نزوح أكثر من 2800 شخصٍ من طرابلس في ظلّ وضعٍ إنسانيٍّ خطيرٍ في ليبيا

أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا نزوح أكثر من 2800 شخص من طرابلس، والمناطق القريبة، وهروبهم من القتال الدائر هناك. مشددة على أنّ الوضع الإنساني في ليبيا “في خطر”.

نزوح أكثر من 1800 شخص من طرابلس

 

وقالت منسّقة منسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا، ماريا ريبيرو، في بيان، اليوم الاثنين، إنّ: “أكثر من 2800 شخص فرّوا من المعارك الدائرة في محيط العاصمة طرابلس”، مشيرة إلى أنّ “تصاعد العنف يزيد من معاناة اللاجئين والمهاجرين المحتجزين تعسفيًا في مراكز الاحتجاز في مناطق النزاع”.

 

منسقة الشئون الإنسانية في ليبيا
منسقة الشئون الإنسانية في ليبيا

 

هدنة إنسانية

 

دعت الأمم المتحدة إلى “هدنة إنسانية مؤقتة للسّماح بتوفير خدمات الطوارئ، والمرور الطوعي للمدنيين، بمن فيهم الجرحى للخروج من مناطق القتال”.

 

وتتواصل منذ بداية شهر أبريل الجاري، عمليات قتالية عسكرية بين قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، والقوات التابعة لحكومة الوفاق الليبي بقيادة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج.

 

 

وكان خليفة حفتر وفائز السراج التقيا في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بدعوة من المبعوث الدولي إلى ليبيا غسّان سلامة، بداية شهر مارس الماضي.

 

وقال الناطق باسم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، محمد السلّاك، إنّ: “لقاء أبو ظبي كان تشاوريًّا”، مؤكدًا أنه “تم الاتفاق على تقليص المرحلة الانتقالية، والإسراع في إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري 2019، وتوحيد مؤسسات الدولة ودعم جهود المبعوث الأممي”.

 

واتفق الطرفان، وفق بيان للبعثة الأممية، “على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة، والعمل من أجل الحفاظ على استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها”.

 

المنظمة الدولية للهجرة توقف نشاطها

 

أوقفت المنظمة الدولية للهجرة كافة نشاطاتها في العاصمة طرابلس، بسبب العمليات القتالية العسكرية الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس.

 

وتقدم هذه المنظمة الخدمات لفائدة المهاجرين غير الشرعيين بسبب المعاركة الدائرة بين الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، والمجموعات المسلحة، في محيط العاصمة طرابلس.

 

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم الاثنين، إنّ: “عددًا كبيرًا من المدنيين محاصرون، ولا يستطيعون الوصول إلى خدمات الطوارئ”.

 

وجاء في تقرير للمنظمة الأممية، أنّ “النّشر السّريع المتزايد للقوات المسلحة يمكن أن يؤدّي إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان”. مضيفًا أن “وكالات الإغاثة على الأرض، لديها ما يكفي من الإمدادات الطبية الطارئة لعلاج ما يصل إلى 210 آلاف شخص، والتعامل مع 900 حالة إصابة لمدة ثلاثة أشهر”.

 

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، اليوم، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الأعمال القتالية في محيط العاصمة طرابلس إلى 25 قتيلًا و80 جريحًا.

 

تونس تدعو إلى حقن دماء الليبيين

 

دعت  تونس، اليوم، إلى “الوقف الفوري للاقتتال وحقن الدماء الليبية”، وجددت تأكيدها على أهمية التزام جميع الأطراف بالتهدئة وضبط النفس وتغليب الحوار لتجنيب الشعب الليبي الشقيق مزيد المعاناة والاقتتال.

 

بيان وزارة الخارجية التونسية

 

 

وشدّدت على “ضرورة الحفاظ على المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة، مع ضرورة توفير كل ظروف نجاح المؤتمر الوطني الجامع، كمرحلة أساسية على طريق التوصل إلى حلّ سلميّ، توافقي، يعيد لليبيا أمنها، واستقرارها، ويجنب الشعب الليبي مزيد الفرقة والتطاحن”.

 

وتتواصل العمليات العسكرية على تخوم العاصمة طرابلس بالرغم من الدعوات إلى وقف القتال، والدفع نحو حلّ سلميّ يراعي مصلحة الليبيين، جميعًا.

 

احتياطات ميدانية

 

أكدت وزارة الدفاع الوطني التونسي، أنها “اتخذت كل الاحتياطات الميدانية لتأمين الحدود الجنوبية الشرقي، ومواجهة التداعيات المحتملة، في ظلّ ما يشهده الوضع الأمني في ليبيا، من توتر، وتحسّبًا لما قد ينتج عنه من انعكاسات على المناطق المتاخمة للحدود التونسية الليبية”.

 

ودعت العسكريين في بيان لها، إلى “مزيد ملازمة اليقظة، والحذر، وتعزيز التشكيلات العسكرية من تواجدها بالمعبرين الحدوديين، بكل من ذهيبة، ورأس جدير،  مع تشديد المراقبة باستغلال الوسائل الجوية، ومنظومات المراقبة الالكترونية، للتفطن المبكّر لكل التحركات المشبوه”.

 

وتتخوّف تونس من أن تدفع المعارك القتالية في محيط العاصمة الليبية طرابلس، إلى هروب الإرهابيين، وتجاوزهم للحدود التونسية الممتدّة بين تونس وليبيا، ولذلك فقد دعت إلى ملازمة الحذر واليقظة.

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد