المتحف المصري الكبير كنموذج..المباني الخضراء في مواجهة تغير المناخ في ورشة عمل بمركز التميز فى الطاقة
حول المباني الخضراء ومواجهة التغيرات المناخية، عقد مركز التميز في الطاقة بجامعة عين شمس ورشة عمل حول المباني منخفضة الانبعاثات، في كلية الهندسة بجامعة عين شمس.
ناقشت الورشة التحديات العالمية التي تواجه الحكومات والصناعات لتحقيق أهداف الطاقة والكربون الصفري، مع الاعتراف المتزايد بأهمية تحسين أداء المباني لمعالجة الانبعاثات، بموجب اتفاقية باريس.
ورغم التحديات والصعوبات، مازالت مصر تعطي النموذج والمثال المستوحى من تاريخها العريق، فقد اختتمت الورشة بزيارة إلى المتحف المصري الكبير، كأول متحف أخضر مستدام.
الحلول المبتكرة
من جانبه، أكد الدكتور سيفي كياعي، مدير المركز وأستاذ بجامعة ولاية أريزونا علي أن معالجة تحديات الطاقة في مصر يتطلب حلولًا مبتكرة وتعليمًا حديثًا في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع البناء، وذلك من خلال مشاركة المعرفة والتقنيات المتقدمة في كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، وبناء قوة عاملة ماهرة يمكنها قيادة التحول الطاقي في مصر”.
وأشار الدكتور هارفي برايان، متخصص في تكنولوجيا البناء،خلال الورشة، إلى الدور الحاسم للمباني الخضراء، منخفضة الكربون في مواجهة التغير المناخي، مشيرًا إلى الحاجة إلى نهج شامل يأخذ في الاعتبار الكربون التشغيلي، المجسد، وسلسلة القيمة لتحقيق تخفيضات ملموسة. واستعرض الدكتور برايان تجربة الولايات المتحدة في هذا المجال، مشيرًا الى أول مبنى “صفري الطاقة” مصغر تم تنفيذه بجامعة ولاية أريزونا، كمثال.
جانب من الورشة_مصدر الصورة: مركز التميز في الطاقةنقل التجربة
وأضاف، الدكتور برايان: “هناك أشياء لا يمكن نقلها، ولكن الكثير يمكن نقله. الأمر يتعلق بمنح الطلاب والحضور، والأدوات اللازمة ومشاركة ما قمنا بتطبيقه حتي الآن، لذا، يمكنهم ان يتعلموا من أخطائنا ومن المراحل التي مررنا بها.”
ناقش الدكتور برايان استراتيجيات مختلفة لخفض الطاقة وانبعاثات الكربون في المباني، وأكد على ضرورة التحول إلى الكهرباء بالكامل، والمعدات عالية الكفاءة، والمباني التفاعلية مع الشبكة التي تعمل بالطاقة المتجددة.
وتحدث أيضا عن أدوات المحاكاة الحاسوبية لمقارنة التصميمات، وكيفية تطبيق نهج تكاملي وتصميم يتجاوب مع المناخ.
كما ناقش استراتيجيات خفض الانبعاثات للمباني القائمة وكيفية تحسين أداء الطاقة للمباني لتحقيق الأهداف صفرية الطاقة.
عبد الرحمن محمود، طالب في السنة الأخيرة بقسم الهندسة المعمارية بجامعة أسوان يقول: “استفدت كثيرًا من تعلم التصميم السلبي كاستراتيجية للمباني منخفضة الانبعاثات، وأخطط لتضمينه في مشروع تخرجي.”
أما الدكتورة منى الوزير، مديرة برنامج العمارة المستدامة بكلية الهندسة بجامعة المنصورة فتحدثت عن أهمية تحسين المباني القائمة لتقليل استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون.” وأضافت: “بالتأكيد، وسعت هذه الرؤية من إمكانيات بحثي وآفاق عملي المستقبلي.”
زيارة المتحف المصري الكبير_مصدر الصورة: مركز التميز فى الطاقة
أول متحف أخضر
تضمن اليوم الأخير من الورشة زيارة ميدانية للمتحف المصري الكبير (GEM) وقد مُنح الشهادة الدولية إيدج المتطورة للمباني الخضراء EDGE Advanced والمعتمدة من مؤسسة التمويل الدولية (International Finance Corporation)، كأول متحف أخضر في إفريقيا والشرق الأوسط، وأحد المتاحف القلائل التي تحصل على هذه الشهادة على مستوى العالم.
قام المشاركون بجولة بقيادة أعضاء فريق التصميم للمتحف، وتعرفوا على عناصر التصميم المستدام واستراتيجيات بناء كفاءة الطاقة المطبقة بالمتحف، بما في ذلك السقف العاكس ومظلات خارجية للوقاية من الحرارة، والإضاءة الموفرة للطاقة، وصنابير مياه ذكية لعدم الهدر، بالإضافة إلى استخدام العدادات الذكية لاستهلاك الطاقة، مما يساعد المتحف على توفير أكثر من 60% من تكاليف الطاقة.
حضر الورشة حوالي 100 مشارك، من بينهم أعضاء هيئة التدريس والطلاب من جامعات عين شمس، المنصورة، وأسوان، بالإضافة إلى عدد كبير من ممثلي صناعة الطاقة، وذلك في الفترة من ١٢-١٤ مايو ٢٠٢٤.
يذكر ان مركز التميز في الطاقة تديره جامعة ولاية أريزونا منذ عام 2021 بالشراكة مع الجامعات المصرية الشريكة وهي جامعة عين شمس، وجامعة المنصورة، وجامعة أسوان.
