التنقيب عن الآثار.. حقُ أُريدَ به باطل

تقرير / إبراهيم فايد

تعد مصر من أهم وأكثر دول العالم استحواذًا على الآثار لما لها من حضارات عريقة منذ قِدَم الأزل ما جعلها تأخذ من كل العصور حتى أصبحت لها طبيعة متميزة ومتباينة سياحيًا وأثريًا وحضاريًا، والأدهى من ذلك وكلنا يعلم بالتأكيد أن مدينة مصرية واحدة -الأقصر- بها أكثر من 1/3 آثار العالم ؛ ما جعل أم الدنيا مطمعًا للجميع سواءً من الخارج أو من أبنائها أنفسهم !

صورة أرشيفية - التنقيب عن الآثار
صورة أرشيفية – التنقيب عن الآثار

فلا تكاد تمر بضعة أيام إلا وتطل علينا منابر الميديا بأخبار سيئة حول انهيار منازل فوق أصحابها ممن لجأوا للتفتيش عن الآثار تحت أساسات منازلهم أغلبهم في صعيد مصر، ورغم أن الدولة قد حذَّرت ونوَّهت عن أخطار مثل تلك الحماقات والتصرفات الآنانية غير المسئولة إلا أن الطمع يورد صاحبه سوء الموارد ويعرضه لعواقب وخيمة !

كانت آخر تلك العواقب ما حدث اليوم بمحافظة أسيوط من انهيار منزل مكون من طابقين على مالكيه وقد توصَّلت تحقيقات المباحث إلى أن المتوفين كانوا ينقِّبون عن الآثار وتأكَّدت تلك الأدلة بعد القبض على أحد المشايخ ممن ادَّعى قدرته على ارشاد الناس للوصول إلى المكان السليم للآثار، وقد كشف شهود عين عن علاقات كانت تربط الشيخ بأصحاب المنزل في الفترة الأخيرة.

ظاهرة غريبة انتشرت في مصر بل أصبحت عادة من كثرة ما اعتادنا على سماعها، ورغم ذلك ورغم معرفة الجميع بتلك العواقب والتي إن لم تكن انهيار المنزل على أصحابه غالبًا ما تكن عاقبتهم السجن لمخالفتهم القوانين إلا أنه لم تبدُْ بعد أية بوادر للتخلص من تلك الأيديولوجية الذميمة التي حرَّمها الشرع وجرَّمها القانون.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد