سعر الطاولة 100 ألف جنيه .. هل يدخل عمرو دياب ضمن السلع الاستفزازية؟

جاء الإعلان عن حفل الفنان عمرو دياب في الساحل الشمالي، المزمع إقامته يوم الثلاثاء 12 يوليو الحالي صادما للطبقة الوسطى، من حيث الأسعار المرفقة مع الإعلان، والتي تنوعت وتوزعت على فئات كثيرة، وبأسعار مختلفة، كلها تقع في إطار الفئة الغير متوسطة أو فوق المتوسطة بكثير، أقل تذكرة دخول لمن سيحضرون الحفل وربما لا يرون عمرو دياب وهو يغني إلا بميكروسكوب قيمتها 1500 جنيها.

اسعار حفل عمرو دياب في الساحل

أما الفئات الأخرى تبدأ تصاعديا من ألفين إلى عشرة آلاف للفرد، وحتى تصل إلى 100 ألف للطاولة الواحدة، التي تتسع لـعشرة أفراد، وطاولات أخرى تضم ثمانية أفراد سعرها 40 ألفا، وما يليها في الفخامة 32 ألفا، ثم 20 ألفا، أخيرا طاولة غلابة الأغنياء بقيمة 12 ألف جنيه، واشتمل إعلان الحفل على شرطين أساسيين لا بد من الالتزام بهما وإلا فلن يسمح للقادمين بالدخول حتى لو كانوا يمتلكون التذكرة.

لا بد أن تكون ملابس الحضور باللون الأبيض فقط، كما لا يسمح بدخول من هم أقل من 21 عاما، وأكيد فيه حكمة من اشتراط اللون الأبيض، إلا إذا كان عمرو دياب يجبر الحضور على ارتداء لون فانلة نادي الزمالك الذي يشجعه، لكن فكرة أن العمر لا يكون أقل من 21 عاما، اعتقد أنهم بذلك حرموا كل طلاب الجامعات على كافة المستويات حتى لو كانوا يملكون ثمن الطاولة المميزة.

حفل عمرو دياب سلعة استفزازية للطبقة المتوسطة

 

اقتصاديا يعرفون السلع الاستفزازية، بأنها السلع التي يمكن الاستغناء عنها، أو التي لها بديل محلي جيد، أو السلع التي يصعب على الطبقة المتوسطة شراؤها أو اقتنائها، فهل كل هذه التعريفات تنطبق على حفل عمرو دياب؟ على اعتبار أنه يمكن الاستغناء عنه، أو لأن أسعارها أبعد ما يكون عن قدرة الطبقة الوسطى، مع أنها سلعة محلية بالجنية المصري وليست مستوردة.

أكثر من مرة تخرج دعوات مجتمعية، لوقف استيراد السلع الاستفزازية من الخارج، بهدف توفير العملة الأجنبية لإنفاقها فيما هو أهم من سلع وخدمات ضرورية للمواطن والاقتصاد عموما، خاصة وأن الأرقام الرسمية تقول أننا نستورد سلع استفزازية من الخارج بأكثر من نصف مليار دولار سنويا، وهو مبلغ كبير قياسا باحتياجاتنا الأساسية من السلع الغذائية التي نستوردها.

اللون الابيض و21 عاما فأكثر شروط الحفل

حفل عمرو دياب، وغيره من مطربي الصف الأول خصوصا، يقع في دائرة السلع الاستفزازية للغلابة، لكنه في نفس الوقت حق أصيل ومكتسب ولا غبار عليه لمن هم يملكون ثمن السلعة بصرف النظر عن قيمتها، المشكلة في أن الفريقين يعيشان في بلد واحد وعلى أرض واحدة، ولكل منهما حقوق ومشاعر، لا بد من الاعتراف بها من ناحية ومراعاتها من ناحية أخرى.

شروط دخول حفل عمرو دياب.. أبرزهم ارتداء اللون الأبيض وحجز طاولة ب 100 ألف جنيه

وبما أن الأغنياء هم الفئة القادرة على الإنفاق والتمتع بما وهبهم الله من أموال، وهم فئة كبيرة ربما يمثلون من 15 إلى 20 مليون مصري، أي أكثر من عدد سكان بعض الدول المجاورة، ربما يكونوا هم الفريق الأولى بمراعاة مشاعر الفقراء، وهم النسبة الأكبر من سكان مصر، خاصة في مظاهر الإنفاق الترفيهي، على الأقل حماية لأنفسهم من مشاعر سلبية تجاههم.

الحياة أولا وأخيرا متفاوتة في الدرجات لحكمة إلهية، علينا تقبل الحياة معها بكل الرضا من الفريقين، وإن كان على الفريق الأغنى الجزء الأكبر، وفي كل الأحوال، نتمنى لجمهور عمرو دياب سهرة سعيدة، باللون الأبيض وهو أفضل ما في الإعلان بالنسبة للزملكاوية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد