يحتفل محرك البحث جوجل اليوم بالحنجرة الذهبية، الصوت الصافي كما أطلق عليه، أنه وديع الصافي، واحداً من أكبر الملحنين في تاريخ الغناء والتلحين الموسيقي.
ألاسم الحقيقي لوديع الصافي هو وديع فرنسيسي، وهو من مواليد عام 1921 وتزوج من السيدة ملفينا طانيوس وأنجب منها أبنائه جورج وميلاد ومرلين وأنطون الذي أحيا أحدي حفلاته احتفاءا بذكري والده.
وديع الصافي هو أحد المواهب التي قدمتها الإذاعة اللبنانية، فعندما أدي لأول مرة أغنيته يا مرسل النغم الحنون، أعجبت اللجنة بصوته وصفاءه ومن هنا جاءت شهرته وديع الصافي ولازمه كأسماً فنياً له حتى وفاته.
قال عنه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أنه من غير المعقول أن يملك أحداً مثل هذا الصوت، وكان ممن تربطه به علاقة قوية، ودائماً ما عبر عبد الوهاب عن إعجابه بصوت وديع الصافي.
كان لوديع الصافي رسالة فنية يؤديها ظهرت ملامحها من خلال طبيعة الأعمال التي شاركه فيها الأخوين رحباني للنهضة بالأغنية والموسيفي اللبنانية.
وفي عام 1976 قدم الصافي إلى مصر حتى استقر بالعاصمة الفرنسية باريس، فكانت كلمات أغانيه وصوته هو صوت لبنان في الغربة، فقد عاني مثل غيره من اللبنانيين من ويلات الحرب الدائرة والتي كانت سبباً في رحيله عن لبنان.
في عام 1990 أجريت له عملية جراحة قلب مفتوح، ورغم ذلك لم يكن ذلك حائلاً دون استمراره وتقديمه لأعماله المتنوعة والتي اتسم البعض منها بالجانب الروحي بين الإنسان وخالقه.
حصل وديع الصافي على الجنسية المصرية والبرازيلية والفرنسية أثناء أقامتها بتلك البلاد، إلا أنه ظل دائماً ما يفخر بجنسية بلاده.
أما عن أعماله السينمائية فقد شارك في فيلم الخمسة جنيه ونار الشوق وغزل البنات، بينما ترك الرصيد الضخم في الغناء والأبيات الشعرية والتي جاوز بها الخمسة ألاف عمل فني ما بين الغناء والتلحين الموسيقي، فمن أشهر ذلك التراث الفني على رمش عيونها وزقزق الصباح وصرخة بطل وموال يا مهاجرين ارجعوا ولبنان يا قطعة من السما
حصل وديع الصافي على العديد من الأوسمة والجوائز الفنية فقد كرمه المعهد العربي بباريس احتفالاً باليوبيل الذهبي لمسيرته الفنية، وحصل على خمسة أوسمة استحقاق من رؤساء لبنان، وكذلك منحه الرئيس اميل لحود وسام الأرز برتبة فارس ، كما تم منحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الروح القدس، بجانب وسام التكريم من الدرجة الأولي في عام 2007 من السلطان قابوس.
توفي وديع الصافي في الحادي عشر من أكتوبر لعام 2013، عن عمر ناهز الثانية والتسعين عاماً، بعد معاناة وصراع مع المرض وكان خبر وفاته فاجعة خاصة بالنسبة للشعب اللبناني، ونعاه العالم العربي، بعد أن قدم أعمالاً فنيه خلدت اسمه – وديع الصافي
