في ظاهرة فريدة من نوعها لا تحدث بالأراضي المصرية، خرجت ألسنة اللهب من باطن الأرض في أحد قرى محافظة الوادي الجديد وهي قرية “الهنداو” وهو ما أصاب سكانها بالذعر والخوف الشديد، حيث نشطت النيران باللون الأحمر والأزرق بكثافة وبصورة ملحوظة في مناطق متفرقة من القرية هذا بجانب ظهور جمرات على سطح الأرض باللون الأزرق مساءً لتتحول بعد ذلك باللون الأحمر تدريجياً، هذا ووقعت تلك الظاهرة على وجه التحديد في منطقة طريق “الهنداو- مدينة موط” لمركز الداخلة، إذ تقع على بعد 1.5 كم من مدينة موط وعلى بعد 2.5 كم من قرية الهنداو.
ألسنة اللهب والنيران تخرج من باطن الأرض بالوادي الجديد
المعهد القومي للبحوث الفلكية يسعى لتفسير الظاهرة
في تصريحات رسمية أدلى بها الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والزلازل، إذ أكد فيها أن المعهد قد بادر بإرسال بعض المتخصصين للمنطقة التي اندلعت فيها ألسنة اللهب وذلك بالتنسيق الكامل مع اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، حيث كانت الدراسات التي تم إجرائها على تلك المناطق ترتكز على تحديد التركيب التحت سطحي للمنطقة التي ينبعث منها ألسنة اللهب، فضلاً عن تعيين أماكن الفوالق التحت سطحية وتوضيح علاقتها بمصدر الأبخرة والغازات، هذا بجانب إجراء التحاليل الكيميائية التي تكشف عن تواجد أي أصل عضوي يسفر عنه تلك الانبعاثات، هذا بجانب قيام المختصين بمتابعة النشاط الزلزالي الذي تم تسجيله في المنطقة خلال الفترة الماضية مما يسهل من تفسير السبب وراء تكرار تلك الانبعاثات.
وأكد القاضي أنه بحلول نهاية الأسبوع الحالي، سيبادر المعهد بإرسال بعثة أخرى جيولوجية للمنطقة المشار إليها من أجل استكمال الدراسات والوصول إلى حل وتفسير علمي لتلك الظاهرة وكيفية التعامل مع الانبعاثات والاستفادة منها مع التحقق من عدم وجود أي شيء بالمنطقة يسفر عنه حدوث تلك الظواهر الجيولوجية.
وفي نفس السياق، أكد الدكتور محمد عبد الظاهر أستاذ مساعد الجيوفيزياء بأنه سوف يكون على رأس البعثة التي تنطلق لمقر اندلاع ألسنة اللهيب الجمعة المقبل لاستكمال الدراسة لقياس مدى تعمق تلك الصدوع الأرضية بها وتحديد الطبقة الأرضية التي تمتد إليها تلك الصدوع، هذا وسيتم الإعلان عن كل ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات من جانب الدكتور جاد القاضي فور الانتهاء منها.
ظهور أدخنة وأبخرة بالوادي الجديد للعام الرابع على التوالي
الجدير بالذكر أن قرية الهنداو الكائن مقرها بمركز الداخلة لمحافظة الوادي الجديد قد شهدت للعام الرابع على التوالي ظهور أدخنة وأبخرة ودخان كثيف فضلاً عن جمرات يتغير لونها من الأزرق إلى اللون الأحمر الدموي إذ تحمل الطابع البركاني نوعاً ما وتتحول خلال الصباح إلى بودرة صفراء ذات رائحة كبريتية نفاذة، هذا وتقع المنطقة المذكورة على حزام من مرتفعات الطفلة وعادةً ما يتم تصاعد الأبخرة بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، وهي ظاهرة طبيعية كل عام يسفر عنها حدوث تشققات بالمنطقة السطحية للتربة وتبدو تلك الظاهرة بشكل أوضح خلال فترة المساء.
