في زمنٍ أصبح الزواج فيه سباقًا ماليًا أكثر منه شراكةً حقيقية، خرج الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ليعيد الأمور إلى نصابها، ويضع حدًا للمغالاة التي باتت عبئًا ثقيلًا على الشباب.
بأسلوبه الصريح الذي لا يعرف المجاملات، قال جمعة في برنامجه “نور الدين والدنيا” على قناة “الناس” بكل وضوح: “لا يوجد شيء اسمه زواج بلا مهر، هذا ليس زواجًا، بل نوع من الفوضى! الزواج مؤسسة لها أركانها، والمهر جزء منها، مثلما تحتاج أي بناية إلى أساس متين لتقف بثبات.”
لكن هنا لم يقف فقط عند حدود المهر، بل أطلق تحذيرًا آخر: لا تجعلوا من الزواج صفقة مالية مرهقة! وأضاف: “البعض يضع شروطًا تجعل الزواج حلمًا مستحيلًا؛ شقة بمواصفات فاخرة، أثاث باهظ، وكأننا نؤسس قصرًا ملكيًا! في النهاية، الزواج يمكن أن يكون بسيطًا أو مكلفًا، لكن الأهم أن يكون ضمن حدود الاستطاعة، لأن تحميل النفس فوق طاقتها يعني حياة مليئة بالضغوط والتعاسة.”
وفيما يخص التساؤلات المتكررة حول زواج المسلم من المسيحية، ولماذا لا ينطبق الأمر نفسه على زواج المسلمة من مسيحي، قدم جمعة تفسيرًا تاريخيًا عميقًا، موضحًا أن هذا التشريع كان أحد العوامل التي ساهمت في انتشار الإسلام دون استخدام القوة أو الفرض، مستشهدًا بما حدث عند دخول المسلمين مصر، حيث كانت المصاهرة بين المسلمين وأهل الكتاب من العوامل التي فتحت الباب أمام كثيرين للدخول في الإسلام.
