أُقِيمَت مبادرة “بالعربي”، وهي إحدى المبادرات التي أطلقتها مؤسسة قطر تحت عنوان “للأفكار صدى وصوت”، وذلك بحضور عدد من صناع المحتوى والمسؤولين والإعلاميين والمثقفين على مدار اليومين 19 و20 من شهر أبريل الجاري، وركزت هذه المبادرة على إبداعات الشباب العرب وعلى تجاربهم الملهمة في العمل والحياة.
ولم تكتفِ هذه المبادرة على الجلسات الحوارية بل شهدت مساحات إبداعية وأنشطة تفاعلية جمعت بين المؤسسات الإقليمية والمحلية، والتي كانت عبارة عن منصة مفتوحة لعرض المشاريع وتبادل الخبرات والأفكار في بيئة تحفز الابتكار وتحتفي بالهوية العربية.
وحضر القمة أكثر من 500 مشارك من الشرق الأوسط ومن شمال أفريقيا والعالم، وتنوعوا ما بين مبدعين ورواد أعمال وصناع محتوى في مبادرة تهدف لوضع نقطة التقاء ما بين الابتكار الفني والعلمي واللغة العربية.
وتنوعت الجلسات في الملتقى ما بين الفكر والفن والتأمل في قضايا المستقبل والحاضر، وبدأ الملتقى الفنان التونسي “لطفي بوشناق” بأداء موسيقي ثم بعد ذلك كانت فقرة فداء الدين الخاشي من اليمن في جلسة كانت عنوانها “الهوية لا تترجم” فتناول في فقرته أهمية القصة العربية واعتبرها أداة ممتازة لمواجهة الفروقات الثقافية، ووضح أهمية التعليم باللغة العربية وخصوصا في المراحل الابتدائية من أجل تعزيز الهوية العربية عند الأبناء.
ونالت القمة دعمًا واسعًا من قبل مؤسسات تعليمية وثقافية عربية وإقليمية وتأتي في مقدمتها مؤسسة مسك من المملكة العربية السعودية والتي قدمت عرضًا مميزًا عن تجربة مجلس أثر الشباب.
كما أكد “تركي السجان” وهو المدير التنفيذي للتنمية والشراكات في مؤسسة مسك على ضرورة التعاون بين المؤسسات العربية لتمكين الشباب، وقال إن المؤسسة تهدف لتمكين الشباب وتحسين دورهم في بناء المجتمعات وأن هذا المؤتمر يعتبر مساحة عربية جيدة للتفاعل مع الشباب العربي من جميع الأنحاء.
وأكد أيضًا على دعمه لآلاف الشباب عن طريق تدريبهم وتحسين المشاريع والمشاركة في المحافل الدولية، وأن هذا الدعم قد انعكس بشكل كبير على قصص النجاح التي يجدونها باستمرار وفي تأسيس مبادرات ومنظمات وشركات يقودها شباب أصبحوا جزءًا من عملية التغيير.
واعتبر أن مثل هذه الملتقيات تلعب دورًا جيدًا وأساسيًا في بناء الوعي في الشباب العربي وعلى تحسين شعورهم بالانتماء للهوية العربية، حيث إنهم ينتمون إلى هوية واحدة تتجاوز الحدود الجغرافية وإن هذا المؤتمر ليس فقط منصة تحاور بل هو عبارة عن مساحة لبناء شبكة من التعاون وتوليد الأفكار الجديدة وتبادل التجارب.
كما عرض الروائي السوداني مهند رجب تجربته وتجارب عدد من الزملاء في إنشاء مكتبات في كافة أنحاء السودان؛ من أجل تعميم المعرفة والتشجيع على القراءة، وقال إن هذه الفكرة جاءت بإقامتهم حفلات غنائية وتذكرة الدخول فيها عبارة عن كتاب، فشهدت حفلاتهم صدى واسعًا وحصلوا على دعم واسع من جهات دولية وإقليمية وبذلك فقد أسسوا العديد من المكتبات.
كما عرض الناشط المصري “تيمور الحديدي” تجربته في بناء منزل من الركام عن طريق العمل الدؤوب والذي تطلب منه الاستمرار والإصرار على تدوير كمية كبيرة من الركام والمواد المستهلكة والمستعملة.
وعرض أمام الحاضرين شكل المبنى بعد بنائه وكيف أنه شمل مواد تم إعادة تدويرها بنسبة 80% وبدا منزلًا مميزًا وعصريًا، وكان قد شارك في بنائه وتصميمه مهندسون محترفون وكان هدفهم توضيح أهمية تدوير المواد المستهلكة والسلع.
ومن الكويت عرضت “سمية الميمني” تجربتها في إنشاء مبادرة خيرية حيث بدأت بتجميع 2 دينار كويتي من الطلبة في الجامعات؛ حتى تدير عملًا تطوعيًا عالميًا من أجل بناء المدارس في كافة أنحاء العالم العربي وآسيا وأفريقيا، وذكرت أنها حرصت على تنظيم الزيارات للمتبرعين حتى يروا تأثير تبرعاتهم عن قرب وكيف أن تبرعات رغم أنها كانت قليلة ولكن أثرها كان مؤثرًا وكبيرًا للغاية.
ومبادرة “بالعربي” هي عبارة عن مبادرة أطلقتها مؤسسة قطر من أجل الاحتفاء بجمال اللغة العربية وتنوع أفكارها وثقافتها وتشجيع النطق بها وتسليط الضوء على إبداعات وقصص الشباب العربي مع الحرص على بناء المجتمعات التي تكون متفاعلة وتنهض بالقيم.