كيف يستقبل الشعب الجزائري شهر رمضان المبارك؟، في البداية تكون التهنئة بقدوم الشهر الكريم، وأبرز عبارات التهنئة التي يستخدمها الشعب الجزائري هي “صح رمضانكم، وصح فطوركم، ومرحبا سيدنا رمضان، وكل عام وأنتم بخير، ويدخل عليكم بالصحة والخير والهنا”.

1- العادة الشعبانية في قسنطينة
هي من أبرز العادات والتقاليد لدى الشرق الجزائري، وتحديدا في ولاية قسنطينة، وهي من أقدم العادات، وفيها يجتمع القسنطيون بالأهل والأحباب في آخر يوم من شعبان، وكان هناك أماكن مخصصة لهذه الاجتماعات كالمقامات، وهدف العادة هو راقي للغاية، حيث يريد المجتمعون أن يدخل رمضان ولا يوجد فقير واحد يحتاج لأي شئ في رمضان.
ويقوم الأهالي في هذا اليوم بتجميع كل المؤن والأموال الممكنة بين أيديهم، ثم بعد ذلك يقومون بتوزيعها على المحتاجين من العائلة، بالإضافة إلى الاستماع إلى الابتهالات والمدائح الدينية للرسول عليه الصلاة والسلام.
وفي الشعبانية تعود كل فتاة متزوجة لقضاء ليلة عند أهلها قبل رمضان، وتمضي اليوم ببيت أهلها، ويعتقد من يمارس هذه العادة أن الفتاة ترجع إلى أهلها ليمد الله لها في عمرها وتعاود رمضانا جديدا معهم، وكما يقول المثل الشعبي القسنطيني “شعبان واللي عنده حبيب يبان”.
2- الأواني الفخارية والنحاسية الجديدة من العادات القديمة
إنها من العادات القديمة التي تحرص الأسر الجزائرية على اقتناؤها أولا بأول قبل قدوم الشهر الكريم، والمناسبات الدينية بشكل عام، وتسارع الجزائريات قبيل رمضان بالشراء من الخيم المنصوبة على الطرق التي تنجذب إليها المارة بأوانيها المزخرفة المصنوعة يدويا بأيادي النسوة الذين ترعرعوا على حب “الصنعة”.
وللأواني النحاسية التي تلفت انتباه المارة بحي القصبة شأن آخر، حيث تتفنن بعض الأسر المشهورة بصناعتها في عرضها، وعلى الرغم من قدم العادة إلا أن المرأة الجزائرية لا تزال متمسكة باستخدام الأواني النحاسية والفخارية في الديكورات الجديدة إلى الموائد الرمضانية.
3- رحلات توديع لفطار عند الشباب الجزائري
الشباب الجزائري مشهور بالدم الحامي، وعندما يوشك فجر رمضان على الطلوع يستعد أغلب الشباب بما يسمى “رحلات توديع لفطار” وهي أشبه ما يكون بحفلات توديع العزوبية إلا إنها تختلف قليلا.
واستعدادا لدخول الشهر الفضيل، يقوم بعض الشباب بالمبيت وسط الطبيعة من أجل تغريغ شحنات الضغط اليومي، ويقومون بإطلاق “مائدات شواء في الهواء الطلق” ويعيشون “خلوة” ولا يركز هؤلاء كثيرا في العادات الخاصة بالبيت الجزائري لأنهم يرونها من مسؤوليات النساء.
4- ماء الزهر المقطر
يعتبر “ماء الزهر المقطر” من العناصر الهامة التي يجب التدقيق في شراؤها لا سيما ماء زهر البرتقال المقطر لأنه يستخدم كثيرا في طهي الأطباق الجزائرية التقليدية.
كما أنه يتم شراؤه بشكل كثيف قبل دخول سيدنا رمضان إذ تكون المحلات المتخصصة في بيعه مليئة بالزبائن في طوابير.
5- الوزيعة رمز للتكافل
وتشتهر بها ولاية “تيزي وزو” يكون من خلالها إعانة محدودي الدخل على تحمل نفقات الشهر الفضيل،وتكون على شكل تجميع مبلغ من المال من عدد من العائلات، ليتم شراء ذبيحة يتم توزيع لحمها على الجميع مع مضاعفة من لم يشارك في ثمنها لأنه أكثر احتياجا من غيره.