اُدْلُهُ تُثَبِّتُ أَنَّ تَابُوتَ الإِسْكَنْدَريَّةِ لَيْسَ بِتَابُوتِ الإِسْكَنْدِر الأَكْبَرِ

فِي أَوَائِلِ يُولِيُو تَمَّ اِكْتِشَافُ تَابُوتٍ اَثْرِيٍّ فِي سَيِّدِي جَابِرَ فِي الإِسْكَنْدَريَّةِ يزَنُ 30 طُنٍّ، وَقَدْ أَثَارَ جَدَلًا كَبِيرًا فِي مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ الاِجْتِمَاعِيِّ حَوْلَ أَنَّ يَكُونُ مَلَكًا للإِسْكَنْدِر الأَكْبَرُ، وَ بِخَاصَّةٍ أَنَّ تَابُوتَ الإِسْكَنْدِر لمْ يَتِمُّ اِكْتِشَافُهُ حَتَّى الآنَ، وَقَدْ أَوْضَحَتْ رَئِيسَةٌ جَمْعِيَّةٌ آثَارَ الإِسْكَنْدَريَّةِ وَ أُسْتَاذَهُ الآثَارِ اليُونَانِيَّةِ وَ الرُّومَانِيَّةِ بِكِلَيْهِ الآدَابُ بِجَامِعِهِ الاسكندريه الدُّكْتُورَةُ مِنِّي حِجَاجُ لجريده الوَطَنُ حَوْلَ عَلَاقَةِ التَّابُوتِ المُكْتَشِفِ بِالإِسْكَنْدِريه عَدَّةٌ أَدِلَّةٌ تَثَبَّتَ مِنْ خِلَالِهَا أَنَّ الاِكْتِشَافَ الاَثْرِيَّ لَا يَخُصُّ الإِسْكَنْدِر.

وَقَدْ جَاءَتْ الأَدِلَّةُ عَلَى النَّحْوِ التَّالِي: –

  • مِصْرُ وَالإِسْكَنْدَريَّةُ مَعْرُوفُهُ فِي عَهْدِ الإِسْكَنْدِر بِالتَّوَابِيتِ المُزَخْرَفَةِ، فَهُنَاكَ فِي المَتْحَفِ اليُونَانِيُّ الرُّومَانِيُّ تَوَابِيتُ لِأَشْخَاصٍ عَادِيَّةٍ وَبِهَا زَخَارِفِ كَثِيرَةٌ وَبَارَزَهُ، أَمَّا المُكْتَشِفُ هُوَ فَقَط كَبِيرٌ الحَجْمِ وَ لَكِنَّ لَا يُوجَدُ بِهِ أَيُّ زَخَارِفِ وَ لَا يَعْقِلُ أَنَّ تَنَقُّلَ مُومْيَاءِ الإِسْكَنْدِر دَاخِلَ تَابُوتٍ بِهَذَا الشَكْلِ.
  •  وَلَا يُوجَدُ إِثْبَاتٌ حَقِيقِيٌّ عَلَى أَنَّهُ يَخُصُّ الإِسْكَنْدِر الأَكْبَرُ، حَيْثُ أَنَّهُ تَمَّ اِكْتِشَافٌ رَاسٍ بِجِوَارِ التَّابُوتِ وَ لَكِنَّهَا مُشَوَّهَةٌ تَمَامًا، بالاضافه إِلَى أَنَّ شَكْلها لَا تَشَبَّهَ شَكْلُ رَأْسٍ الإِسْكَنْدِر إِطْلَاقًا.
  •    اِكْتَشَفَ التَّابُوتُ عَلَى عُمْقِ 6 أَمْتَارٍ فَقَطْ وَ هَذَا العُمْقُ لَا عَلَاقَةً لَهُ ببدايه عَصْرَ تَأْسِيسِ الإِسْكَنْدَريَّةِ، حَيْثُ أَنَّ العُمْقَ المُعْتَادَ الَّتِي تَمَّ العُثُورُ فِيهُ عَلَى آثَارِ عَهْدَ الإِسْكَنْدِر عَنْد 10 أَمْتَارٍ إِمَّا آثَارُ ال6 أَمْتَارٍ، فَهِيَ تَعَوُّدٌ إِلَى العَصْرِ الرُّومَانِيُّ المُتَأَخِّرُ، لِذَلِكَ فَهَذَا التَّابُوتُ لَا يَنْتَمِي لِلعَصْرِ البطلمي.
  •  كَمَا أَنْ المَصَادِرُ أَجْمَعَتْ عَلَى أَنَّ مُقْبَرَةٌ الإِسْكَنْدِر فِي الحُدُودِ بَيْنَ الرَّمْلِ والشاطبي وَهِيَ مَنْطِقُهُ المَقَابِرِ فِي الإِسْكَنْدَريَّةِ القَدِيمَةِ فِي عَهْدِ الإِسْكَنْدِر، أَمَّا مَنْطِقَهُ سَيِّدِي جَابِرُ كَانَتْ تَسْتَخْدِمُ بَعْدُ فَتَّرَهُ حَيَاته بِقَرْنٍ وَرُبْعٍ فِي القَرْنِ الثَّالِثُ قَبْلَ المِيلَادِ.
  •  المَصَادِرُ لَا تُشِيرُ إِلَى شَكْلِ تَابُوتِ الإِسْكَنْدِر، حَيْثُ أَنَّ مُومْيَاءَ الإِسْكَنْدِر تَمَّ نَقْلُهَا بَيْنَ أَكْثَرَ مِنْ تَابُوتٍ، فَكَانَتْ فِي ذَهَبِيٌّ فِي البِدَايَةِ ثُمَّ إِلَى زُجَاجِيٌّ، إِمَّا الشَّكْلُ الَّذِي نَقَلَتْ إِلَيْهُ المُومْيَاءُ مَجْهُولٌ حَتَّى الآنَ، فَالَّذِي اِكْتَشَفَ هُوَ تَابُوتٌ مِنْ الجَرَانِيت وَلَا يُوجَدُ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهَا نَقْلَتُ إِلَى تَابُوتٍ مِنْ الجَرَانِيت.
  • يَتَحَدَّدُ عَصْرُ التَّوَابِيتِ المُكْتَشِفُ مِنْ الهَيْئَةِ، وَ الزَّخَارِفِ، وَ الشَّكْلُ، وَ المَوْقِعُ الَّذِي تَمَّ اِكْتِشَافُهَا فِيهُ، أَمَّا هَذَا التَّابُوتُ تَمَّ العُثُورُ عَلَيْهِ عَلَى عُمْقِ 6 أَمْتَارٍ، لِذَلِكَ قَدْ يَعُودُ إِلَى عَصْرٍ قَدِيمٌ أَمَّا أَيَّامُ الفَرَاعِنَةِ أَوْ الاسكندريةُ القَدِيمُ مَا قَبْلَ الرومان.

..   روان السيد عوض…

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد