رحل اليوم الإثنين 5 ديسمبر الكاتب الصحفي والطبيب الشاب محمد أبو الغيط عن عمر يناهز 34 عام، أعلنت خبر الوفاة زوجته السيدة إسراء شهاب من خلال منشور على صفحتها الشخصية في الساعات الأولى من صباح اليوم.
يعتبر الطبيب والكاتب والصحفي محمد أبو الغيط من أبرز الصحفيين الاستقصائيين من جيل الشباب، وحصل على أخر تكريم له منذ أيام في منتدى مصر للإعلام، ولم يستطع الفقيد الحضور للتكريم بنفسه، فقام بتسجيل رسالة مصورة وهو على فراش المرض، تم عرضها بالمنتدى وقابلها الحاضرين بعاصفة من التصفيق.
خاض أبو الغيط حرباً شرسة مع مرض السرطان الذي أصيب به من عامين، ولكن بعد فشل كل التجارب العلاجية التي خضع لها، دخل في غيبوبة منذ يومين انتهت فجر هذا اليوم بوفاته.
عُرف محمد أبو الغيط خلال مسيرته الصحفية القصيرة بالاحترافية العالية، والشجاعة والنزاهة، كما تميزت كتاباته بالعذوبة، ولعل أخر ما كتب ودون ونشر على صفحته الشخصية من سرد دقيق لمراحل تطور حالته المرضية خلال الشهور الأخيرة، والدور العظيم الذي قامت به زوجته في رعايته في بلاد غريبة قرر منذ سنوات أن ينتقلا للعيش بها.
أنا قادم أيها الضوء
اختار الراحل هذا العنوان ليكون عنواناً لأخر كتبه الذي سيصدر قريباً عن دار الشروق المصرية، وكأن القدر قد أمهله حتى ينتهي من توجيه رسالته الأخيرة لوالده ووالدته وزوجته وابنه من خلال كتابه، هذا الكتاب يرصد روحه وعزيمته في مقاومة هذا المرض اللعين، ووصف الراحل كتابه بهذا النص البديع:
وجدتني لا أكتب يوميات مريض، بل أكتب أحداثًا ومشاعر، ما جربته وما تعلمته، سيرة ذاتية لي ولجيلي أيضًا.
ودونما أشعر عبرت كتابتي من الخاص إلى العام، وهكذا تنقلت بين شرح علمي إلى أخبار التطورات السياسية، ومن تفنيد خرافات حول ما يسمى بـ «الطب البديل» إلى متابعة وفاة الملكة إليزابيث، أتأمل في الموت والحياة.
لو تحققت نجاتي بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذي زادت خبرتي به وتقديري له في أيام مرضي، وسأمنح ما أستطيع عرفانًا لكوني محظوظًا بزوجة مضيئة، وبأبٍ وأمٍّ مضيئيْن، وبالكثير من الأصدقاء الذين يطمئنني نورهم لحقيقة الخير في الدنيا.
ولو وافاني القدر بالوقت الذي قدره الأطباء، أرجو أن يكون ما بعد نفقي نورًا وهدوءًا، وأن يمرَّ عبر هذا الكتاب بعض الضوء إلى من يقرأ