جوجل يغير واجهته الرئيسية احتفالا بذكرى “الحاجة الحمداوية” مطربة الملوك 

بعد أن دقت الساعة تمام الثانية عشر من منتصف الليل غير جوجل واجهته الرئيسية احتفالا بذكرى الحاجة الحمداوية وذلك من خلال نشر صورة من الرسوم الكرتونية لها تكريماً وتخليداً لذكراها بعد مرور أكثر من عام على وفاتها، اما عن الحاجة الحمداوية فهي أشهر مطربة شعبية من المغرب وقد رحلت عام 2021 بعد أن مرت بوعكة صحية شديده وذلك عن عمر يناهز 91 عاماً. 

الحاجة الحمداوية
الحاجة الحمداوية

جوجل يغير واجهته الرئيسية احتفالا بذكرى “الحاجة الحمداوية” مطربة الملوك 

بمجرد أن تبدأ استخدام محرك البحث جوجل لابد أنك ستجد صورة كرتونية للحاجة الحمداوية وهي تغني وخلفها الفرقة الموسيقية، وستسأل نفسك من هي الحاجة الحمداوية؟ 

الأسم الحقيقي لها هو “الحاجية الحمداوية”، وقد ولدت في نفس هذا اليوم عام 1930 بمدينة الدار البيضاء، واكتسبت موهبة الغناء من أبيها الذي كان من عشاق فن العيطة، وكانت تعتبر إحدى الأيقونات الغنائية في هذا المجال، والتي لم ولن تتكرر خاصة في المجال الشعبي والتراث المغربي. 

الحاجة الحمداوية
الحاجة الحمداوية

بدأت مسيرتها الفنية في الستينات والسبعينات، لكنها أعلنت اعتزالها للغناء قبل وفاتها بعدة أشهر بسبب إصابتها بمرض سرطان الدم وأعراض الشيخوخة. 

قبل وفاتها سلمت الراية للمغنية المعروفة “كزينة عويطة”، وهي ابنة العداء المشهور سعيد عويطة، والتي استطاعت ان تمتلك التراث الغنائي لأعمال الفنانة الراحلة. 

خلال مسيرته الغنائية تعرضت للكثير من العثرات المادية والظروف الصحية الصعبة فقد كانت احيانا تقف عاجزة أمام توفير الدواء والمسكن، لكن المملكة المغربية كانت تساندها دائما وتساعدها في النهوض من جديد والعودة لمجدها مرة أخرى. 

“الحاجة الحمداوية” مطربة الملوك

أطلق على ” الحاجة الحمداوية” مطربة الملوك ويرجع السبب لتلك التسمية لأنها عاصرت عهد العديد من ملوك المملكة المغربية وهم ( محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس)، بالإضافة إلى ذلك فقد قامت بالغناء أمام العديد من الملوك خلال مسيرتها الغنائية في أشهر مسارح وقصور المغرب العربي.

الحاجة الحمداوية
الحاجة الحمداوية

كما أنها قدمت العديد من اغانيها في حفلات الجنرال محمد أوفقير والعديد من رجال الدولة، وكانت أحد المشاركين في إحياء زفاف الملك محمد السادس كما شاركت أيضا في أحياء حفل زفاف شقيقه الأمير مولاي رشيد.

بداية مشوارها الفني 

قامت  الحاجة الحمداوية بالإنضمام إلى فرقة “الفنان بوشعيب البيضاوي” المسرحية، وذلك قبل أن يكتشف موهبتها الغنائية الفريدة وخامة الصوت التي تملكها خاصة عند غناء فن العيطة، بعدها نالت شهرة واسعة وأنتشرت أغانيها بشكل كبير في المغرب، ثم قامت بالعديد من الجولات حول العالم تنشر من خلالها فن العيطة وأصبحت رائدة من رواد هذا الفن في المغرب، وتركت ورائها بصمة خالدة على التراث المغربي.

أزماتها السياسية في عهد الاحتلال

مرت “الحاجة الحمداوية” بالعديد من الأزمات السياسية بسبب أغانيها خاصة في مرحلة االإستعمار، فقد كانت ضيفة دائمة على مخافر الأمن الفرنسي بعد كل أغنية تغنيها لتستنطق معاني الكلمات التي تغنيها وتوضح المقصود منها والتلميحات التي تشير إليها.

الحاجة الحمداوية
الحاجة الحمداوية

غنت في الخمسينات اغنية “آش جاب لينا حتى بليتينا آ الشيباني… آش جاب لينا حتى كويتينا آ الشيباني… فمو مهدوم فيه خدمة يوم”، وقد كان لهذه الأغنية صدى كبير فارق في مشوارها الغنائي فأصبحت على لسان جميع المغاربة في ذلك الوقت. 

لكن كانت هذه الأغنية سلاح ذو حدين فبعد أن ذاقت بسببها طعم الشهرة والنجاح ذاقت مرارة السجن والتعذيب، حيث تم توجيه الاتهام لها من الإدارة الاستعمارية الفرنسية في الدار البيضاء بأنها تذم “ابن عرفة” الذي قامت سلطات الحماية الفرنسية بتنصيبه سلطانا على المغرب بعد إصدار قرار نفي السلطان الشرعي للمغرب محمد الخامس.

بالإضافة إلى ذلك فقد تعرضت الحمداوية للتعذيب والاعتقال والتعنيف فترة الاستعمار، وكانت الفرق الغنائية في ذلك الوقت لا تتنقل بين المدن إلا بعد الحصول على ترخيص وإذن مختوم من الإدارة الاستعمارية، وتم إصدار قرارات بعدم إعطاء التصاريح لمن يغنون أنواع معينة من “العيوط” وبشكل خاص التي تحرض على الاستعمار وتثير العاطفة الوطنية. 

انتهزت الحمداوية الفرصة للتخلص من تلك المضايقات ورحلت إلى باريس وتعرفت على مجموعة من الفنانين المغاربة وكذلك العرب، واستطاعت أن تبدع في أداء الاغاني، لكنها لم تسلم أيضا من المضايقات والاستجوابات عناصر الأمن، فعادت مرة أخرى لوطنها بعد عودة السلطان محمد الخامس من المنفى.

وبعد أن انتهى عصر الاحتلال ونالت المغرب استقلالها توالت نجاحاتها من جديد وغنت في القصور الملكية وأطلق عليها مطربة الملوك.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد