حسين توفيق بطل فيلم في بيتنا رجل | الذي أنقذه عبد الناصر من الاعدام فحاول اغتياله عام 1965

  • كتب | محمد هلال

هي السياسة كلمة لا تعترف بالعاطفة أو انصاف الحلول، فكثيرا من الأحيان يجد من يدخل مضمارها العميق نفسه في معادلة ” أكون أو لا أكون ” هكذا كان الشاب الثائر ” حسين توفيق ” في حياته السياسية المليئة بالتشابكات التي تخللها دائما خيار الاغتيال والقتل كحل سريع للتخلص ممن يراه خائنا من وجهة نظره كان ملكيا أو جمهوريا، فحسين توفيق الذي قام باغتيال وزير المالية ” أمين عثمان ” في عهد الملك فاروق هو ذاته الذي خطط لاغتيال جمال عبد الناصر في العام 1965، فما هي قصته وقصة اغتيالاته المتعددة وما دور الرئيس الراحل أنور السادات وجماعة الاخوان واحسان عبد القدوس في مسيرته وكيف انقذ عبد الناصر حياته وبعدها حاول ” حسين توفيق ” قتله.

حسين توفيق وأنور السادات وقضية اغتيال امين عثمان

كان محمد انور السادات يكبر حسين توفيق بسبع سنوات، تأثر بيه الأخير كثيرا ونجح السادات في اقناعه بتدبير اغتيال لوزير المالية في عهد الملك فاروق أمين عثمان بسبب تصريحاته المؤيدة للاحتلال الإنجليزي، والتي وصف في احداها علاقة مصر وانجلترا بعلاقة ابدية تشبه الزواج الكاثوليكي.

وبالفعل فعلها حسين توفيق واغتال أمين عثمان، وتعرض للمحاكمة وكان معه فيها انور السادات

ونجح حسين توفيق بمهارة شديدة أن يهرب من أحد الضباط المكلفين بحراسته عندما ادعى المرض والرغبة في زيارة الطبيب.

حسين توفيق واحسان عبد القدوس

هرب حسين توفيق، ولم يجد الا أحد اصدقائه ويدعى سعد كامل ليذهب اليه متخفيا

وكان سعد كامل صديقا للأديب احسان عبد القدوس، ففكر أن يخفي توفيق لدى الاديب الذي لن يشك أحد في تواجده عنده

واتصل بإحسان عبد القدوس الذي لم يتردد في مساعدة شاب وطني عرف عنه مقاومة الانجليز رغم المكافئة الكبيرة التي تم رصدها لمن يرشد عنه، والعقوبة المغلظة التي تنتظر من يخفيه عن اعين البوليس السياسي.

لكن ورغم اخفاء عبد القدوس حسين توفيق لديه تتبعه البوليس السياسي وكاد أن يوقع بيه في بيت احسان عبد القدوس بسبب وشاية أحد الخدم الا أن الأخير هربه في أخر اللحظات.

احسان عبد القدوس

حسين توفيق وجماعة الإخوان

وبعد أن هرب توفيق من منزل احسان عبد القدوس لم يجد وقتها غير جماعة الاخوان لتساعده على الهرب خارج مصر ومنها إلى سوريا.

وعندما وصل إلى سوريا انضم إلى تنظيم يسمى ” القوميين العرب ” وحاول حسين توفيق وقتها اغتيال العقيد أديب الشيشكى نائب رئيس الاركان السوري وذلك في العام 1950

عبد الناصر ينقذ حسين توفيق من الموت ولكن !

وبعد محاولة الاغتيال لنائب رئيس الاركان السوري يتم القبض على حسين توفيق ويحكم عليه بالإعدام في سوريا

لكن تغير الوضع بعد نجاح ثورة يوليو 1952 وتوسط عبد الناصر شخصيا لدى السوريين لإنقاذ حسين توفيق من الاعدام

وبعدها في العام 1965 يخطط حسين توفيق لعملية اغتيال جديدة، لكنها هذه المرة ضد عبد الناصر بسبب ما يعتقده حسين توفيق انه خيانة لمبادئ الثورة بعد أن اعطى عبد الناصر للسودان حق تقرير المصير وانفصلت عن مصر في العام 56 ورغم  أن الاستقلال السوداني مر عليه تسع سنوات، الا أن حسين توفيق يتخذه زريعة لقتل عبد الناصر !

لكن فشل المخطط والقى القبض على حسين توفيق، وحكم عليه بالمؤبد ولم يخرج ابدا من السجن حتى في عهد صديقه القديم انور السادات الذي رفض أن يفرج عنه رغم التماس صحى تقدمت بيه اسرة حسين توفيق للسادات نفسه، وافرج عنه في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذي خرج من السجن في عهده ليتوفي بعدها بشهور قليلة.

ومن الجدير بالذكر :

ان السينما المصرية قد جسدت قصة ” حسين توفيق ” عبر رائعة الكاتب الكبير احسان عبد القدوس الذي كان السبب في نجاة حسين توفيق من البوليس السياسي.

فاستخدم احسان عبد القدوس تجربته مع حسين توفيق عبر فيلم ” في بيتنا رجل ” والذي قام فيه بدور البطولة مجسدا شخصيا حسين توفيق، الفنان المصري الراحل عمر الشريف


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد