشعب السوري والعالم بأسره، وأن تبادر بمد يد العون للدولة السورية الجديدة لتجاوز هذه المرحلة الصعبة والحفاظ على وحدة جميع الأراضي السورية بما فيها مدينة ومحافظة القنيطرة التي تتوغل فيها إسرائيل حالياً.
* ماذا ينتظر رجل الشارع من التغييرات الجديدة؟
التغييرات قد بدأت منذ اللحظة الأولى لسقوط الطاغية المجرم وهروبه من سوريا الحرة، فلأول مرَّة من منذ عقود يُمكن للمواطن السوري أن يعبِّر عن رأيه بحرية كاملة، وها هي سوريا الجديدة موحدة كاملة غير منقوصة بإذن الله، كما ننتظر الكثير من الانفراجات الاقتصادية والسياسية والتحسن في واقع الخدمات على جميع الأصعدة، إضافة إلى عودة المهجرين والنازحين واللاجئين مما يساعد في بناء الوطن كما يعزز من العلاقات الإيجابية مع دول اللجوء.
وخلال حديثي مع بعض الأصدقاء القادمين من إدلب التي عاشت سنوات من الحرية، تفاجأت بمستوى الحياة المعيشية والخدمات التي وفرتها حكومة الإنقاذ للمواطنين هناك، مقارنة مع حالة الضنك والفقر التي فرضها بشار الأسد على الشعب في بقية المحافظات بهدف الإذلال والتضييق، باختصار سورية غنية بمواردها وثرواتها المتنوعة وما كانت تعيشه من فقر وضنك كان متعمداً بغرض الانتقام من الشعب.
* هل ترى أن الأوضاع الجديدة سوف تكسب المواطنين والدولة المزيد من الاستقرار والازدهار؟
بداية يجب أن أنوه إلى أنَّ الثورة السورية قد حققت ما كانت تهدف إليه بالفعل وهو تحرير سوريا من الظلم والطغيان والاستبداد، أما الاستقرار والازدهار فهو مسؤولية الحكومات الجديدة والمتعاقبة خلال المرحلة القادمة.
الآن بات رئيس سوريا القادم والحكومة السورية في خدمة الشعب السوري وعليهم تقديم أفضل ما يُمكن لهذا الشعب لأن كل من يُقصر أو يُخطئ سوف يُحاسب سواء عبر القضاء العادل أو من خلال صناديق الاقتراع.
مازال للحوار بقية. تابعونا
في الجزء الثالث والأخير من الحوار:
* ماذا بشأن كسر إسرائيل لاتفاق فض الاشتباك المبرم في عام 1974برعاية الأمم المتحدة، واحتلال المزيد من الأراضي السورية، وما هي مسئولية الثورة عن ذلك؟
* مخاوف التقسيم تطال الجميع. والكل يعرف أن تركيا وراء تلك التحركات مع رفع علم تركيا على المدن المحررة هل تتعرض سوريا فعليا لخطر التقسيم؟ أرجو توضيح الموقف.
* هل حافظ “بشار” على وحدة أراضي سوريا؟ هل تعرضت البلاد للتغلغل الإسرائيلي والروسي والتركي في عهده أم حدث ذلك بعد اندلاع الثورة؟
تابع الجزء الأول من الحوار على الرابط التالي:
اقرأ أيضا
نتمني النزيد من أمثال هذا المقال