149 عاما مرت على أفتتاح قناة السويس

بدماء وأرواح 120 ألف شهيد مصري حفرت قناة السويس على مدى عشرة سنوات امتدت من أبريل من العام 1859، وحتى افتتاحها للملاحة الدولية في حفل مهيب على ضفاف سواحل القناة بمدينة الإسماعيلية في 17 نوفمبر من العام 1869 وخلال تلك السنوات العشرة تكبدت مصر بجانب دماء شهدائها الذين حفرا القناة بالسخرة ولقوا حتفهم جوعا وعطشا وفتكا بالأوبئة والطواعين، ما يقرب من 17 مليون جنيه مصري هي تكاليف حفر القناة وهو مبلغ عظيم من المال يعادل في الوقت الحالي ما يقرب من 170 مليون جنيه من الذهب.

 

السعودية تمتلك أكبر أحتياطي نفطي عالمي بقرابة 270 مليار برميل

 

وتعد قناة السويس بتاريخها النضالي الطويل الممتد إلى 149 عاما جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر، وقد سطرت القناة في صفحات التاريخ المجيد حروبا ومعارك أهمها معارك السلام والتنمية والبناء على أرض القناة، وحتى الآن تخوض معارك تنمية إقليم القناة وسيناء

 

كيف تشتري تذكرة طيران رخيصة بالدولار

 

وفي 25 أبريل من العام 1859 بدأت أعمال الحفر للقناة من مدينة الفرما / بورسعيد / حاليا بواسطة 20 ألف عامل مصر يتم تغيرهم شهريا واستمرت أعمال الحفر وسط عذاب ومهانة للمصريين، وكانت قمتها أثناء حفر منطقة الدفرسوار بالإسماعيلية والتي كانت أراضيها من الصعوبة بمكان في أعمال الحفر، وفي أحد الليالي أستشهد أعداد ضخمة من العمال عقب أكتساح مياه البحيرات المرة لأجسادهم في شكل شلالات متدفقة عقب محاولات إيصال مياه البحر المتوسط بالبحيرات المرة، وسميت تلك المنطقة بالدفرسوار وتعني بالفرنسية / الليلة السوداء / وتولى إسماعيل باشا الحكم فطلب إلغاء السخرة ومطالب أخرى وافق عليها دليسبس عقب تعويض الشركة بما قيمته 28 مليون فرنك فرنسي، وأستمر العمل حتى تلاقت مياه البحرين في 18 أغسطس 1869 معلنة نشأة قناة السويس عقب 10 سنوات و4 أشهر من العمل استخرجت خلالها 74 مليون مترا مكعبا من الرمال، وكانت القناة عند أفتتاحها بطول أجمالي 162 كيلومترا ونصف الكيلو مترا وبعمق 7 أمتار ونصف المتر وعرض52 مترا وعبرتها خلال العام الأول 140 سفينة أرتفع إلى 486 سفينة في العام الذي يليه.

 

وقد وفرت قناة السويس للخزانة المصرية منذ تأميمها في العام 1956 وحتى الآن ما يزيد عن 50 مليارا من الدولارات وتم ضخ هذه الأموال في شرايين الاقتصاد المصري، في الوقت الذي لم تزد فيه إيراداتها منذ افتتاحها للملاحة الدولية وحتى تأميمها في العام 1956 عن مليارين و250 مليون دولار وبلغ نصيب مصر منها 15 مليون دولار فقط.

 

وعاما تلو الآخر نجحت مصر في إدارة قناة السويس وبكفاءة بالغة وطورت القناة في مشروعات متتالية للتطوير والتعميق والتوسعة بتكلفة بلغت 40 مليون جنيه حتى العام 1961 وصلت معها غاطس القناة إلى 37 قدما، واستمرت مراحل التطوير عقب انتصارات أكتوبر المجيدة ورفعت كميات من الرمال من قاع القناة وسطح الأرض بلغت 650  مليون مترا مكعبا ولم تقف مراحل التطوير والتعميق طيلة تلك السنوات، وحتى الآن لتصل بغاطس القناة الآن إلى عمق 62 قدما من المقرر أن تزداد لتصل إلى 66 قدما بنهاية العام القادم مع نهاية آخر مراحل التطوير، والتي تعقبها دراسة مستفيضة للمرحلة المقبلة المقرر خلالها مضاعفة غاطس القناة ليصل إلى عمق 72 قدما.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد