زيارة عيدروس الزبيدي إلى روسيا ومهرجان الألقاب

تصدر اسم عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، محرك بحث جوجل، بعد زيارة له إلى روسيا، دار حولها كثير من الجدل. لكن في السطور التالية لن أتحدث عن شيء إلا عن مهرجان الألقاب الذي يسبق اسمه.

 

ألقاب عيدروس قاسم الزبيدي

بعد بروز اسم عيدروس الزبيدي في محرك بحث جوجل، تصفحت عددا من المواقع اليمنية من أجل معرفة تفاصيل الزيارة.

ولكن هالني ما رأيته، كل المواقع تقريبا تكتب اسم عيدروس الزبيدي بهذه الطريقة: “اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية”.

وهذا التعريف وتلك الألقاب تعبر بكل وضوح عن أزمتنا الحقيقية كعرب، بالتأكيد من يمجد ويفخم في عيدروس الزبيدي هم مؤيديه، ووضع كل تلك الألقاب يؤكد أن كل طرف يهتم ويدعم الشخص الذي يمثله على حساب وطن كامل.

لماذا كل هذه الألقاب لشخص سافر إلى روسيا من أجل أن يتحدث عن رقابة دولية على ما يحدث في جنوب اليمن، ومن أجل حل كل القضايا هناك، وإنهاء الحرب وإحلال السلام الشامل، وضمان حل عادل لقضية الجنوب!.

ألا يكفي لقب واحد؟. الدول التي تصدر الغذاء والدواء والسلاح تكتفي بلقب واحد للشخص الذي يقود هذه الدولة؛ فلماذا نبالغ نحن العرب بهذه الطريقة؟!. شخص يقود دولة تقسمت وتعاني الويلات، أو يمثل شريحة من مجتمع بائس، وتجد مؤيديه يفخمون ويعظمون ويجمعون الألقاب له وكأنه سوف يدخل بها موسوعة جينيس.

حتى أن البؤس وصل ببعضهم إلى أن ينشر صورة مركبة تجمعه مع الرئيس بوتين، وكأن هذه الصورة سوف تمنحه فخرا أو قيمة ما.

عيدروس الزبيدي

للأسف الشديد لن يتغير حال العرب، ولن تخرج الدول المنكوبة من دوامتها؛ إلا إذا آمنت الشعوب بأن التقدم يأتي بالتفكير في الوطن وليس في الأشخاص، وبأن يؤمن كل قائد بأنه شخص اختاره القدر لمهمة عظيمة يجب أن يلبي فيها طموح من وضعوا ثقتهم فيه، لا أن تلمع عيناه عندما يسمع الألقاب تتناثر قبل اسمه.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد