غسّان سلامة يعلن عن تأجيل الملتقى الوطني لحلّ الأزمة الليبية

أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، قبل قليل، عن تأجيل الملتقى الوطني الجامع لحلّ الأزمة الليبية، إلى أقرب وقت ممكن، بسبب ما يحدث من اقتتال، هذه الأيام، في العاصمة الليبية طرابلس، بين قوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، من جهة، وقوات حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، وميليشيات أخرى، من جهة أخرى.

المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة

 

وبدا سلامة في بيانه، جدّ محبط من “طبول الحرب”، كما قال، التي تقرع، في ليبيا، مشيرًا إلى تفاجئه بالهجوم على طرابلس “فوجئنا بدقّ طبول الحرب بهجوم غير متوقّع”، في الوقت الذي كان يعدّ العدّة فيه لتنظيم “الملتقى الوطني الجامع لحلّ الأزمة الليبية”، بمدينة غدامس، غرب ليبيا.

 

طبول الحرب في طرابلس

 

قال غسّان سلامة، في بيان صحفي، نشره على موقع البعثة الأممية إلى ليبيا: “لقد فوجئنا بدقّ طبول الحرب من جديد بهجوم غير متوقع، وعودة الاقتتال بين الليبيين، بما يهدد العملية السياسية، وأمل الانفراج المنشود، ويزعزع الحد الأدنى من الثقة اللازمة لإطلاق أي حوار مثمر”.

 

نزوح أكثر من 2800 شخص من طرابلس

 

وأضاف أنه كان يعتقد أنّ: “الوضع قد نضج، واجتمعت الشروط الضرورية التي تمكِّن من التوصل لحل فعلى للأزمة الليبية من خلال تسوية سياسية، وميثاق مشترك والتزامات مُحدَّدة تحترم الثوابت الوطنية الليبية، وتضع البلاد على سبيل التعافي، والسلم، واستعادة الوحدة، والسيادة، وتمكين المواطنين من العيش الكريم”.

 

وشدّد غسان سلامة، على أنه “قرّر التعامل مع هذا المستجدّ الخطير بحذر، ومسؤولية، ودون تسرّع ، حتّى لا نسهم في إضاعة الفرصة التاريخية المتاحة، ونهدر كل هذا الوقت الذي مرّ على الليبيين من المآسي، ومن تدهور للمستوى المعيشي، ومن استنزاف لثرواتهم، ولصبرهم”.

 

حتى لا تضيع الفرصة التاريخية

 

وأكد على أنّ “هذا الحذر، وهذا التأنّي، لا يعنيان أبدًا أننا سوف نحيد، ولو بأنملة، عمّا ما التزمنا به أمام عشرات الآلاف ممن شاركوا في مشاوراتنا، وعمّا عبَّرْتُ عنه أنا أمام عموم الليبيين، منذ أتيت بلادكم العزيزة، أن نبذل كل ما في وسعنا للذهاب في أقرب وقت لتسوية توحِّد المؤسسات السياسية والاقتصادية، بما يضمن قيام دولة، سيّدة، موحّدة، مدنيّة، وديمقراطية، تحترم حقوق كلّ مواطنيها، وتنصِف كلّ مناطقها، وفئاتها الاجتماعية، يتمّ فيها تدأول السلطة سلميًا، ويحتكم فيها لصندوق الاقتراع دون غيره”.

 

وكرّر المبعوث الأمم إلى ليبيا، غسان سلامة، حرصه، على عقد الملتقى الوطني في أقرب وقت، حتى لا تضيع هذه الفرصة التاريخية، بحسب تعبيره.

 

لا يمكن تنظيم الملتقى

 

وقال غسان سلامة، في حسرة، على ضياع جهد كبير تمّ بذله، لتقريب وجهات النظر بين الليبيين، بمختلف مشاربهم، وأفكارهم: “لا يمكن لنا أن نطلب الحضور للملتقى، والمدافع تُضرَب، والغارات تُشَنّ، دون التأكد من تمكّن كل الذين أبدوا الاستعداد للاستجابة لهذا الواجب الوطني التاريخي من عموم مناطق البلاد، ومن تأمين سلامتهم وحريتهم بالتعبير عن رأيهم”.

 

الحرب في أحياء من العاصمة الليبية طرابلس

 

وشدّد على أنه “سيعمل بكل ما أوتي من قوة على عقد الملتقى الوطني الليبي، بأسرع وقت ممكن، دون إقصاء أحد، أو استثناء أحد، في اليوم الذي تتأمّن فيه مجددًا شروط نجاحه”.

 

وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، دعا إلى وقف فوريّ للاقتتال الحاصل في العاصمة الليبية طرابلس بين ليبيا الشرق، بقيادة خليفة حفتر، وليبيا الغرب بقيادة فائز السراج.

 

وارتفعت الدعوات من مختلف الدول، مطالبة بوقف الحرب، والاحتكام إلى الحلّ السياسي، بعيدًا عن الحلول العسكرية، التي لم تجلب سوى المآسي للشعب الليبي، الذي بفي يعاني، منذ فبراير 2011.

 

وتتواصل المعارك في العاصمة الليبية طرابلس، منذ بداية الشهر الجاري، وتطورت في اليومين الأخيرين، ليتمّ اللجوء إلى استعمال الطائرات، للقصف الجوّيّ، ما يعني أنّ الوضع يتّجه نحو التصعيد.

 

وسبق أن أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أنّ الملتقى الوطني الليبي الجامع، سيعقد في مدينة غدامس، غرب ليبيا، من 14 إلى 16 أبريل 2019.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد