الأهرامات حضارة بلا تفسير!

حلقات تأتيكم من كتاب حديث الأهرامات..

الحلقة الأولى:

الأهرامات حضارة بلا تفسير!

كما يفرح الطبيب بشفاء مرضاه، كما يفرح المهندس بتشييد بناياته، كما يفرح المحامي باستخلاص البراءة لموكليه، هكذا فرحت بكتابي، حديث الاهرامات، المنشور فقط إلكترونيا في إحدى منصات النشر الالكتروني الموثوقة..

وبما إن كتابي هذا لم يرى النور إلى الآن، حيث لم يتم طباعته وتوزيعه في دور النشر العربية الورقية المعتادة.. لذا لم يستفد منه القارئ والباحث العربي، قدر استفادتي أنا منه بشكل شخصي نتيجة البحث والاطلاع المتواصل في مجالات بحث الكتاب المتعددة..

لقد وهب الله U مصر، الأهرامات، كما وهبها نهر النيل، وفى الهرم الأكبر تحديدا مستودع أسرار الكون، ففي غرفة سرية لم تكتشف بعد في هذا الهرم، وضع القدماء المصريين كل أسرارهم وكنوز معرفتهم التي تعلموها ونبغوا فيها، في كل العلوم الانسانية، فيما أعتبره كنز كنوز الدنيا، وقد أراد الله U، لأرض الكنانة مصر، وفى تلك الغرفة السرية في هذا الهرم الأكبر، حفظه الى وقت معلوم.

عزيزي القارئ.. لا أنكر انه قد أجهدني جداً البحث في سر بناء الأهرامات المصرية، وعلى مدى سنوات.. لكن تعلمنا أن من جد وجد ومن زرع حصد، وما حصاد البحث في العلوم إلا معرفة جديدة تضاف الى معارفنا السابقة، وما حصاد الجهل إلا تخلفا واستكبارا! ودائما أقول ان ادعاء العلم بشيء ما أخطر من الجهل بذات الشيء!

لقد بدأت بحثي في موضوع سر البناء الذي حير علماء العالم على مدى عصور طويلة أملا في الوصول الى نظريات تحاول تفسير تلك المعجزة التي خلدها لنا القدماء المصريين على أرض مصر منذ الاف السنين، وتحديدا في الجيزة. حيث أهرامات الجيزة، وانتهيت إلى أسرار أكبر خلف الأسرار!

فنحن الى الآن لم نعرف أصلا سبب بناء تلك الأهرامات! ولا نعرف متى بنيت! ولا كيف بنيت! أضف الى ذلك ما ارتبط بها من أسرار أخرى مثل فرعون موسى، والشكل الهرمي بالتحديد، وتقنية بناء الصروح في زمن الفراعنة!

وإذا كان لا يوجد فرعون في الأسرات الفرعونية الثلاثون باسم “خوفو” فمن الفرعون الذي يجب أن يقترن اسمه بالهرم الأكبر!

ومتى يتوقف كبار أساتذة علم المصريات وأساتذة وعلماء الآثار والتاريخ المصريين عن اقران اسم هرم الجيزة الأكبر باسم خوفو؟

حيث سوف تتعجب أكثر عندما تعلم أنه بالبحث في النقوش أو الوثائق التاريخية أو حتى التماثيل، وفى قوائم ” مانيتون” الكاهن المصري الذي عاش في العصر البطلمي، وصاغ تاريخ ملوك مصر الفرعونية مقسما اياها الى 30 أسرة تنتهي بدخول الاسكندر الأكبر.. وفي كل ذلك لم يرد اسم ” خوفو ” مطلقا في قائمة حكام مصر الفرعونية!

وسواء في حكام مصر في أسرات عهد الأهرامات أو مختلف العصور الفرعونية! أي ببساطه هناك خطأ تاريخي أن ننسب هرم الجيزة الأكبر الى ” خوفو ” كـ ملك من ملوك مصر الفرعونية، ولابد من تصحيح هذا الخطأ في أسرع وقت ممكن.

حيث ان عبارة “خونوم خوفو ” المنقوشة في غرفة الملك باللغة الهيروغليفية القديمة، والتي تسببت في ذلك اللغط التاريخي، وفى نسب الهرم الأكبر الى ” خوفو ” الى الآن، انما تعنى ” الله جل جلاله “.

لقد كتبت في مقدمة الكتاب فقرة لخصت فخري بالفراعنة، ومازالت تطربني كلما مرت بها عيني حيث كتبت أقول: عندما تقرأ عنهم تتعجب من أمرهم ويملئك الفضول لقراءة المزيد، وما أن تنتهي وتفرك رأسك من كثرة ما قرأت وتعجبت حتى تجد نفسك معجبا بهم، إنهم المصريون القدماء أو كما أُطلق عليهم الفراعنة.

حقا لقد تعجبت كثيراً لأمر قوم قد وصلوا إلى قمة الحضارة ونبغوا في مختلف فروع المعرفة الإنسانية وكل ذلك في بدايات تاريخ الإنسان على الأرض!

وليس بالضرورة أن تكون مصريا تحيا على أرض مصر وهي تلك التي عاشوا عليها منذ آلاف السنين لكي تفخر بهم، فحضارتهم قد اجتمع على روعتها وأصالتها الشرق والغرب معا واعتبروها حضارة إنسانية عريقة تحسب لهؤلاء القوم في هذا الوقت المبكر جداً من التاريخ!

لقد عدد المؤرخون في العصور التاريخية المختلفة عجائب الدنيا وحددوها في سبع عجائب، ولرقم “7” تحديدا، مكانة خاصة لدى الإغريق، حيث أن رقم “سبعة” يمثل لديهم الكمال والوفرة، وعلى مدار هذه العصور اجتهد المؤرخون في عمل قوائم لأهم سبع عجائب في الدنيا في العصور التي عاشوا فيها، وفى معظم هذه القوائم تجد أهرامات الجيزة في مصر وتحديدا الهرم الأكبر يحتل مكانا مميزا بين تلك العجائب.

ويحتل “هرم الجيزة الأكبر” الآن المرتبة الفخرية بين عجائب الدنيا السبعة الحديثة، لأنه يعتبر العجيبة الوحيدة من صنع الانسان المتبقية من عجائب الدنيا القديمة.

يقول الكاتب الكبير أنيس منصور في كتابة، الذين عادوا إلى السماء.. الذين زاروا أهرامات الجيزة نظروا إليها ورفعوا رؤوسهم إلى أعلى وأسندوها بأيديهم وقالوا: ياة! وتكون هذه الكلمة علامة تعجب ونقطة نهاية الجملة، ليتجه الإنسان إلى شيء آخر، وبذلك تنتهي الزيارة إلى كل العصور، ولكن يبدوا أن الفراعنة قد توجهوا بهذه المعجزات المعمارية والفلكية إلى شعوب أخرى على الأرض أو في الكواكب الأخرى.. فلا يزال هناك الكثير جداً الذي يتوالى على أقلام العلماء والأطباء والأدباء.

وتساءل الكاتب الكبير راجي عنايت في كتاب، الهرم الأكبر وسر قواه الخارقة.. لماذا يتجه الاهتمام بهذه الدرجة إلى هرم الجيزة الأكبر، بينما هناك العديد من الأهرامات المنتشرة في جميع أنحاء العالم؟

وفى نفس الفقرة أجاب قائلا.. قد يكون السبب في هذا أنه أكبر هذه الأهرامات، وأكثرها كمالا من الناحية الرياضية والهندسية، ونظرا لتمتعه بكثير من الخصائص التي تفتقدها الأهرامات الأخرى، ولعل هذا يكون نتيجة لما شاع من أن هرم الجيزة الأكبر يمثل الرمز الأكمل للمعرفة المصرية القديمة.. وأن مداخل هذا الهرم وسراديبه وممراته هي الطريق إلى الكشف عن ستر تلك المعرفة القديمة.

في مقدمة كتابهما، سر قوة الهرم الكبر.. يقول العالمان بيل شول وادبتيت.. ما من عمل صنعته يد الانسان قد لفت نظر البشر واعجابهم مثل هرم الجيزة الأكبر، فهو أضخم وأثقل وأقدم بناء خلفته أيدي الانسان، وأعظمها دقه وكمالا، وأكثرها استمرارا لشغل المخيلة، وتحديدا للتفسير، وإضفاء للغموض على فاحصيها.

لقد أوغل هرم الجيزة الأكبر في القدم حتى ضاع منشؤه في ظلال الدهور، ولا يزال يقدم لنا الكثير من المعارف الجديدة عن الانسان وبيئته.

وفي كتاب، طاقة الهرم، ترجمة وإعداد الأستاذ علاء الحلبي كتب يقول.. مهما حاول الإنسان حل اللغز المتمثل بالسبب الحقيقي وراء بناء الأهرامات، فسوف لن ينجح في اختراق الحجاب القاتم الذي يلفه إذا كان غير ملم بالعلوم السرية، أو منتسب إلى إحدى المجموعات الحائزة على “التعاليم المقدسة” العريقة جدا.

هكذا سيبقى الأمر إلى أن يأتي الوقت الذي نتمتع فيه بعقلية ناضجة ونتأمل الآثار التي خلفتها الحضارات القديمة، وننظر إلى العالم بنفس الطريقة التي نظر بها الكهنة القدماء. حينها، سنتحرر من المنطق السائد الذي يستبعد الواقع الذي لم يكن بالنسبة للقدماء عبارة عن خرافة، وليس نظرة دينية مسلم بها للعالم، بل كانت تطبيقا عمليا لإرشادات وعلوم واقعية قابلة للتنفيذ.

إنها نقطه متعه دائمة للمتصوف وإعجاب متكرر للفيلسوف، وارتباك لا ينقطع للعالم، أن يستمر أقدم بناء شيده الإنسان على وجه الأرض، يستمر في تحدى الفهم لأعظم العقول المحللة الذكية.

غموض كبير! وأسرار لا تنتهي تحيط بأهرامات الجيزة، وخاصة الهرم الأكبر، ولا يمكن تناولها جميعا في حلقة واحدة، لذلك ارتئيت تقسيمها الي حلقات دورية، حيث أتناول في كل حلقة موضوع واحد من تلك الأسرار ليأخذ حقه كما ينبغي من البحث والدراسة.

 

الكلمات المفتاحية: أهرامات الجيزة، خوفو، هرم خوفو، أسرار الأهرامات، الهرم، مصر

المراجع:

  • كتاب “حديث الأهرامات”، محمود على جابر،2016-2018
  • كتاب “الذين عادوا إلى السماء،” أنيس منصور
  • كتاب “الهرم الأكبر وسر قواه الخارقة”، راجي عنايت
  • كتاب “طاقة الهرم”، ترجمة وإعداد الأستاذ علاء الحلبي
  • كتاب “سر قوة الهرم الأكبر “، للمؤلفين بيل شول وابيتيت – ترجمة أمين سلامة

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد