يخوض الفنان أحمد العوضي سباق شهر رمضان الكريم الدراميّ هذا العام بمسلسله الجديد «فهد البطل»، والذي يشاركه البطولة كل من الفنان القدير أحمد عبد العزيز، لوسي، صفاء الطوخي، محمود البزاوي وآخرين، المسلسل تأليف محمود حمدان، وتحت إدارة المخرج محمَّد عبد السلام، وإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
تدور أحداث “فهد البطل” حول شخصية “فهد” الذي قضى عقوبته في السجن دفاعًا عن شرف أخته، التي تعرضت للتحرش من صاحب العمل، وبعد خروج “فهد” من السجن، يقرر الانتقام ممن آذوه!
لا جديد تحت الشَّمس
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن بعد قراءة قصَّة المسلسل المحورية والتي تدور أحداثها في تيمة «الانتقام»؛ ما الجديد الذي يقدّمه العوضي هذا العام؟ أعني هل ظهر العوضي بشخصية مختلفة هذه السنة عن السَّنوات السابقة؟ الإجابة لا! يبدو أن العوض لديه إصرارًا عجيبًا على عدم الخروج من منطقته المفضلة!
المتابع لتَّاريخ العوضي الدرامي في آخر خمس سنوات، يمكنه بكل سهولةٍ ألَّا يلاحظ فوارق جوهرية في شخصيته الفنية! نعم فهو دومًا يظهر في تلك الشَّخصيَّة صاحبة العضلات المفتولة، والقامة المديدة، وهذا الصوت الخشن الأجش، بنبرته العالية الصارمة، وبريق العين المخيف وهو ينظر إلى أعداؤه في حدةٍ وشراسةٍ! ملقيًّا عليهم تلك الجمل والعبارات الرنانة ذات السجع البليغ وهو يشيح بيده في قُوَّة، هذه الجمل التي تجدها دومًا مكتوبة بخطٍ أنيقٍ على زجاج مركبات «التوكتوك» والتي تكتظ بها شوارع مصر! مثل «تاخدوا كام باكوا وتحبونا من جواكو!» «وقفتنا هيبة ومشينا زلزال!» «إحنا أسود لغاية ما نموت!» إلى آخره من تلك الجمل المضحكة!
العوضي الذي يكرر نفسه
وغني عن البيان حدودتة العمل أو الورق بلغة أهل السينما والدراما، فهي متشابهة دائمًا! فلا بُدَّ أن يظهر العوضي بلطجيًّا مثل دوره في مسلسل «اللي ما لوش كبير» في دور سيف الخديوي، أو الرَّجل الذي يريد أن ينال ثأره، مثل دوره في «ضرب نار» في شخصبة جابر كما هو الحال في مسلسله الجديد! إذًا العوضي دومًا تدور شخصيته الفنّية في فلك البلطجي، الباحث عن الثأر، صحيح أن أحمد العوضي يؤدي أدواره ببراعةٍ هذا للأمانة والإنصاف، كما أن سماته الجسدية من طول فارع ونظرات حادة تبدو لائقة على هذه الأدوار ومناسبة لها تمامًا، لكننا ها هنا نتحدث عن العوضي الذي يكرر نفسه، العوضي الذي لا يريد الخروج لمنطقة رحبة، يجسد فيها شخصية مختلفة متباينة عن الإطار أو الشرنقة التي وضع نفسه فيها، ويبدو أنَّهُ سوف يظل أسيرًا لها لوقت طويل، إلَّا إذا واتته الجرأة على الخروج من منطقته الآمنة، وبحث عن سيناريو جديد، يظهر فيه بشكل مختلف وسياق درامي متفرد، ليصدم جمهوره، والأهم أن يؤكد لهم وللنقاد وله هو شخصيًّا أنَّهُ لديه القدرة على تغيير جلده الفني، وأنَّهُ فنان كل الأدوار.