ضوابط شرعية وآداب لا تغفلها في ذكرى المولد النبوي

يحل اليوم السبت الثامن من أكتوبر الثاني عشر من ربيع الأول ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يحتفل المسلمون بهذه الذكرى العطرة على طريقتهم الخاصة، وبينت دار الإفتاء طريقة الاحتفال به في حدود ما شرعه الله، وحكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

ضوابط الاحتفال بالمولد النبوي

قالت دار الإفتاء، إن المسلمون اعتادوا في مشارق الأرض ومغاربها على الاحتفال بمولد الهدي والنوي والهادي البشير مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاهد لنشر مبادئ الإسلام وإرساء قواعده، مشيرة إلى الاحتفال بالمولد النبوي لا مانع منها شرعا لأنها تذكر المسلمين بما كان عليه صاحب الذكرى من خلق قويم ونهج مستقيم وكيف كان مولده نور أضاء الدنيا وأخرج الناس من ظلمات الجهل لنور اليقين والإيمان.

وأضافت دار الإفتاء في بيان لها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: ” إذا كان المسلمون يحتفلون بذكرى المولد الشريف على طريقتهم الخاصة احتفالًا يختلط فيه الخير بالشر والنافع بالضار فإننا نقول لهم: لا بد وأن يراعى في مثل هذه الاحتفالات الالتزام بآداب الإسلام وتعاليمه، ولا يتحقق ذلك إلا بصيرورة هذه الاحتفالات ندوات علمية وتوعية يعرف فيها المسلمون تاريخ إسلامهم وأسلوب نبيهم الحافل بالعظات والعبر والجهاد والكفاح والصبر على تحمل الشدائد”.

وأوضحت الإفتاء، أنه من ضمن ما يجب فعله في ذكرى المولد، التماس التعاليم السامية التي ينتفع بها الفرد في حياته وبعد موته، ومنها عدم اختلاط الرجال بالنساء ولا يحدث الهرج والمر ولا ترتكب الفواحش، وكل ما يتنافى مع آداب الإسلام وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

من جانبه قال الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي السابق لمفتي الجمهورية، إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أشرف خلق الله إلى الله وهو سيد الناس جميعا في الدنيا والأخرة، وذلك في رده على سؤال “ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ؟ وهل ما يفعله الناس من مديح وإطعام هو من قبيل البدعة المذمومة، مضيفا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” أنا سيدُ ولدِ آدمَ ولا فخر، وأنا أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه يومَ القيامةِ ولا فخر، وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ ولا فخر، ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ ولا فخرَ “[أخرجه ابن ماجة].

وأضاف المستشار الأكاديمي السابق لمفتي الجمهورية، أن الشرع حث على التذكير بالأيام الفارقة والأحداث الكبرى التي تدل على سنن الله في خلقه مصداقا لقوله تعالي: ” (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)[سورة إبراهيم:٥]، ولا يختلف العلماء والفقهاء حول شرف وأهمية مولد النبي صلى الله عليه وسلم وهو الرحمة المهداة للعالمين .

وأشار  عاشور إلى أن أول من احتفل بيوم المولد هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث سئل عن أسباب صيامه يوم الإثنين فقال: ” ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ “[رواه مسلم في صحيحه]، واستدل على هذا الحديث بمشروعية الاحتفال بالمولد النبوي بل باستحبابه لما فيه معني التذكير بهذه النعمة.

وأضاف: “وقد يُشْكِل على البعض الحُكْم على طريقة الاحتفال، وأن ما يحدث هذه الأيام ومنذ ما يقرب من تسعة قرون هو هيئة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا الصحابة رضوان الله عنهم .. وهذا مدفوع بأن الأصل إذا كان مشروعا فلا حرج في الهيئة التي يُفْعَل بها ما دامت من جنس المباح والمشروع، ولا بأس باختلاف تلك الهيئة باختلاف البيئات والعادات، ما دامت لا تشتمل على محظور”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد