أخطاء تجعل طفلك ضعيف الشخصية

أطفالنا قرة أعيننا ونحن نعيش في عالم مرهق بشكل متزايد، ولهذا السبب تعزيز المرونة العاطفية والعقلية لدى أطفالنا أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى. لا يقتصر الأمر على أن الأطفال الأقوياء عقليًا هم أكثر استعدادًا للتعامل مع المشكلات المستقبلية بأنفسهم فحسب، بل وجدت الدراسات أنه من المرجح أيضًا أن ينخرطوا في المدرسة وفي وظائفهم المستقبلية بشكل أفضل مع أداء أفضل ومثمر. لن يكون الأمر سهلاً على الآباء، ولكن تجنب هذه الأخطاء الشائعة يمكن أن يساعد.

أخطاء تجعل طفلك ضعيف الشخصية

الشخصية هي البناء الكلى المتكامل الذي يساعد الفرد في التكيف مع ذاته ومجتمعه. ولا شك أن جميع الأباء يرغبون أن يتسم أبنائهم بقوة الشخصية ولكن هناك بعض السلوكيات التربوية الخاطئة التي تحول بينهم وبين تحقيق هذا الهدف، ومن أبرز الأخطاء ما يلي:

العنف ضد الأطفال

أصبح الشتم والتوبيخ والتأنيب من أسهل ردود الأفعال الغير تربوية من جانب الآباء والمسئولين عن التربية، ناهيك عن الضرب والعنف الجسدي. استخدام العنف سينتج عنه أما شخصية تجنبية يخاف من النقد أو الرفض، أو شخصية عدوانية يميل إلى العنف في جميع مناحي حياته.

المبالغة في التوقع 

غياب إدراك الأباء لمبدأ الفروق الفردية القائم على أن هناك اختلاف في القدرات بين طفل وأخر، ينتج عنه وضع معيار ثابت لتحقيق الإنجاز، وفى أغلب الأحيان يقيس الأباء الإنجاز على التفوق الدراسي؛ مما يسبب أثر سيئ في أذهان أبنائنا بعدم الجدية والفاعلية والشعور بالفشل.

كل طفل فريد من نوعه وهناك اختلافات فردية. سيكون أحد أطفالك مختلفًا تمامًا عن طفل آخر في الطبيعة والذكاء والموهبة وما إلى ذلك. يمكن أن يكون أحد أطفالك رياضي جيد، بينما يمكن أن يكون آخر طبيبًا جيدًا. لا يمكنك أن تتوقع من طفل أن يصبح طبيباً وليس لديه إهتمام في المجال الطبي، إذا أجبرت  الطفل على ذلك فسوف يتطور لديه شك في نفسه.

عندما يتطور لدى الأطفال شك في أنفسهم بشأن إمكاناتهم لأن الآباء يجبرونهم على فعل شيء يفوق قدرتهم، فإن الأطفال يتولد لديهم الشعور بالخوف من الأداء أمام الآخرين لأنهم لم يتمكنوا من الأداء وفقًا للتوقعات مرات عديدة من قبل.

التدليل الزائد

لاشك أن تلبية رغبات الأبناء من المهام الرئيسية للآباء ولكن الإسراف في تلبية الرغبات ينتج عنه شخصية اتكالية وأيضا مصابة بالتعالي والغرور في المستقبل. بسبب تلبية جميع المطالب على الفور، لن يتعلم طفلك أبدًا احترام ما لديه أو ما يحصل عليه. كما أنه لن يطور الشعور بالجهد المبذول للحصول على شيء ما. ومن الممكن أيضًا أن يؤدي تلبية طلبات طفلك على الفور إلى جعله عنيدًا وسيتردد في انتظار تحقيق رغباته.

إذا قمت بحل كل مشكلة لطفلك على الفور حتى لا يضطر إلى مواجهة أي اضطراب عاطفي وقلق، وإذا استوفيت جميع رغباته على الفور، وإذا كنت تحاول دائمًا إنقاذه من التعرض للأذى، فهذه علامة على ذلك. أنت تفرط في تدليل طفلك مما قد يجعله ضعيفًا لمواجهة أي مشكلة في حياته ولن يتمكن من حلها بمفرده.

عدم غرس القيم والعادات داخل طفلك

الصراع النفسي الذى يحدث عند الأبناء في مرحلة المراهقة من رفض تعاليم وتقاليد المجتمع لا يمكن التصدي له وعبور هذه المرحلة إلا من خلال غرس القيم المجتمعية كالأمانة والصدق وحسن الخلق واحترام الكبير منذ مرحلة الطفولة. فعلى الأباء ادراك وتحقيق هذه القيم في أنفسهم وغرسها في أبنائهم.

الاهتمام بالنتيجة وليس الهدف

من أخطر المبادئ التي إذا رسخت في أذهان أبنائنا ينتج عنها شخصية غير سوية هو مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ولكن السواء والسلام النفسي والعقلي لا ينتج إلا بترسيخ أن الغاية والوسيلة يجب أن تكونا بتحقيق الهدف بطرق مشروعة وأن الصدق ينجى والكذب عادة مذمومة ولا يصل بصاحبه إلى النجاح.

اتخاذ جميع القرارات لطفلك

إذا اتخذت أيضًا قرارات لطفلك ووضعت معايير، فإن الإحتمال أن طفلك سيصاب بالخوف من اتخاذ القرارات؛ لأنه غير قادر على تحديد ما هو صواب أو خطأ وما هو جيد أو سيئ بالنسبة له.

هذا الخوف يعيق الأطفال أيضًا بشكل يومي. قد لا يتمكن الأطفال من اتخاذ قرارات سريعة بشأن أشياء تافهة مثل اللباس الذي يجب عليهم شراؤه.

إذا شعر الأطفال بالخوف من اتخاذ القرارات، فسوف يقودهم ذلك إلى طلب الموافقة من الآخرين فيما يتعلق بقراراتهم لأنهم طوروا شكًا في الذات في اختياراتهم. سيختارون دائمًا المسار التقليدي لتجنب أي مخاطر وقد يصبحون لاحقًا سلبيين.

عندما يصبحون معتمدين على خيارات الآخرين التي قد تكون خاطئة أحيانًا أو ضد رغبتهم الخاصة، سيكونون دائمًا غير سعداء وغير راضين.

كلمة أخيرة

عزيزي المربى التربية هي رسالة سامية وهدف كوني وعقائدي فلا تصح الصلاة إلا بالطهارة ولا تصح التربية إلا بالتعلم والتثقف. عليك بالسعي فالبناء لا يستقيم إلا بالأساس الجيد والتنشئة السليمة. 

لا توجد قواعد محددة لتنشئة الأطفال، ولكن نعم يمكن تجنب بعض الأخطاء الأبوية التي تؤثر على الأطفال بشكل سلبي.

لا ينبغي مقارنة الأطفال، فلديهم شخصية فريدة. لا تتوقع أبدًا تجاوز إمكانات الأطفال، فقد يجيدون شيئًا آخر. يجب على الآباء عدم اتخاذ جميع القرارات من أجل أطفالهم، دعهم يقررون بأنفسهم. يجب حل مخاوفهم. مشاكلهم وتأثيرها العاطفي يحتاج إلى الاهتمام المناسب.

لا ينبغي أن يكون الآباء قاسين للغاية في فشلهم، دعهم يفهموا أهمية الفشل. حاول استكشاف مواهبهم الفطرية والخفية التي ستساعده على النجاح في الحياة. لا ينبغي تلبية طلب الأطفال على الفور، دعهم يتعلمون الانتظار. يجب تدليلهم وتأديبهم بطريقة مناسبة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد