احتفالا باليوم العالمي للطيور المهاجرة.. محمية “أشتوم الجميل” قصة نجاح مصرية تستقبل 224 ألف طائر سنويا

 

“محمية أشتوم الجميل” بقعة مضيئة على أرض مصر تعمل إدارتها بأقل الإمكانات وبجهود عدد قليل من الباحثين(9)، هم كل قوامها من الطاقة البشرية، التي قررت أن تجعل  محمية من أغنى وأهم المحميات الطبيعية في مصر نموذجا وقصة نجاح، قرر هذا الفريق العمل بلا كلل أو ملل للحفاظ على ثروة هائلة من التنوع البيولوجي بالمحمية، بالرصد والتصنيف والحماية، حيث تستقبل آلاف الطيور المهاجرة سنويا، قرروا استثمار هذه الظاهرة الربانية  وتحويلها إلى مصدرا جديدا للدخل القومي تحت مسمى “سياحة مراقبة وتصوير الطيور المهاجرة”، جهود حثيثة يبذلونها حفاظا على بيئة طبيعية وأرض رطبة تمثل ركنا هاما في الحفاظ على البيئة من آثار التغيرات المناخية …ألف تحية لهذه الكوكبة من العلماء والباحثين تحت إشراف وزارة البيئة وجهاز شئون البيئة، قصة نجاح نأمل أن تتكرر في مواقع كثيرة.

جانب من اللقاء

وفي إطار احتفالات وزارة البيئة باليوم العالمي للطيور المهاجرة والذي يحل يوم السبت الثاني من شهر مايو من كل عام، نظمت وزارة البيئة زيارة لجمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الدكتور محمود بكر، زيارة إلى محمية أشتوم الجميل وجزيرة تنيس ببورسعيد، وذلك ضمن بروتوكول التعاون مع الوزارة ومن خلال مشروع “صون الطيور الحوامة المهاجرة بالوزارة الممول من مرفق البيئة العالمية”، وبحضور محمد مصطفى مدير إدارة التخطيط والتدريب بوزارة البيئة.

د حسين رشاد مدير المحمية

وأكد الدكتور حسين رشاد مدير المحمية أن محمية أشتوم الجميل تشغل 28% من بحيرة المنزلة وتقع غرب بورسعيد على الطريق الدائري بين دمياط وبور سعيد، وهي تعد بنكا للتنوع البيولوجي والجينات الوراثية ولها دورا كبيرا في الحفاظ على التوازن البيئي.

تحدث الدكتور رشاد عن أهمية الأراضي الرطبة، مثل أراضي المحمية وبحيرة المنزلة، لما لها في دور في التخفيف من آثار التغيرات المناخية وامتصاص ثاني أكسيد الكربون والتكيف من خلال استقبال المياه في حالة ارتفاعها عن مستوى سطح البحر، وأشار إلى أن مصر بها 15 بحيرة كانت منسية، مثل بحيرة الشمس في جنوب سيناء، ونبعا لحمرا في وادي النطرون، توشكى (خمس بحيرات)، بحيرة الملاحة، سيوة، والمنزلة، والبردويل، المرة، إدفو، ومريوط.

مجموعة من الباحثين بالمحمية

 

مهرجان مراقبة الطيور

يقول رشاد أن محمية أشتوم الجميل هي المحمية السابعة من حيث الإعلان كمحمية على مستوى الجمهورية سنة 1988، تقع في الجزء الشمالي الشرقي من بحيرة المنزلة بمحافظة بور سعيد، وتشمل بوغازي الجميل الجديد والقديم، وجزء من البحر المتوسط، والمنطقة الشاطئية والساحلية كما تضم جزيرة تنيس وتل تنيس الأثري، تبلغ مساحة المحمية حوالي 203 كيلو متر مربع.

ويضيف رشاد أن أهمية المحمية تتمثل في كونها تقع على خطوط الهجرة الرئيسة للطيور، على الخط الثالث للهجرة، يصل المحمية حوالي نصف مليون طائر من الطيور المائية، تبقى في مصر حوالي 9 أشهر، في ضوء ذلك حاولنا استثمار ذلك، وأقمنا ديسمبر الماضي أول مهرجان لمراقبة وتصوير الطيور، بالتعاون مع محافظة بور سعيد وهيئة تنشيط السياحة، وبالفعل بدأ يصل للمنطقة السائح الهاوي للتصوير، وهو نوع جديد من السياحة لم يكن موجود عندنا، ويشير رشاد إلى أن المحمية تقوم حاليا بتجهيز الموسم الثاني لهذا المهرجان في ديسمبر القادم بعد نجاح الموسم الأول ويقترح أن تقوم محافظات مثل دمياط، والإسماعيلية وغيرها من المحافظات المستقبلة للطيور المهاجرة، مشير إلى أن هذا النشاط يحقق عائدا ضخما في دول مثل الولايات المتحدة يصل إلى 40 مليار دولار، وبريطانيا يصل إلى 500 مليون يورو سنويا.

