أثار شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب حفيظة السلفيين، عندما استبعدهم من أهل السنة والجماعة في معرض تعريفه لها، وإقتصرها على الأشاعرة والصوفية، وذلك خلال حضوره مؤتمر “جروزني” في الشيشان الأسبوع الماضي الذي إنعقد تحت عنوان “من هم أهل السنة”، وحضره كبار علماء الأمة الإسلامية للتحاور ومناقشة تعريف أهل السنة والجماعة.
ففي معرض حديثه قال: “إستمروا في تمسككم بمذهب أهل السنة والجماعة، وهو مذهب الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث وأهل التصوف والسلوك، مذهب الأخوة والسلام والتعارف والتعاون بين الناس عضّوا عليه بالنواجذ، ولقّنوه أبناءكم وبناتكم، واجعلوا منه منهجاَ للتربية والتعليم في مدارسكم وجامعاتكم، وقفوا بالحجة والبرهان لكل من يحاربه، أو يتوقح عليه، أو يحاول أن يستبدل به مذاهب ضالّة مضلّة مبتدعة ومخترعة، لم تجن الأمة من دعواتها المنكرة إلا القتل والخراب والدمار والحقد على الإسلام والكراهية للمسلمين”.
وكان كلام الشيخ صاعقاً مدوياً على قلوب السلفيين فأثار بكلامه هذا حفيظتهم ومشاعرهم فكان ردُّهم أن عارضوه ووصفوا كلامه “بغير الصحيح”، ونقده آخرين على مواقع التواصل الاجتماعي كالشيخ أحمد هلال أحد رموز الدعوة السلفية حيث هاجم بشدة، مذهب الأشاعرية بمنشور له على حسابه في فيسبوك قائلًا: “ينبغي أن يتعرف الناس على ضلال مذهب الأشاعرة والماتريدية لما يروجون إليه الآن عبر جروزني والشيشان بنفي وصف أهل السنة عن السلفية واحتكاره لأنفسهم وهم من مذهب السلف العقدي براء”. وأما الشيخ محمد حسان من ناحيته وبعد وقت طويل من الصمت خرج ببيان انتقد فيه كلمة شيخ الأزهر، قائلًا إن “الكلمة التي قيلت في المؤتمر مفرقة للمسلمين” وأن المؤتمر ليس هذا وقته وكان من الأولى الدعوة لوحدة الصف الإسلامي في وقت تعصف الأزمات والفتن بالدول الإسلامية.
وأضاف محمد حسان: أنه “ليس من التأصيل العلمي إخراج السلفية من أهل السنة والجماعة، فالسلفية ليست حزبًا أو جماعة ولا حكر على أحد، بل هي منهج يقوم على القرآن والسنة بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين” مستندا في رأيه على الحديث النبوي الشريف “تتفرق أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا من هي قال الجماعة”، وفي رواية ما أنا عليه وأصحابي”.