في إطار دعم التوثيق البيئي وتعزيز قدرات الجمعيات الأهلية، أطلقت جمعية كتاب البيئة والتنمية ورشة العمل التدريبية الثانية لبناء مهارات التوثيق والاتصال للجمعيات المشاركة والمنفذة لمشروعات ممولة من برنامج المنح الصغيرة / مرفق البيئة العالمية (GEF/SGP)، وذلك بمقر نقابة الصحفيين بالقاهرة.
مشاركة رفيعة المستوى لدعم الإعلام البيئي
شهدت الورشة حضور خالد البلشي، نقيب الصحفيين، والدكتور عماد عدلي، المدير الوطني لبرنامج المنح الصغيرة ورئيس مجلس إدارة المكتب العربي للشباب والبيئة، والمهندس أحمد كمال، المدير التنفيذي لمكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية، والمهندس حاتم الرومي، النائب الأول لشعبة الطاقة المستدامة بالغرفة التجارية بالقاهرة، بالإضافة إلى الدكتور محمود بكر، رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية.
وخلال كلمته، أكد خالد البلشي حرص النقابة على التعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية في نشر الوعي البيئي ودعم الصحافة البيئية، مشيرًا إلى أن التحدي الأساسي في المجال البيئي يتمثل في تبسيط المصطلحات البيئية للجمهور، وهو ما تسعى النقابة لتحقيقه عبر بروتوكولات التعاون مع وزارة البيئة لتقديم محتوى متخصص وهادف حول القضايا البيئية.
30 عامًا من دعم المشروعات البيئية
من جانبه، أوضح الدكتور عماد الدين عدلي أن برنامج المنح الصغيرة يمتد عمله في مصر منذ أكثر من 30 عامًا، ويجري تنفيذه حاليًا في 128 دولة، حيث قدم البرنامج تمويلًا لحوالي 400 مشروع بيئي في مصر، موزعة على سبع مراحل. وأكد أن البرنامج يعمل وفق مبدأ “فكر عالميًا، واعمل محليًا”، مما ساهم في تحويل العديد من المبادرات المحلية إلى نماذج ناجحة عالميًا، مثل مشروعات البيوجاز وزراعة النباتات الطبية.
وأشار عدلي إلى أن البرنامج يُموَّل عبر مرفق البيئة العالمية (GEF)، وهو أكبر آلية دولية لدعم المشروعات البيئية، حيث يُساعد الدول النامية على تنفيذ التزاماتها تجاه الاتفاقيات البيئية الدولية، مثل اتفاقية مكافحة التصحر، واتفاقية الحفاظ على التنوع البيولوجي، واتفاقية التغيرات المناخية، مؤكدًا أن الأخيرة تحظى باهتمام خاص في مصر.
كما أشاد عدلي بالدور البارز الذي تلعبه جمعية كتاب البيئة والتنمية في تعليم الجمعيات الأهلية إنتاج المحتوى التوثيقي لمشروعاتهم ونشره على المنصات الإعلامية، بما يتيح الاستفادة منه على نطاق واسع. ولفت إلى أن الجمعية نجحت في الفوز بتمويل مشروع “إدارة المعرفة والاتصال وتحفيز الابتكار” ضمن 16 مشروعًا بيئيًا من أصل 70 مشروعًا تقدمت للتمويل، بعد اجتياز منافسة صعبة، مما يعكس أهمية المشروع وقيمته.
التكامل بين الصحافة البيئية والاستدامة
في السياق ذاته، أكد المهندس أحمد كمال، المدير التنفيذي لمكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة، على أهمية أن يكون الصحفي البيئي متخصصًا في مجالات متعددة، مثل السياحة، الزراعة، والبترول، وليس فقط في القضايا البيئية، نظرًا لأن الاستدامة ترتبط بجميع القطاعات. كما أشار إلى استعداد مكتب الالتزام البيئي لدعم جمعية كتاب البيئة والتنمية، بما يساعد في إبراز جهود المجتمع المدني في حماية البيئة وتنفيذ المشروعات التنموية.
تنمية مهارات التوثيق الإعلامي للجمعيات الأهلية
بدوره، أكد الدكتور محمود بكر، رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية، أن الجمعية تسعى باستمرار إلى نشر الوعي البيئي ورفع قدرات الصحفيين في مجال الإعلام البيئي، إلى جانب دعم الجمعيات الأهلية في التوثيق الإعلامي لأنشطتها، سواء من خلال الصحف، المجلات، المواقع الإلكترونية، أو حتى التدريب المباشر.
وأضاف بكر أن ورشة التدريب تأتي ضمن مشروع “إدارة المعرفة والاتصال وتحفيز الابتكار”، الذي يستهدف تأهيل الجمعيات الأهلية لإنتاج محتوى توثيقي وإعلامي محترف، مشيرًا إلى أن تحقيق النجاح في هذا المجال لن يكون ممكنًا إلا من خلال دعم وتشجيع الجهات البيئية والتنموية، وفي مقدمتها وزارة البيئة بقيادة الدكتورة ياسمين فؤاد، التي تقدم دعمًا مستمرًا لهذه المبادرات.
وأشار بكر إلى أن الورشة تستهدف تدريب المشاركين على التوثيق الإعلامي بأشكاله المختلفة، بما يشمل التصوير الفوتوغرافي، تصوير الفيديو، كتابة الأخبار، التقارير الإخبارية، إدارة وسائل التواصل الاجتماعي، واختيار قصص النجاح البيئي، وذلك بهدف زيادة مساحات النشر الإعلامي وتحفيز الابتكار في مجال الإعلام البيئي.
كما أعلن بكر عن تنظيم مسابقة خاصة للمراسلين البيئيين في المحافظات المستهدفة بالمشروع، وهي قنا، الأقصر، القاهرة الكبرى، الفيوم، البحيرة، والإسكندرية، بهدف تشجيع الصحفيين البيئيين على إنتاج محتوى متميز ومؤثر.
تكريم المشاركين والتأكيد على استمرارية التعاون
وفي ختام الورشة، أعرب بكر عن شكره لـ جمال غيطاس، مدير مركز التدريب بنقابة الصحفيين، على الدعم الذي قدمه لتنظيم الورشة، والفريق المعاون له.
وأضاف أن الجمعية مستمرة في تنظيم برامج تدريبية متقدمة، لمواكبة التطورات التكنولوجية في مجال الإعلام البيئي، وتعزيز قدرات الصحفيين والإعلاميين في تغطية القضايا البيئية والتنموية بأسلوب احترافي يضمن وصول الرسائل البيئية إلى الجمهور المستهدف بفاعلية.