 

برامج الرصد والحماية

وقال مدير المحمية لدينا عدد من البرامج للرصد والحماية أولها برنامج رعاية السلاحف، فبور سعيد من المناطق التي تستقبل هجرة السلاحف البحرية، ولدينا نوعان من السلاحف أحدهما مهدد بالانقراض وهو السلحفاة الخضراء والنوع الثاني السلحفاة ذات الرأس الكبيرة، ونقوم كمحمية بمنع التجارة في السلاحف بالأسواق ونمنع أماكن تعشيشها على الشاطئ، ويتم تجميعها وترقيمها وإعادتها إلى البحر المتوسط، ومن المقرر إنشاء أول مركز لرعاية السلاحف البحرية على البحر المتوسط خلال شهرين وذلك بالتعاون مع وزارة البيئة وإحدى الجهات الأسبانية، سيهتم أيضا برعاية الكائنات البحرية الأخرى.

كما نقوم ببرنامج لحماية ورصد للأسماك في بحيرة المنزلة وخاصة بعد مشروع التطوير الرئاسي لبحيرة المنزلة، حيث بدأت تظهر أنواع جديدة من الأسماك ذات القيمة الاقتصادية العالية، ولم تكن موجودة في البحيرة.

هذا إلى جانب برنامج لرفع الوعي للناس وخاصة الشباب والنشء الجديد لتقليل تكلفة الحماية، وخلال العام الماضي تم توعية حوالي 10 آلاف من الشباب والأطفال.

بنك التنوع البيولوجي

وتوصف محمية أشتوم الجميل ببنك التنوع البيولوجي لما تحويه من كم هائل من الكائنات الحية التي تعد ثروة وكنزا بيولوجيا يحافظ على البيئة والتنوع الحيوي ومن أهم الكائنات الحية بالمحمية:

  • الأسماك:يبلغ إنتاج المحمية من الأسماك حوالي 25 ألف طن سواء من أسماك المياه العذبة أو المياه المالحة، ويبلغ عدد أنواع الأسماك التي تم رصدها بالمحمية17 نوعا منها أسمكا المياه المالحة مثل البوري والقاروص المنقط أو أسماك المياه العذبة مثل البلطي الأخضر والبلطي الأبيض.
  • الفطريات: يوجد داخل بحيرة المنزلة ومحمية أشتوم الجميل 83 عزلة فطريات من البيئات المختلفة(المائية والهوائية والتربة).
  • الكائنات القاعية: تم رصد 35 نوعا من الكائنات القاعية، وتتمثل أهمية هذه الكائنات بالإضافة إلى كونها مصدر لغذاء الإنسان، إلا أنها إحدى حلقات السلسلة الغذائية التي يعتمد على تواجدها العديد من الكائنات وتلعب دورا هاما من الناحية الصحية للإنسان والحيوان كما أنها تستخدم كأداه لتقييم الأثر البيئي.
  • الطيور: تم تسجيل 174 نوعا من الطيور في نطاق محمية أشتوم الجميل من إجمالي 255 نوعا تم تسجيلهم في بحيرة المنزلة، منها أبو اليسر أسود الجناح، صياد السمك الأبقع والزقزاق، أبو المغزل، خضيري، تستقبل المحمية سنويا 224 ألف طائر، وتم رصد وتسجيل خمسة أنواع من الطيور بالمحمية قريبة من التهديد ونوع واحد مهدد بالانقراض.
  • النباتات: تضم المحمية عددا من الموائل المميزة لبيئة البحيرات والأراضي الرطبة مثل السبخات المحلية والتكوينات الرملية وطرح البحيرات والجزر والمسطح المائي للبحيرة وشواطئ البحيرة، وقد تم تسجيل عدد 77 نوع من النباتات داخل محمية أشتوم الجميل الطبيعية منها 54 نوع معمر وعدد 23 نوع حولي وتنتمي إلى 30 عائلة.
  • الحشرات والعناكب: تحتوى المحمية على أنواع مختلفة من الحشرات والعناكب منها الضار ومنها النافع، وتستخدم كدلائل حيوية، وكأداة لتقييم الأثر البيئي.

 

 

 

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد