بين الحاكم والمخلوع،، ماتت ثورة وبفي الجوع.. 25 يناير مَن الجاني ومَن الثائر؟

لسنا ملائكة أو كما قال السابقون كلنا فاسدون، ولكن بين صفحات التاريخ تنطوي ذكريات قد تكون عصيبة في أحداثها قوية في تأثيرها…

من بين تلك اللحظات ما يسمي بالثورة، هي ليست كلمة أو مجرد وصف لواقع يحمل معني المشاعر المختلفة والكبائر التي جعلت من حدوث تلك الكلمة واقع لابد منه، ولكنها حالة تعيش بداخل النفوس لسنوات وسنوات حتى مجئ الممات.

 25 يناير.. نقطة نظام لإسقاط نظام :

حينما نمارس الحياة وقد ساد فيها عدم الحياد، فإننا نري الصورة مظلمة لدرجة أننا ننكر وجود ما يسمي بالشمس في تلك البيئة، ويصبح الظلام هو اللون الأبرز في صورة الماضي والحاضر وخيال المستقبل.

مع هذا الوصف الغير عادل كانت الحياة تسير، وكنا فيها كالحمير، تقودنا الحياة بقوانينها الظالمة التي وضعها هؤلاء البشر حتى يسوقوا شعوبهم.

فجاءت 25 يناير 2011 تلك الشمس المختلفة التي كانت تشع نوراً لم نره في واقعنا منذ ماضي غير معروفةِ  حدوده، تحدثنا بما لا ندري ماذا نقول، بل كانت قلوبنا تتحدث بأهات السنين التي كسرتها القيود وعذّبت عيوننا مشهد تعذيب الاهالي دون ادني قانون، أو صرخة طفل راحت أمه حين فارقها الزوج خلف أسوار السجون.

عندما يتنفس الموتي :

خرجت كلمة حق دفعتها شحنات الظلم المكبوتة التي جاءت من مشهد جيل راح في أعماق البحور أو كان فحماً لنيران كانت في قطار الموت دستور، من قانون يٌدعي بالطوارئ أو من رغيف أودي بصاحبه مقتولاً بالطوارئ، أو عازف للعود يوماً أصبح للحكم قارئ، من عشش الموتي وهم أحياء، من رقص الشهرة في العراء، من دمعة كانت في عيادات الموت راقدة على الأرض تنتظر الدواء، من جيل تلقي العلم بالعصاء، من نظرة ملايين الفقراء لهذا الباشا وهو في قصور الفناء.

لحظة إنكسار..

بكل تلك المشاعر كانت كلمة الحق تدوي في ميدان الثورة المجيدة التي أنكرها من كان للظلم صاحب، فكانت برائتها سرّ إصابتها، فتحول الحق باطل وأصبح الظلم قادر، وكانت الصورة  قبل الثورة  كما الحال فاضل، فلا تسألوا من قال للحق يوماً أهلاً، ولا تنظروا للجوع دوماً أنه عبء جاء بالباطل، فمن تدابير البشر يبفي الظلم قدر.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد