“الحاج سيد” هو عامل يؤدي عمله بمنتهى الإخلاص داخل مشرحة بإحدى المستشفيات العامة وعلى الرغم من الطيبة التي يتحلى بها الحاج سيد إلا انه تحمل كثير من مناظر الجثث والأموات على مدار خمسة عشر عاما قد لا يتحملها الكثيرون من الناس وفي تصريح للحاج سيد شخصيا قال انه قد بدء العمل في هذا المكان المعتم منذ أكثر من 15 عاما وانه وقتها اضطر إلى قبول العمل بمثل هذا المكان لأنه كان لا يعمل ويريد أن يحصل على أي عمل لكسب العيش لذلك قرر وقتها أن يتحلى بالشجاعة ويقبل أن يقضي باقي عمره جالسا وسط جثث وأشلاء كثير من البشر.
يستكمل الحاج سيد حديثه ليؤكد انه عندما بدء العمل بالمشرحة كانت لها رهبة شديدة عليه خاصة عندما كان تهمس كثير من الأصوات الغريبة بأذنيه إلا انه قرر داخل نفسه أن لا يترك نفسه لهاجس الخوف وان يكون أقوى من أي شيءمجهول داخله هذه الثلاجات الباردة، وفي تصريح أخر له قال أن أكثر شيءأصابه بالذهول والدهشة هو عندما تفاجئ في يوم من الأيام وهو جالس داخل المشرحة بدخول احد الأطباء ليقوم بفحص إحدى الجثث التي تم استخراجها من قبرها لفحصها مرة أخرى للاشتباه في شبه جنائية لسبب وفاته وكانت الصدمة عندما نظرت إلى وجه الجثة لأجد أن هذا الشخص الميت كان صديقا لي ولكن لم يستغرق الفحص وقت طويل ليقرر الطبيب أن يتم إعادة الجثة إلى قبرها مرة أخرى لعدم وجود أي شبه جنائية.
أما بالنسبة للجثة التي أصابت جسمي بالقشعريرة والفزع هي عندما جاء إلى المشرحة بواجي جثة لطفل رضيع نهشته الكلاب بعد أن ألقته أمه بالمنطقة الزراعية وقد قال الحاج سيد أن أسوء يوم يمر عليه وهو في عمله هي الأيام التي يكثر بها الحوادث لما تتعرض له المشرحة من مزاحمة وتكدث بأهالي الموتى ولكن يتم تسليم جثث ويعم إليهم في الحال وفي حالة دخول جثة غير معلومة المصدر إلى المشرحة يتم تركها داخل المشرحة لمدة أسبوعين وإذا لم ستدل على أصحابها خلال هذه الفترة فان النيابة تقرر دفنها بأحد المقابر العامة.