شاهد كيف تحول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد إلى شخصية حقيقية في موطنه بالأحساء
إذا كنت من محبي الشعر الجاهلي والتاريخ العربي، فلدينا لك مفاجأة ثقافية غير مسبوقة. تخيل أن تقابل الشاعر الجاهلي الشهير طرفة بن العبد في موطنه بالأحساء، وتسمع منه بيوتًا من معلقته الرائعة، التي تعد من أجمل القصائد العربية القديمة، وهذا ما تقدمه لك مبادرة فنية تستخدم تقنية الواقع المعزز، والتي تمكنك من رؤية الشاعر طرفة بن العبد وتفاعل معه باستخدام تطبيق خاص على الهاتف الذكي.
من هو طرفة بن العبد؟
طرفة بن العبد هو أحد أشهر الشعراء الجاهليين، وصاحب المعلقة الثامنة من المعلقات العشر، التي تعد من أجمل القصائد العربية القديمة، ولد طرفة في القرن السادس الميلادي في قبيلة بكر بن وائل، ونشأ في بيئة قروية بسيطة في الأحساء، وهي منطقة واقعة في شرق شبه الجزيرة العربية، تشتهر بالزراعة والنخيل والينابيع.
كان طرفة شاعر موهوب ومبدع، يتميز بالحرية والجرأة والفكاهة في شعره، وينتقد فيه الظلم والفساد والتبذير والتكبر، كما كان طرفة شاعر مغامر ومسافر، يزور بلادًا مختلفة ويتعرف على حضاراتها وثقافاتها، وينشد فيها عن تجاربه ومشاعره وآرائه، ومن أشهر رحلاته رحلته إلى الحجاز، حيث شاهد الكعبة المشرفة والمدينة المنورة، وألقى قصيدته الشهيرة في معرض العكاظ، والتي أثارت إعجاب الحاضرين وغضب الحاكم.
لم يكن طرفة محظوظًا في حياته، فقد عانى من الفقر والمرض والمطاردة والنفي، وقد لقي حتفه بطريقة مأساوية، حيث قتله عمه الملك المنذر بن معاوية، بعد أن اتهمه بالخيانة والتآمر عليه، وذلك بناء على شعر طرفة الذي اعتبره مهينًا ومسيئًا له، وقد كان عمر طرفة حينئذ لا يتجاوز الثلاثين عامًا.
ما هي مبادرة “طرفة بن العبد في الأحساء”؟
مبادرة “طرفة بن العبد في الأحساء” هي مبادرة فنية تستخدم تقنية الواقع المعزز لإحياء شخصية الشاعر طرفة بن العبد ومعلقته الشهيرة في مواقع تاريخية وثقافية بالمنطقة، وتعد هذه المبادرة الأولى من نوعها في العالم العربي، حيث تمكن الزوار من رؤية الشاعر طرفة بن العبد وسماع قصائده بصوته الأصيل، وذلك باستخدام تطبيق خاص على الهواتف الذكية، يتيح لهم تفاعل مباشر مع الشاعر والمواقع التي ألهمته في إبداعاته.
وقال المشرف على المبادرة، الفنان والمخرج السعودي عبدالله العيسى، إن الهدف من هذه المبادرة هو إعادة تقديم الشاعر طرفة بن العبد للجمهور الحالي، وتسليط الضوء على تراثه الشعري والثقافي، وتعزيز الوعي بالهوية الوطنية والإقليمية.
وأضاف العيسى أن المبادرة استغرقت أكثر من عام من العمل الفني والتقني، وشارك فيها فريق من الخبراء والمتخصصين في مجالات الشعر والتاريخ والتصميم والبرمجة والتمثيل والإخراج، وأوضح أن المبادرة تضمنت تصوير الشاعر طرفة بن العبد بطريقة ثلاثية الأبعاد، وتسجيل صوته باللهجة الأحسائية القديمة، وتحديد المواقع التي كان يرتادها وينشد فيها، وتطوير تطبيق يمكن تحميله مجانًا على الهواتف الذكية.
كيف يمكن للزوار الاستمتاع بالمبادرة؟
للزوار الراغبين في الاستمتاع بالمبادرة، عليهم اتباع الخطوات التالية:
- تحميل تطبيق “طرفة بن العبد في الأحساء” على الهاتف الذكي من خلال الموقع الإلكتروني أو متجر التطبيقات.
- التوجه إلى أحد المواقع المشاركة في المبادرة، وهي: قصر إبراهيم، ومتحف الأحساء، ومسجد جواثا، ومنتزه القارة، ومنطقة القرى التراثية.
- تشغيل التطبيق وتوجيه الكاميرا نحو العلامات الموجودة في الموقع، والتي تحمل صورة الشاعر طرفة بن العبد أو بيتًا من شعره.
- مشاهدة الشاعر طرفة بن العبد وهو يتحدث إليك وينشد لك بيوتًا من معلقته الشهيرة، والتي تتناول مواضيع مختلفة مثل الحب والحياة والمجد والحزن والفرح.
- التفاعل مع الشاعر طرفة بن العبد بالضغط على الأيقونات الموجودة على الشاشة، والتي تمكنك من طلب المزيد من الشعر أو الاستماع إلى تفسير أو ترجمة الشعر أو مشاركة الشعر مع الأصدقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- الاستمتاع بالمناظر الطبيعية والمعالم الثقافية والتاريخية التي تحيط بك في الموقع، والتي تعكس جمال وتنوع وثراء الأحساء.
ما هي الفوائد والتحديات التي تواجه المبادرة؟
من الفوائد التي تقدمها مبادرة “طرفة بن العبد في الأحساء”، ما يلي:
- إحياء شخصية تاريخية وثقافية هامة، وتقديمها بطريقة مبتكرة وممتعة للجمهور، مما يساهم في تعزيز الوعي بالتراث الشعري والفني والهوية الوطنية والإقليمية.
- استخدام تقنية الواقع المعزز، وهي تقنية حديثة ومتطورة، تمكن الزوار من الاندماج مع الشاعر طرفة بن العبد والمواقع التي ألهمته، وتوفر لهم تجربة فريدة ومثيرة ومفيدة.
- تنويع السياحة الثقافية في المملكة، وجذب الزوار من داخل وخارج البلاد، وتقديم لهم فرصة للتعرف على الأحساء وجمالها وتاريخها وثقافتها.
من التحديات التي تواجه مبادرة “طرفة بن العبد في الأحساء”، ما يلي:
- الحفاظ على الدقة والمصداقية في تقديم الشاعر طرفة بن العبد وشعره، وعدم التعدي على حقوق الملكية الفكرية أو الاستغلال التجاري للمبادرة.
- التغلب على الصعوبات الفنية والتقنية التي قد تحدث أثناء تشغيل التطبيق أو التفاعل مع الشاعر طرفة بن العبد، مثل انقطاع الإنترنت أو تدني جودة الصوت أو الصورة أو الاتصال.
- الترويج والتسويق للمبادرة بشكل فعال ومناسب، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الزوار المهتمين بالشعر والثقافة والتاريخ.
مبادرة “طرفة بن العبد في الأحساء” هي مبادرة فنية رائدة ومميزة، تستحق الاهتمام والتقدير، لما تقدمه من تجربة ثقافية وترفيهية وتعليمية للزوار، ولما تساهم فيه من إحياء شخصية الشاعر طرفة بن العبد وتراثه الشعري والفني، وتعزيز الهوية الوطنية والإقليمية، نتمنى للمبادرة التوفيق والنجاح، وندعو الجميع لزيارتها والاستمتاع بها.