ماسح الأحذية المثقف:حررنا القنطرة من العدو الإسرائيلي وأطالب الرئيس بإعلان التعبئة العامة لمحاربة الارهاب

 حوار :- أميرة عبد الصبور

عم محمود ماسح الأحذية المثقف لم يحكي لماذا وصل إلى هذه المهنة مع احترامي لجميع المهن الشريفة ولكن الملفت لنظر انه شخص بسيط ومثقف جداً يفهم كل ما يدور حوله من أحداث سياسية حلم في شبابه بتحرير الوطن من العدو الصهيوني وتراس قيادة فرقة المجندين لتحرير القنطرة شرق وغرب وحقق حلمه في حرب أكتوبر المجيدة وهو وأصدقاءه الأبطال.

وحلمه اليوم بان تصبح مصر خالية من الإرهاب مناشدا الرئيس عبد الفتاح السيسي بان يعلن التعبئة العامة وإدماج الشعب مع الجيش والشرطة لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه.   

• كيف التحقت بالجيش المصري وفي أي عام؟

كنت في بعثة تعلمية في روسيا لدراسة العلوم السياسية والتحقت بالجيش المصري في يناير 1968 وجئت إلى مصر مع أول فوج للخبراء الروس في مصر والتحقت بقطاع القنطرة غرب وشرق بسلاح المشاة  .

• ما هو شعورك كشاب صغير بالحرب؟

كنا في ذلك الوقت كشباب نتخذ عملنا في الجيش والقنطرة كرحلة صيفية وتعاملنا مع بعض بتبادل الضحكات والقفاشات ونتسابق في اصطياد جنود العدو وكل ده من اجل حب مصر ولا كنا نخاف أحدا إلا الله خاصة بعد حرب الاستنزاف التي كانت بمثابة البروفه الحقيقية لحرب أكتوبر وكنا نصحي ونستيقظ على الشهادة خلال حرب الاستنزاف  بفضل الفريق الشاذلي الذي جعل جميع الفرق تكمل بعض في هذه الحرب.

 كيف تحقق حلم تحرير القنطرة في حرب أكتوبر؟

تحرير القنطرة في حرب أكتوبر كان هدف أساسي لنا جميعا ومهمة وتم تدريبنا طول حرب الاستنزاف على تحرير الأرض من العدو الصهيوني وكل فرد من أفراد القوات المسلحة كان يعرف مهمته جيدا وكيف يكمل زميله في الحرب.

• ماذا فعلت إسرائيل لسيطرة على القنطرة من سقوطها في يد الجيش المصري؟

قبل وقف إطلاق النار ب 4 ساعات قام العدو الإسرائيلي بإسقاط كتيبة مظلات إسرائيلية على منطقة القنطرة وقودنا المعركة بالسلاح الأبيض وقام فؤاد عزيز غالي قائد الفرقة ال18 مشاة بالجري حافيا لمقاتلة العدو الإسرائيلي وتشجعينا على المقاومة لان الإسقاط تم وهو مسترخي وكان خالعا للبيادة في فترة الراحة وامسك البندقية وينادينا “اضرب يا ولد”.

• هل قمت بقيادة فرقة المشاة في تحرير القنطرة؟

نعم كنت قائد فرقة المشاة التي حررت القنطرة بفضل الله وكل الجنود كانوا متكاتفين مع بعض البعض وفاهمين طبيعة المهمة المكلفين بها وكنا حوالي 44 جندي ولم يمت منهم أي واحد بفضل الله لان مصر في القرآن آية.

• احكي لي عن قائد الفرقة 18 مشاة ماذا فعل للجنود في حرب أكتوبر وهل انصفه التاريخ؟

كان يرأس الفرقة 18 مشاة القائد فؤاد عزيز غالي الذي لم ينصفه التاريخ العسكري والذي كان أستاذي في التكتيك العسكري وجعل الجنود يحبون تراب مصر وارضها وعبرنا القناة بكل حماس وحب وإخلاص ودخلنا القنطرة وكاننا داخلين بيوتنا  بنحررها من رأس الشيطان فالإيمان بالله والوطن وقادتنا ورفع راسنا عاليا أمام العالم كان سببا كبيرا في تحرير القنطرة ونصر أكتوبر.

• بعد انتهاء الحرب ماذا فعلت في حياتك؟

تم تعيني في شركة المدابغ النموذجية ولم احس بأي متعه في العمل لأنهم كانوا يتعاملون مع الجنود المحاربون بحرص فمنعونا من دخول الورش والمعامل  فتركت الشركة وقدمت استقالتي.

