قصة كفاح بعد عشرون عاماً من الكفاح جنيت ثمار ماحصدت

قصة كفاح واقعية حدثت بالفعل، طفل وُلد في ظروف قاسية لأب مدقع الفقر وأم مريضة ولم ينجبا غيره بسبب مرض الأم والتي توفيت بعد 4 سنوات من ولادته فأصبح يتيماً بلا أم تحنو عليه، وأب جعلته ظروف الحياة قاسياً على طفله الوحيد، ولكن كان لدى الطفل ارادة من فولاذ وحارب اليتم وقسوة أبيه واجتهد في الدراسة ولكن سرعان ما أخرجه والده من الدراسة في سن العاشرة للعمل من أجل أن يساعده في مصاريف الحياة.

رغم نبوغ الطفل واستجابته الرائعه للتعليم ولكنه لم يكن يملك من أمره شيءاً، فاستجاب لرغبة والده وعمل في احدى الورش لصيانة السيارات واجتهد وعمل وأتقن عمله حتى بلغ العشرين من عمره وتوفي والده بسبب ادمان الكحول والمخدرات.

ومن ثم ومن غير سابق انذار تم طرده من العمل بعد قضاء 10 سنوات كان فيها مخلصاً، مجتهداً، أميناً وذلك بسبب شخص حقود زرع الفتنه بين صاحب العمل وهذا الشاب وانه مثل ابيه وانه تاجر مخدرات ويتستر في الورشه من اجل نشاطه المشبوه، ولكن لم ييأس الشاب وذهب من أجل العمل عند شخص آخر ولكن صاحب العمل السابق كان أعطى تعليماته لعدم عمل هذا الشاب والحق به الأذى من تشويه لسمعته ولأمانته.

success1

اظطر الشاب للسفر خارج محافظته الصغيره لانعدام فرصة العمل فهو لايجيد الا ميكانيكا السيارات فقد قضى نصف عمره فيها تقريباً، وخرج يبحث عن العمل وبعد فترة من البحث وجد عمل عند أحد الأشخاص وكان رجلاً عجوزاً بلغ من العمر 65 عاماً، عمل هذا الشاب بكل اخلاص وتفاني وبعد سنة واحدة فقط، بفضل الله ثم بفضل اجتهاد هذا الشاب وعمله المتقن أصبح لديه صيت وسمعة واسعين بعد كانت الورشة بلا زبائن الا عدد قليل.

ولكن القدر لم يمهل الشاب الوقت لاستمراره في العمل، توفي صاحب الورشة وتم عرض الورشة للبيع من الورثة رغم الحاح الشاب على ابنائه بعدم بيعها لانها تدر دخلاً جيداً أو يتم تأجيرها له، ولكن لم يوافق الورثه وعرضوها للبيع وتم بيعها وتحويلها إلى مخزن ولم يجد الشاب أمامه الا السعي مجدداً للبحث عن عمل آخر.

ومع البحث المستمر وجدت ضالته رغم الراتب الضعيف ولكن لم يجد أمامه بديل آخر ومع الوقت أثبت الشاب كفاءته وتم زيادة راتبه وكان من حوله يضنون له الكراهية والحقد فهو متفاني في عمله لأقصى حد وللأسف أقنعوا صاحب العمل انه يسرق المعدات وانه غير أمين وأنه يُظهر الطيبة وفي الواقع هو خبيث.

وبالفعل صدق المثل  الشعبي القائل “الزن على الودان أمر من السحر” وتم طرده من العمل مجدداً.

nn6nn44864bd9d2_990955188

ومع التجوال والحال البائسة لم ينس هذا الشاب شكر الله على السراء والضراء وكان كثير الاستغفار لقناعته أن كل أمره خير وان مايحدث له ما هو الا اختبار من الله عز وجل ليعرف مدى قدرته على التحمل وشكر النعمة في السراء والضراء، ولم يلبث الشاب الا ووجد عمل آخر في ورشة صغيرة صاحبها رجل بلغ من العمر خمسون عاماً وكان متزوجاً ولكن توفيت زوجته وأبناءه الثلاثة في حادثة وهو يعيش وحده وشعر الرجل أن ظروفها متشابه فهما الاثنان وحيدان وفقدا أعز الناس اليهما.

ومرت السنوات والشاب في قمة عطاءه ويحاول التطوير من نفسه وتم توسعة الورشة وابتكار أفكار جديدة لديكور السيارة من الداخل، لم يكتفي بالميكانيكا فقط ولكن عمل على تطوير السيارة من الداخل بمعدات وكان يواكب التطور الحديث.

وفي ظل كل هذا العطاء والتفاني في العمل قاسمه صاحب الورشة في الأرباح لأنه صاحب الفضل بعد الله فيما وصلت اليه أرباح الورشة وبعد فترة من الوقت مات صاحب الورشة ولكن هذه المرة كان قد ترك مالم يتوقعه الشاب. فقد تم كتابة الورشة باسمه وفاءاً له وعرفاناً بجميله في تطور العمل.

وهذا الشاب اليوم يمتلك أفضل الورش والمعدات لصيانة السيارات ودرس عدة كورسات في مجاله ورزقه الله من فضله من أوسع الأبواب.

بعد معاناة منذ الصغر حتى بلوغه عامه الثلاثين كان في شقاء وابتلاء.. ولكن فرّج الله عنه بعد ذلك بفضل صبره وجهد وتفانيه في العمل والاستغفار والتيقن بأن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى.

الصبر والاستغفار هو مفتاح الفرج.

قصة من الواقع :)

3

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد