في ظل الأوضاع الإنسانية المتفاقمة التي يعيشها أهل غزة، نتيجة الحصار المفروض عليهم وما نتج عنه من نقصٍ حادٍّ في الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية، أصدرت دار الإفتاء الليبية بيانًا يدعو المسلمين في ليبيا وخارجها إلى توجيه زكاة الفطر هذا العام إلى أهل غزة، استنادًا إلى الأدلة الشرعية التي تجيز نقل الزكاة إلى الأكثر احتياجًا من المسلمين.

أكد مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء الليبية أن نقل الزكاة إلى أهل غزة أمر جائز شرعًا، نظرًا لحالة الفقر والمجاعة التي فرضها الحصار، واستدل بعدة أدلة شرعية، منها:
-
قول الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: 60]، مما يدل على أن الزكاة تصرف لمن هم أكثر احتياجًا في أي مكان.
-
ما ثبت عن الصحابي معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان ينقل الصدقة من اليمن إلى المدينة نظرًا لحاجة أهلها.
-
ما ورد في كتب الفقه المالكي بأن المسلمين أسوة فيما بينهم، فإذا اشتدت الحاجة في بلد، جاز نقل الزكاة إليها.
رأي الفقهاء في نقل الزكاة
أوضح البيان أن الأصل في زكاة الفطر أن تُصرف داخل البلد الذي يقيم فيه المكلَّف، لكن ذهب بعض العلماء، كالإمام مالك وأبي حنيفة – رحمهما الله – إلى جواز نقل الزكاة إلى بلد آخر إذا وُجد من هو أشد حاجة، واستدلوا بعموم قول الله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: 60]
دعوة للمسارعة بإخراج الزكاة
حثت دار الإفتاء المسلمين على الإسراع في إخراج زكاة الفطر وتسليمها إلى الجهات المختصة قبل يوم الخميس 27 رمضان، لضمان وصولها إلى مستحقيها في الوقت المناسب.
ختاماً
أكد البيان أن تقديم زكاة الفطر لأهل غزة هو صورة من صور التضامن الإسلامي وإعانةٌ لإخواننا المنكوبين، وهو باب من أبواب الأجر العظيم، خصوصًا في العشر الأواخر من رمضان. لذا، على المسلمين المسارعة في تقديم الدعم بكل السبل الممكنة، امتثالًا لقوله ﷺ: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه”.