• هل اختلف السادات بعد نصر أكتوبر وانتهاء الحرب ولماذا؟

كان من المفروض على الرئيس السادات بعد انتصار أكتوبر ومعاهدات السلام أن يسلم الراية لجيل 73 تجنبا لحادث المنصة وكلنا لحظنا اختلاف السادات بعد الحرب في التفكير والمعنويات  واصبح ضيق الخلق بجيل الحرب وجيز السبب هو نشوة النصر ونفخ الغرب في شخصية السادات انه من اشيك 10 رجال في العالم وبان يفرجها على الشعب فعمل الانفتاح الذي نعاني من تداعيته حتى اليوم.

• ما رأيك في الانفتاح في عصر السادات وهل ضر ام أفاد مصر؟

الانفتاح احدث انحلال استهلاكي في أخلاف المصريين فالانفتاح في علم الاقتصاد نوعان نوع استهلاكي وآخر إنتاجي فالانفتاح الاستهلاكي يجعل الفرد يحتاج ثلاث أضعاف مرتبه لسد احتياجاته الاستهلاكية ام في حالة الانفتاح الإنتاجي فالفرد ينتج لسوق المحلي وللخارج وبالتالي يحدث الادخار نتيجة الاكتفاء الإنتاجي والتصدير والإمكانيات الاستهلاكية  بسيطة فالباعة الجائلين حاليا في مصر أصبحت كلها تجار يبيعون لصالح الصين التي تأخذ العملة الصعبة الأزمة لشراء مستلزمات الإنتاج وكان يجب على الحكومة المصرية أن تطلب من الصين أن تقوم بعمل تأمينات للباعة الجائلين لأنهم يعملون لحسابها.

• ماذا تري شخصية السادات التي أدارت حرب أكتوبر؟

السادات لم يدر حرب أكتوبر بمفردة فكان معه قادة من اعظم القادة العسكريين في العالم والذين تميزوا بأعلى مستويات استراتيجيات الفكر العسكري ومنهم الجمسي والشاذلي والبدري وفؤاد عزيز غالي وعبد المنعم خليل، عبد المنعم واصل، أحمد بدوي وكثيرين منهم أداروا حرب اكتوبر بحرفيه أذهلت العالم بتوفيق من الله عز وجل بعد كلمة الله اكبر،وأيضا كان هناك حوالي 100 الف من المؤهلات العليا واقف على خط النار على الجبهة  يوم 6 اكتوبر.

• من الذي انتج روح 6 أكتوبر والعبور للقناة في حرب 73؟

ثقافة الستينيات هي من انتجت روح الانتصار في حرب أكتوبر العظيمة  لان عبد الناصر في أول تشكيل وزاري في 1958 اتي بعبد القادر حاتم وزيرا للإعلام وثروت عكاشة لوزارة الثقافة فاتجه بالدولة إلى الثقافة والتعليم وادخل في المدن الريفية السينما والمسرح والتليفزيون وعمل على تشجيع الرائدات الريفيات  وتوعية السيدات بإدارة بيتها وكيف أن تكون سيدة منتجة  لتأكل المدينة  والزائرات الصحيات لاهتمام بالصحة المرأة في الريف فهذه ثقافة الستينيات التي خافت منها إسرائيل  وهؤلاء هم من خاضوا معركة 73 بكل الحب لجمال عبد الناصر والوطن.

• صف لي شعور الشباب في تلك الفترة وهل كان يخاف الفشل في المعركة؟

المؤمن لا يخاف الموت  والشباب في هذه الفترة كان مؤمنا ايمانا كاملا بالقضية وتحرير الأرض من العدو الصهيوني وكل شاب كان يريد من داخله أن يقول للعدو “احنا المصريين سلالة الفراعنة الذين حكموا العالم.

• في رأيك من وراء تخطيط اغتيال السادات في المنصة؟

السبب الرئيسي وراء التخطيط لاغتيال السادات في حادث المنصة هي امريكا والتي استطاعت تجنيد مجموعة من المتطرفين المتأسلمين لاغتيال الرئيس أنور السادات لأنها كانت تعرف جيدا انه لديه خطط تنموية واقتصادية لرفع مصر لدول المتقدمة وأيضا كان لديه خطة لتحرير فلسطين سيآسيا لذلك قررت التخلص منه.

• ماذا تطلب من الرئيس السيسي اليوم لمواجهة الإرهاب؟

أرجو من الرئيس عبد الفتاح السيسي إذا كان يحارب الإرهابيين أن يجعل الجيش والشرطة في مواجهة هؤلاء المتطرفين وإذا كانت الدولة المصرية تحارب الإرهاب فيجب إعلان التعبئة العامة للشعب كله وإدخاله مع الدولة في المعركة فلا يصح أن ينعزل الشعب عن الجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب وبذلك ستقل المدة المحددة لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، فإحساس الشعب بالاندماج مع الجيش لمحاربة الإرهاب سيؤدي إلى قصر المدة من 10 سنوات إلى سنتين للتخلص من الإرهاب.