سلسلة سقوط الاندلس وسقطات المسلمين الجزء الأول (1)

ان الكلام عن الاندلس لا ينتهى ولو كتبت فيه الكتب والروايات ؛ وكثرت فيه الاقاويل والإرهاصات وما بين الحقيقه والسراب زمان لم نعايشه ولم ندرى تفاصيله.. ولكن المؤكد انه في يوم من الايام كانت هناك مأذنه في قلب أوروبا يجتمع حولها المسلمون للصلاه خمس مرات كل يوم.. وكان هناك جيشا عظيما يهدد ملوك روما !

كل طواغيت العالم كانوا لنا عبيدا ؛ أو يتمنون رضانا عنهم ؛ حتى لا نفتح بلدانهم وننشر فيها الاسلام حتى بدأنا في الانهيار تدريجيا وبدأ العراك بين ملوك المسلمين على السطله وكانت أول معارك السقوط ” معركه كوفودونجا” والتي انهزم فيها ابن العلقمى شر هزيمه وانتهت بتأسيس أول ولايات الفرنجه في شمال الاندلس ؛ وكانت اخرها “سقوط غرناطه” اخر معقل لمسلمى الاندلس.
لست بصدد سرد الاحداث التاريخيه ولكن المهم عندى أن احكى عن واقع الامر
اطلق الفرنجه حمله بعنوان ” حمله الاسترداد ” كانت هدفها الأول والاخير القضاء على الاسلام في أوروبا لم يكن الهدف هو الارض أو الحكم بل الهدف هو القضاء على الاسلام.
صمد المسلمون هناك قرابه الثمانيه قرون حرب هنا واخرى هناك.. هزيمه موجعه وانتصار يعيد البهجه والطمأنينه ويزرع الامل من جديد.
وبعد سقوط غرناطه بدأ عهد جديد.. عهد لايعرف رحمه لمسلم ولا احتراما لمقدسات تحولت الجوامع إلى كنائس وفر المجاهدون في جبال “مالقه” ” وبالنسيه” وغيرها من جبال الاندلس بقياده “محمد بن اميه” ” وابى موسى الثغرى “.
ولكن المفجع في الامر انه كعاده من تخلى عن فريضه الجهاد ؛ أن ينتظر النصره من عدوه بوعد ؛ أو ينتظر من يحارب عنه ؛ فقد ظل مسلمى الاندلس كل يوم ينتظرون الجيش الذي سيرسله السلطان العثمانى أو ملك المغرب العربى أو حتى مصر ؛ ولكن السلطان كان غارقا في وحل الديون أو المعارك الجانبيه ومصر غارقه في معارك مماليكها من العبيد !
وملك المغرب اكتفي بهجمات المجاهدين المغربيين لشواطىء اسبانيا والتزم الصمت..

وقد، كتب المطران ربيرا، مهندس قرار الطرد، تقريرا عن الوضع قدمه إلى الملك، وقال فيه:”إن الدين الكاثوليكى هو دعامة المملكه الاسبانيه، وإن المورسكيين لا يعترفون ولا يتقبلون البركة ولا الواجبات الدينية الأخيرة، ولا يأكلون لحم الخنزير، ولا يشربون النبيذ، ولا يعملون شيءا من الأمور التي يقوم بها النصارى…” ثم يضيف:”إننا لا نثق في ولائهم لأنهم مارقون، وإن هذا المروق العام لا يرجع إلى مسألة العقيدة، ولكنه يرجع إلى العزم الراسخ في أن يبقوا مسلمين، كما كان آباؤهم وأجدادهم. ويعرف مفتشو العموم أن المورسكيين -بعد أن يحجزوا عامين أو ثلاثة وتشرح لهم العقيدة في كل مناسبة- فإنهم يخرجون دون أن يعرفوا كلمة منها، والخلاصة أنهم لا يعرفون العقيدة، لأنهم لا يريدون معرفتها، ولأنهم لا يريدون أن يعملوا شيءا يجعلهم يبدون نصارى” . وفي تقرير آخر يقول المطران نفسه:”إن المورسكيين كفرة متعنتون يستحقون القتل، وإن كل وسيلة للرفق بهم فشلت، وإن أسبانيا تتعرض من جراء وجودهم فيها إلى أخطار كثيرة وتتكبد في رقابتهم والسهر على حركاتهم وإخماد ثوراتهم كثيرا من الرجال والمال”
وهنا بدأت مرحله التنصير القصرى والهجره بعيدا عن بلاد الاندلس ؛ وفشلت الثورات رغم ما حققته من انجازات مؤقته وخسائر عظيمه لدوله القشتاليين

يتبع..


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد