أحد الناجين من مركب الهجرة: آسف يا ابني كنت عايزك تعيش أحسن مني

في حديث مع أحد الناجين من مركب الهجرة بعد غرق ابنه وزوجته أمام عينية وكان في حالة انهيار قال: “سامحني يا ابني حبيت أعيشك عيشة نضيفة”.

انقاذ الناجين من مركب رشيد

انقاذ الناجين من مركب رشيد

ساعات قاتمة حزينة غلفت جميع المتواجدين على شاطئ رشيد في انتظار المزيد من الآنباء عن أحياء يتم إنقاذهم، أو جثث يتم استخراجها من جوف البحر حيث غرقت مركب هجرة غير شرعية كان على متنها حوالي 450 مهاجرا من السودان والصومال وسوريا ومصر متجهة إلى إيطالينا باحثين عن فرصة حياة أفضل، حالمون أن يعيشوا حياة آدمية يأمنون فيها على قوت يومهم وحياتهم بعد أن عجزت بلادهم عن توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لهم. كل منهم في خلفيته قصة ومأساة. حسب آخر بيان فإن عدد الغرقى قد وصل إلى 42 شخصا، وتم إنقاذ 158 منهم طافم المركب ومازال البحث جاري عن باقي المفقودين.

الدافع  للهجرة غير الشرعية، وتفاصيل حادث الغرق

نعود لمتولي 29 عاما الناجي من ذلك الحادث المأساوي ليقص علينا الأسباب التي دفعته لاتخاذ قرار الهجرة غير الشرعية حيث ذكر أنه عامل باليومية يعمل أيام ويبقى بدون عمل أياما أخرى، واشتد عليه ضيق الحال وتراكمت عليه الديون وغرق في بحر ارتفاع الأسعار الجنوني وكأن الغرق كان مكتوبا عليه، ولم يجد أمامه سبيلا إلا اللجوء إلى الهجرة الغير شرعية ظنا منه أنها الفرصة والأمل في تحقيق أحلام عجز عن تحقيقها في بلده.

الآن يبكي متولي بعد أن فقد أعز أشخاص في حياته ابنه وزوجته ويستكمل حديثه الباكي أنه الضحية، ضحية الظروف القاسية التي عانى منها في بلده ولكنه أمام القانون متهم وسوف يقدم للمحاكمة ليكون ” موت وخراب ديار” على حد قوله.

وعن تفاصيل غرق المركب ذكر أن عدد الركاب زاد عن 450 مهاجرا وكان واضحا أن تلك الحمولة زائدة حتى أن المركب أخذ يميل يمينا ويسارا بشكل مخيف وطالب البعض بتخفيف حمولة المركب بأن ينزل منها من يستطيع العوم لكن الكل خاف من الغرق حتى بدأت المركب في الغرق فعليا من المقدمة، وتعإلى الصراخ والاستغاثة لمدة ثلاث ساعات من بفي على السفينة يحاول التشبث بها بينما يشاهد الأخربن يغرقون أمام عيونهم دون أن يستطيعوا أن يقدموا لهم المساعدة، في حين أن استغاثاتهم لم تصل إلى احد ولم يبادر أحد إلى إنقاذهم حتى غرقت السفينة بالكامل.

يستكمل متولي البائس حديثه بأن صوت استغاثة ابنه وزوجته وصراخهما لن يفارقه وشعوره بالعجز في أن يفعل شيءا لإنقاذهما سيظل ملازما له باقي حياته، وها هو ينتظر المحاكمة هو وباقي الناجين بتهمة الهجرة غير الشرعية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد